[SIZE="5"]QUOTE=محمد حمدي غانم;477167]طفلٌ بلا وطن
عجبًا: بموتِكَ كيفَ زِدتَ براءةً = وغفوتَ بينَ الرملِ والأمواجِ؟
تَستقبلُ البحرَ الذي سامحتَهُ = عن لَفْظِ سِرِّكَ حينَ كُنتَ تُناجي
نَمْ يا صغيري ما مكانُكَ ها هنا = في خُلْدِ رَبِّكَ ما فُؤادُكَ راجي
هذي بلادٌ لا تُحبُّ طُيورَها = قد زُيِّنَتْ للشرِّ والأعلاجِ
وبرغمِ قَسوتِها تُقبّلُ أرضَها! = منها بدايةُ رحلةِ المِعراجِ
أحسنْتَ ظنًّا مِن نقاءِ سريرةٍ = ما كنتَ يومًا لاعنًا أو هاجي
أأراكَ لا تَدري بأنَّكَ ميتٌ = والحالمونَ بلقمةٍ وعلاجِ
حتّى زنيمُ القصرِ يَحفظُ عَرشَهُ = وسبيلُهُ دَمويّةُ الحَجَّاجِ
وحثالةُ الأعرابِ دُونَكَ أغلقوا = عادينَ بابَ الغَوثِ بالمزلاجِ
ما كفّنوهُمْ حينَ ماتَ شعورُهم = غِيدَ القصورِ وساكني الأبراجِ
شربوا خمورَ الدمِّ في لذّاتِهم = في غيِّهِم ضلّوا عن المِنهاجِ
وبلادُ أوروبا حُرِمتَ لُجوءَها = عنها مُنِعتَ بحاجزٍ وسياجِ
كلُّ الملوكَ رَموكَ حينَ رأيتَهمْ = سُودًا عرايا في قُصورِ زجاجِ
فهمستَ في دمعٍ لنومِ ضميرِهم: = "فلتقبلوا أسفي على الإزعاجِ"!
لم يَبقَ غيرُ البحرِ، حينَ بَثَثْـتَهُ = شَكواكَ رَدَّ بِعَصفةٍ وهِياجِ
لم يَدْرِ شوقًا حينَ ضمَّكَ أنّهُ = أجرى عليكَ الحُكمَ بالإفراجِ
أتريدُ أن تَقضي اختناقا مثلما = سبعينَ نفسًا كُدِّسَتْ كنعاجِ؟
أو كنتَ تُصبحُ مِن عبيدٍ حُلمُهمْ = أن يَعلِفُوهم في حظيرِ دجاجِ؟!
يا بِئْسَ مَنْ عشقوا الحياةَ ذليلةً = هَلَكَ الجميعُ وأنتَ كنتَ الناجي
نَمْ يا صغيري ما مكانُكَ ها هنا = وغدا يجيء الصبح بالإبلاجِ
محمد حمدي غانم
2/9/2015
السلام عليكم
من واقع الحال ، وألم الجرح الطازج، يصيغ الأستاذ الشاعر محمد حمدي غانم قصيدته هذه، التي يستدر بها العطف أو الإحسان أو الشعور بالذنب .
الطفل في الصورة مقلوب على قفاه ، وحذاؤه موجّه إلى الوجوه كمرآة صافية . وذلك ما يستحقه منه قاتلوه .
يقول الشاعر :
عجبًا: بموتِكَ كيفَ زِدتَ براءةً = وغفوتَ بينَ الرملِ والأمواجِ؟
وفي البيت الأول يرى الشاعر الطفل وقد زاده الموت براءة . وتلك البراءة الزائدة سيشعر بها كل من نظر للطفل فعلم أنه قُتِل بغير ذنب . فالبراءة التي يستمدها من طفولته ازدادت ببراءته من الذنب الذي يستوجب قتله . وهو الآن يغفو بين الرمل والأمواج تلك الغفوة التي توحي بأن الطفل مطمئن في نومه . فالفعل " غفوت" فعل يخبئ وراءه كارثة القتل . وبهذا الفعل يرغب الشاعر بإخبارنا بأن الطفل البريء قادر على مسامحة قاتليه . ويعمق الشاعر هذا المعنى في البيت الثاني بقوله
تَستقبلُ البحرَ الذي سامحتَهُ = عن لَفْظِ سِرِّكَ حينَ كُنتَ تُناجي
فالفعل " سامحته" يقسر الطفل بعد موته على مسامحة البحر ، الذي صارعه وقتله . والهدف من هذا الفعل إظهار مقدار الفارق في الطهر، بين الطفل البريء الذي يسامح البحر الذي كان مسرح قتله ، وبين أولئك الأعراب (الزُنَماءُ) :وهي صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زنُمَ : لئيم له علامة من علامات الشَّرِّ تُميِّزه .ومفردهم ( زنيم القصر) ، والزنيم أيضاً هو الدعِيّ ، الملتصق بغير قومه. الذين يسكنون القصور منغمسين في ملذات خمورهم، فيما كان الطفل يصارع الأمواج .
إذن، فالفكرة المحورية للقصيدة هي المفارقة بين براءة الطفل القتيل ولؤم المسؤولين عن قتله . وعلى وتر هذه المفارقة يعزف الشاعر أنغام الشكوى غير المجدية، والعتب المعقوب بالخيبة، والحزن المعقوب باليأس .
عاطفة الشاعر كانت تموج بألوان صدق المشاعر ، وقد عبّر عنها بالكثير من العبارات التي أودعها أحاسيس الألم والخيبة . ففي قوله
نَمْ يا صغيري ما مكانُكَ ها هنا = في خُلْدِ رَبِّكَ ما فُؤادُكَ راجي
هذي بلادٌ لا تُحبُّ طُيورَها = قد زُيِّنَتْ للشرِّ والأعلاجِ
يكني الشاعر عن الطفل بكناية " الطير " ، إذ أن الطفل البريء طير من طيور هذه البلاد ، ولكنها بلاد لا تحب طيورها ، ومن الدارج تشبيه الأطفال بالطيور في ثقافتنا الإسلامية . وذلك يعود إلى ما ورد في الحديث الشريف ، ما أخرجه مسلم (2662) من طريق العلاء بن المسيب، عن فضيل بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، قالت:" توفَّى صبي، فقلت طوبى له، عصفور من - عصافير الجنة -، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:"أولا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً"
.فهذي بلاد لا تحب طيورها لأنها " قد زُيِّنَتْ للشرِّ والأعلاجِ" فأما لفظة "الشر " فتفيد العموم ، وإن كان الشاعر يقصد بها خصوصي معنى " القتل والبطش في أبناء الأمة " وأما لفظة الأعلاج " فمفردها العِلْجُ: وهو كلُّ جافٍ شديدٍ من الرجال. أو العِلْجُ : الحِمار ، أو العِلْجُ : حمار الوحش السَّمينُ القويُّ ؛ ولا شك أن كلاً من تلك المعاني يصلح لوصف ولاة أمورنا ، ولاة أمور المسلمين ، الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ، ومن ذلك الفساد عدم الاكتراث بقتل الأطفال ، بل المباشرة في قتلهم .
غير أن الشاعر يصر على قسر الطفل على مسامحة قاتليه مرة أخرى ، فيصوّره وكأنه يقبل الأرض ، والسؤال للشاعر : لماذا سيقبّل الطفل هذه الأرض على الرغم من قسوتها ؟
وبرغمِ قَسوتِها تُقبّلُ أرضَها! = منها بدايةُ رحلةِ المِعراجِ
ويجيب الشاعر عن سؤالنا قائلاً : " منها بدايةُ رحلةِ المِعراجِ " ، فالطفل الذي ستعرج روحه إلى السماء يقبل الأرض لأنها بداية رحلة المعراج . وكأن الطفل لا يعبأ بما حدث له قبل رحلة المعراج ، فالمهم هو أن يتخلص من الحياة في هذه الدنيا ، والمهم أن يبدأ رحلته الروحية التي تثبت خلاصه ، وبذلك يسعد الطفل . ولعل في هذه اللمحة التعبيرية من الشاعر إسقاط نفسي لمعاناة الإنسان، التي ينوء بها الشاعر نفسه، فلا يجد لها من خلاص سوى بالموت . على أن تحميل الطفل القتيل هذا المنظور المنعكس من معاناة الإنسان البالغ في هذه البلاد،والذي أوصله مرحلة تمام اليأس ، قد قلّل من فرصة إظهار الغضب الكامن في النفوس ،فمن المنطقي أكثر أن يعبر الشاعر عن فوران وغليان مشاعر من يرى صورة الطفل، ليصب نيران غضبه على قاتليه ؛غير أننا نستقرئ من ميل الشاعر نفسياً إلى فتح ثقب أمل للخلاص ،نستقرئ السمة النفسية العامة لهذه المرحلة التاريخية ،التي أصيب فيها عامة المسلمين بمشاعر الإحباط والخيبة، من استيقاظ ضمائر ولاة أمورهم ، والشاعر واحد من عامة المسلمين .
أحسنْتَ ظنًّا مِن نقاءِ سريرةٍ = ما كنتَ يومًا لاعنًا أو هاجي
أأراكَ لا تَدري بأنَّكَ ميتٌ = والحالمونَ بلقمةٍ وعلاجِ
مازلنا أمام المفارقة بين نقاء سريرة الطفل المقتول الذي ما كان ليلعن قاتليه أو يهجيهم لأنه لا يدري بأنه ميت، ولعله يحسب نفسه نائماً لا ميتاً، وهنا يربط الشاعر هذه الصورة بما أسس لها من استخدامه الفعل " غفوت " في البيت الأول .
فالشاعر يبارك للطفل نومته الأبدية لأنه على الأقل ،لم يعد في عداد الجوعى الحالمين باللقمة، أو المرضى الحالمين بالعلاج . وإن كان البيت(( أأراكَ لا تَدري بأنَّكَ ميتٌ = والحالمونَ بلقمةٍ وعلاجِ)) مضطربا من حيث الصياغة اللغوية ، بسبب اضطراب الوظيفة النحوية للفظة "الحالمون " فهل هي اسم معطوف على " ميتٌ " فتجعل الحالمين مشتركين في حكم عدم الدراية مع الميت ؟ وعند ذاك يكون الشاعر قد نفى عن الحالمين درايتهم بموتهم ، وأثبت لهم إحساسهم بالجوع والمرض مع عدم إحساسهم بموتهم، لشدة الجوع والمرض ؟ أم هي مبتدأ نسي الشاعر أن يأتي بخبره ؟
غير أن اختيار الشاعر للطفل أن يموت راضياً غير لاعن ولاهاج ، بهدف التركيز على" براءته" وإبرازها، منع الشاعر من فرصة سانحة لاستدرار اللعنات على قاتليه ،ولعل الشاعر اختار هذا الاتجاه من الابتعاد ما أمكن عن لعن القاتلين ، بتأثير التربية القمعية التي نشأنا كلنا فيها بوصفنا أدباء مراقبين ، فنحن نسير بجوار الحائط ونقول: يا رب الستر الستر ".
إن هذه القراءة للقصيدة ، من حيث القيود النفسية للتعبير، والاضطرار النفسي إلى الحياد عن وصف المسميات كما يليق بها، تمكننا من استقراء ملامح المرحلة التي نكابدها في ذيول "الربيع العربي". والتي تتجلى بالنكوص للخلف، نحو الشعور المتجذر بالخوف من بطش السلطة أياً كانت .فالرقيب من أنفسنا يرسم لأقلامنا مسارات حركتها الأكثر أمناً.
وإحدى وسائل التملص من العقاب هي تعميم القول، أو الوصف بحيث لا يستطيع شخص بعينه ، من تلك السلطات الباطشة أن يتصدى لشاعر ما . ومن ذلك إطلاق الوصف على عموميته في قول الشاعر
حتّى زنيمُ القصرِ يَحفظُ عَرشَهُ = وسبيلُهُ دَمويّةُ الحَجَّاجِ
وحثالةُ الأعرابِ دُونَكَ أغلقوا = عادينَ بابَ الغَوثِ بالمزلاجِ
ما كفّنوهُمْ حينَ ماتَ شعورُهم = غِيدَ القصورِ وساكني الأبراجِ
شربوا خمورَ الدمِّ في لذّاتِهم = في غيِّهِم ضلّوا عن المِنهاجِ
فهذا الوصف لولاة أمور المسلمين يصلح بعموميته لوصفهم جميعاً . ويجد فيه الشاعر طريقة للتعبير عن الغضب الكامن في النفوس تجاه تلك " الحثالة " من (الأعراب ) الذين هم كما وصفهم الله في القرآن الكريم " أشد كفراً ونفاقا" ، فلفظة ( الأعراب ) تستحضر الوصف الإلهي لهم . مع لفظة " زنيم " القرآنية التي وصف الله بها الوليد بن المغيرة بقوله تعالى ( عتل بعد ذلك زنيم ) {الآية 31 سورة القلم } وهي لفظة غير شائعة ، ومن بعض معانيها ضياع النسب لمن هم أولاد الزنا . واسم " الحجّاج " السفاح التي سبقت بكلمة " دموية " ، هذه الألفاظ تتيح بعض التنفيس عن الغضب المعتمل تجاه تلك ( الحثالة ) التي وليت أمور المسلمين ، فكان من نتائج تولي الحثالة تصرفات تدل على طبيعة الحثالة من غي وضلال عن المنهاج " في غيِّهِم ضلّوا عن المِنهاجِ " ، ولذذلك يصبح مفهوما سبب إعلاقهم باب الغوث على المسلمين الملهوفين اللاجئين
وحثالةُ الأعرابِ دُونَكَ أغلقوا = عادينَ بابَ الغَوثِ بالمزلاجِ
فإغلاق الأبواب بوجوه المسلمين ومنعهم من اللجوء إلى " بلاد الإسلام " غي صريح ، وضلال واضح عن منهاج الإسلام الذي أمر بالتآخي بين المسلمين وبيّن حقيقة صلة المؤمن بالمؤمن على أنها " الأخوة " في قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ..الآية) (الحجرات/10 )، فأين هي الأخوة ، يا (غيد القصور) ويا ساكني الأبراج ؟
إنهم ميتون لا يسمعون ، وكان الحري بهم تكفينهم حين مات شعورهم ، كما قال شاعرنا
ما كفّنوهُمْ حينَ ماتَ شعورُهم = غِيدَ القصورِ وساكني الأبراجِ
ولم يبق بعد أن أغلقت الحثالة على المسلمين باب اللجوء إلى بلاد المسلمين " الأخوة "إلا طرق أبواب الغرباء ، وأؤلئك إن أغلقوا أبوابهم فليس ذلك بأشد إيلاما من غلق أبواب مكة والدوحة والكويت وعُمان وعمّان وصنعاء وأبو ظبي والقاهرة و تونس والجزائر وطرابلس والدار البيضاء " بلاد العرب أوطاني " . فلمَ لا تغلق إذن أوروبا أبوابها ؟
وبلادُ أوروبا حُرِمتَ لُجوءَها = عنها مُنِعتَ بحاجزٍ وسياجِ
كلُّ الملوكَ رَموكَ حينَ رأيتَهمْ = سُودًا عرايا في قُصورِ زجاجِ
لقد اتضحت الحقائق منذ زمن بعيد ، واتضحت علاقة " الأخوة " بين المسلمين جيداً ، لقد رأى الطفل الصغير السلم القتيل ملوكنا " نحن المسلمين " وهم سود بأعمالهم عرايا بعوراتهم في قصور الزجاج التي فضحتهم وفضحت خباياهم
كلُّ الملوكَ رَموكَ حينَ رأيتَهمْ = سُودًا عرايا في قُصورِ زجاجِ
فهمستَ في دمعٍ لنومِ ضميرِهم: = "فلتقبلوا أسفي على الإزعاجِ"!
لم يَبقَ غيرُ البحرِ، حينَ بَثَثْـتَهُ = شَكواكَ رَدَّ بِعَصفةٍ وهِياجِ
وبما أن الطفل قد علم حقيقة الأمر ، وعلم أنه لا حق له بوصفه طفلاً مسلماً ،في إزعاج ضمائر ولاة أمور المسلمين فها هو يهمس معتذراً عن تسببه في إزعاجهم . وها هو يتوجه بشكواه إلى البحر الذي عرف هو الآخر كيف يخرسه ويخرس شكواه ،فعصف واهتاج ورد ما بثه الصغير من شكوى بإغراق الصغير وملء فمه بالماء .
على أن الشاعر يصوّر البحر وقد ضم الصغير شوقاً إليه
لم يَدْرِ شوقًا حينَ ضمَّكَ أنّهُ = أجرى عليكَ الحُكمَ بالإفراجِ
وفي هذا تناقض مع رد فعل البحر على شكوى الطفل حينما عصف واهتاج وردّ شكواه ، لكن الشاعر يجد لهذا التناقض مخرجاً وتعليلاً ، إذ يصوّر حكمة البحر وهو يغرق الطفل خوفاً عليه من أن يختنق كما اختنق أولئلك " السبعون " في سيارة نقل الدجاج وهم فارّون إلى أوربا التي عاملتهم كما يعامل الدجاج ،
أتريدُ أن تَقضي اختناقا مثلما = سبعينَ نفسًا كُدِّسَتْ كنعاجِ؟
أو كنتَ تُصبحُ مِن عبيدٍ حُلمُهمْ = أن يَعلِفُوهم في حظيرِ دجاجِ؟!
وإذن فحكمة البحر الذي اختار إغراقك كانت كبيرة ، فأنت على الأقل تغرق كما يغرق البشر الذين يبحثون عن وطن خارج وطن الذل
يا بِئْسَ مَنْ عشقوا الحياةَ ذليلةً = هَلَكَ الجميعُ وأنتَ كنتَ الناجي
فأنت الناجي من بين أؤلئك الغرقى في ذلهم ، فنم واحلم بفرج يجيء مع الصبح
نَمْ يا صغيري ما مكانُكَ ها هنا = وغدا يجيء الصبح بالإبلاجِ
إنه حلم الشاعر ذلك الفرج ، وليس حلم الطفل القتيل الذي جاءه الفرج ونجا .
القصيدة واقعية طفحت بالصور الشعرية التي مرت بالأحداث الواقعية مروراً سريعاً غير أنه مرور نافذ قادر على الغوص في عمق كل حدث ليخرج بمغزاه ومعناه من دون تلكؤ وإضاعة مفردات جانبية على هامش الصورة .
وبعد ، فإن الكلام الذي يمكن أن يكتب على هامش هذه القصيدة لهو أكثر من يستوعبه تحليل نقدي للقصيدة ، فللقارئ أن يكمل المعاني من ألمه ، ومن خيبته .
وأحيي الشاعر الأستاذ محمد حمدي غانم
جزاك الله خيرا
ثناء حاج صالح