لؤلؤة
لابن اللئامِ عيونُ شكٍّ سابرة=تُردي الكرامَ وللأعادي ساترة
زمنُ البُغاث بظلِّه يحيا الورى=في قفرةٍ يرعى النجومَ الزاهرة
حلَّقتُ كالصقر الجريح ونازفاً=دمعَ الأسى من دِنِّ روحي الثائرة
عصفٌ يهزُ جوانحي وزئيرهُ=خلعَ الفؤادَ كمَا الرُّعود الهامرة
أين الصفاءُ وأخوتي كفرائسٍ =بيدِ الرقيع يقودُها للسَّاهرة
لم أنسَ ضبعاً في المطارمُزمجراً =مستنفراً بعضَ الجراء الماكرة
فتراكضت قطعانُها مسعورةً= فظننتُ لصاً تقتفيه الكاسرة
جذلان إذ في الدار أمنٌ ساهرٌ=يحمي العرينَ من الأيادي الباترة
ما كان ظنَّي صادقاًإذ كشَّرت= أنيابُها في وجه خدرٍ حائرة
يا ويلها والقلبُ يعدو واجفاً= من خلفه جيشُ الأفاعي الغادرة
حوريةٌ في حضنها أكبادُها= يبتزُّها رأسُ الضِّباع السادرة
مُتفحِّصاً أوراقَها بعنايةٍ=وبعينه نَظرُ اللعوب الماهرة
عن كلُ طفلٍ جزيةٌ مفروضةٌ=مئةٌ من الدولار تُرضي الخاطرة
فارتاع قلبي من لظى دمعاتها=كالنار شبَّت في الحُقول النَّاضرة
خلعَت أساور بنتها ولسانُها = يدعو لهم يا قومُ إني شاكر
المالُ يُخلفه الكريمُ المُعتلي = لم أخشَ فقراً بل فُجورُ الكافرة
فمضيتُ أبكي أمةً مكلومةً =أزلامُها عن كل سوءٍ حاسرة
ابنُ الكرام على الثغور مُجيَّشٌ=وابنُ اللئامِ له اليخوت الفاخرة
قالوا أخي وفِعالُهُم مرذولةٌ =وقلوبُهم كالعنكبوت الفاجرة
عهدي بهم للضيفِ حضنٌ دافئٌ=وجناحُهم يشفي الكلومَ الغائرة
بنتُ الصليب لها السَّلام فريضةً=والنابحاتُ وكل سقطٍ عاهرة
ولرجلها تلقى الخدودَ مفارشاً=وبغمزةٍ ناخَت نُفوسٌ بائرة
لاذوقَ فيهم فالذبابُ نسيبُهم=يهوى المزابل والمياهَ الكادرة
خسئوا فوهجُ بناتنا لا ينطفي=هنَّ الصفاءُ ونفسهنَّ الطاهرة
ولآلئٌ وضَّاءة ٌ في روحِنا =محفوظةٌ من كلِ ريحٍ هادرة