ولما سكن البشر وبقيت وحدي مع النجم والقمر، أشاروا علي بأن أحتسي الليل مع النبيذ، فجرعته كأسا بعد كأس والروح تهتف هل من مزيد، حتى علا صياح الديك، فضحكت مني الشمس ساخرة، وأخبرني شعاعها أن الليل لا يشرب في كؤوس الوهم، بل يتعاطى حقنا في الوريد.
وناداني الصباح أن قم يا عصيَ المنام، وأسلم لشمس النهار الزمام، فكل الخلائق إستيقظت، والورود بنوري تفتحت، لكني بيقيني تحدّيت وواثقا صحت:
لا تهزأي يا شمس الرضا مني، واعلمي أني لا أكلّ ولا أملّ، وليلي إليَ مرغما سيهل، ندائي يسمع ولرضاي يهرع، وسلطان النوم مهما عاندني فسيركع