زمن زمان كان زمن البركة والأصالة والكرم والقيم النادرة..
كانت أمهاتنا في رمضان يجهزن من المشروبات: وبأيديهن الطاهرات المعبقات المعتقات الخروب والعرق سوس والتمر هندي وقمر الدين..
ومن الحلويات: القطايف والكنافة والمعمول والعكك والبسيمة والبسبوسة..
ومن المأكولات: أربعة أصناف مما لذ وطاب...
ويستحيل أن تقارن جيل أمهاتنا بجيل اليوم من نسوان الجراند فور والأيفون سيفن والفيس وتويتر والمسلسلات التركية والمكسيكية المدبلجة.. نسوان خروب القالونات والوجبات الجاهزة من المطاعم والمطابخ وأكياس الشوربة المجمدة!!
كنا كصبية وأطفال نعد فوانيسنا من " تنكات السمنة الصغيرة " نخرقها بالمسمار من الجوانب الثلاثة ونضع في وسطها شمعة نجوب فيها المخيم والحي..
كانت أكبر ألعبانا " سلك الجلي " نحرقها وندورها في الهواء..
اليوم تجد الطفل يضع القنبلة الصوتية التي يشبه دويها دوي صاروخ الأباتشي على باب منزل جاره أو في ممره.. طبعا كي يشعر بطفولته المرفهة.. ويعوض الحرمان!!
كانت جلسات آبائنا في رمضان قبل الإفطار وبعد الإفطار لها من التلقائية والود والتواصل الاجتماعي، ما يجعلنا اليوم نحاول أن نعيد قليلا من قداستهم الغائبة..