|
برأ القديرُ من الثرى أحياءَ |
وقضى عليهم ذو الجلال فناءَ |
محيي مميتُ هو العظيمُ إلهُنَا |
تمضي البرايا حيث ربي شاءَ |
أعمار خلق في كتاب عنده |
يحصي لنا رب العلا الآناءَ |
حتى يتم بقاؤنا في عيشة |
في هذه الدنيا نرى الإفناءَ |
ونحل في الأجداث كانت روضة |
من جنة نلقى بها النَّعماءَ |
أو حفرة من نار سعر لافح |
تحوى اللظى والحُلَّةَ السوداءَ |
فاجعل إله العرش فردوسا لنا |
ببرازخ نُكْسى الضياء كِسَاءَ |
حتى نقوم بيوم حشر نلتقي |
بحبيبنا طه نؤم لواءَ |
نُسقى بكف المصطفى من حوضه |
يا ربنا يوم الجزاء سِقَاءَ |
نلقى النبيَّ الهاشميَّ المجتبى |
و(خديجةً) والزهرة الزهراءَ |
يزداد شوقا للحبيب (محمد) |
من عاش يشدو للرسول ثَنَاءَ |
في حب (أحمد) كان بلبلُ مدحه |
قد ذاب عشقا خالصا ووفاءَ |
يشفي الغليلَ مديحُهُ برقائق |
تروي القلوبَ من الصفا إرواءَ |
والآن يصمت بعد أبهى خدمة |
في المدح ! فاذرف يا فؤادُ بكاءَ |
يا عين سحي بالشجون مدامعا |
ترثي المغردَّ بالجمال رثاءَ |
(عباسَ علوي مالكي) مِنْ صوته |
حقا سمعنا الحسنَ والآلاءَ |
صدحتَ بواطِنُه المحبةُ صدحها |
لحبيبه نثرت لنا الألاءَ |
من سر صدق بالصبابة أظهرت |
فينا بجهر الملتقى أضواءَ |
فنزيد في حب النبي المصطفى |
طه الحبيب المجتبى الإصغاءَ |
(عباسُ) أسس للمديح قواعدا |
شاعت وكانت للهموم دواءَ |
ما إن يغرد ذو النجابة تنجلي |
عنا الكروبُ .. نودع الأدواءَ |
فمديح خير المرسلين غنيمة |
ضمت لكل السامعين شفاءَ |
وكذا لـ(عباس) المنير شمائل |
بالعلم أهدت للعقول نماءَ |
فأبوه (علوي) كم تلالى درسُهُ |
بالبيت يرنو الكعبةَ الغَرَّاءَ |
وأخوه بالفقه الغزير (محمدٌ) |
بث العلومَ وَكَرَّمَ العلماءَ |
وابنُ الشقيق له الفضائل (أحمدٌ) |
في مكة أمِّ القرى يتراءى |
والإبنُ (علوي) بالدروس مواصلا |
للعلم صرحا شامخا بنَّاءَ |
من آل بيت المصطفى أنعم بهم |
نالوا مقاما ساطعا وضَّاءَ |
حازوا محبةَ كلِّ قلب مؤمن |
أكرم بهم قد جاوزوا الجوزاءَ |
هم أنجم الخير الطهور بحبهم |
نسمو نطالع ذروةُ علياءَ |
فأدم علينا حبهم يا بارئي |
وأفض إلينا يا كريمُ عَطَاءَ |
واجعل لـ(عباس) القصور منازلا |
يا ذا السخا والجنةَ الخضراءَ |
يشدو أمام المصطفى مدحا له |
في الخلد يلقى من لدنه رضاءَ |
بحضور أحباب الحبيب المجتبى |
بالحب أسعد ربُّنَا السعداءَ |
وارحم أحبتنا بأطباق الثرى |
واغفر لهم يا سيدي الأخطاءَ |
وارحم إلهي عجزنا إن جاءنا |
موتٌ .. مليكي فارحم الضعفاءَ |
صلى الإله على النبي (محمد) |
ما زمزمٌ مجت ببئر ماءَ |
والآل والأصحاب طرا ما شدا |
طير الغصون وطيَّبَ الأجواءَ ! |