الأخ الفاضل أحمد
أنا حقيقة أشكرك لإتاحة الفرصة لي للإطلاع على ما نشر كدواوين شعر الإمام الشافعي ظهر اليوم في الوقت الذي كنا نتبادل فيه الرأي بلاغيا وعروضيا.
وأنت أخي أوضحت وجهة نظرك , وأنا أوضحت وجهة نظري ولا داعي لي لأن أرجع للرابط الذي وضعته فلست بحاجة إليه لأن البلاغة قناعة أولا وأنا مازلت عند رأيي.
أما موضوع نسب القصيدة , وأنت لم توضح رابطها أو ما يؤكد نسبة القصيدة للإمام الشافعي , وأود هنا أن أورد ما يلي :
أشكرك على ردودك والتي حاولت من خلالها أن تثبت نسب القصيدة , وأنا انتهزت هذه الفرضة للإطلاع على بعض دواوين الشافعي المنشورة , واعذرني فقد وجدت واحدا منها فقط يشير لهذه القصيدة وقصيدة أخرى من بيتين , وهاتان القصيدتان على ما يبدو محشورتان حشرا, لأنه لم تثبت نسبتهما إلى الإمام الشافعي.
واكنفيت بالإطلاع على 3 نسخ من ديوان الإمام الشافعي وتوقفت , بعدما قرأته في ديوانه المنشور من قبل الدكتور مجاهد مصطفى بهجت والذي كان استاذا في جامعة بغداد والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا وكان نص ما كتبه في فقرة ( العبث والإنتحال في شعره ):
ويضم القسم الثاني: ما لم تثبت نسبته إلى الشافعي مما نسب إليه وإلى عيره , وهو مائة وثلاثة نصوص في أكثر من ثلاثمائة وخمسين بيتا , وهو على درجات متفاوتة من جهة توثيق النسبة إلى الإمام الشافعي يتراوح بين ما نسب إليه في المصادر المتأخرة وما لا يصح نسبته إليه , وبين ذلك أصناف : ما يترجح نسبته إليه لغة ومضمونا وما ينسب إليه ولغيره دون مرجح يحدد النسبة , وما نسب له ولغيره ويترجح ألا يكون له , وما يبعد أن يكون له لغة ,ومضمونا وما نسب إليه مما تمثل به.
وفي توضيح آخر في نفس الفقرة :
وقد كان لاتجاهات الفرق والأهواء والمذاهب الإسلامية آثارها على نسبة النصوص الشعرية , فهناك طائفة من أشعاره انفردت بها مصادر العلويين وهي موضع شك – عند التحقيق في نسبتها له , بل عمدت إلى زيادة بعض الأبيات على ما صح نسبته إليه في معاني تتصل بحب آل البيت توسعوا فيها وخرجوا بها عما كان يريده الإمام الشافعي.
وهناك بيتان قرأتهما في الديوان الأول والذي تضمن هذه القصيدة وهما:
إنا عبيد لفتى ... أنزل فيه هل أتى
إلى متى أكتمه . ... إلى متى إلى متى
لكن في مصدر أخر :
ألام ألام وحتى متى ؟ أعاتب في حب هذا الفتر
هل زوجت فاطم غيره ... وفي غيره هل أتى , هل أتى ؟
.....................
ولم تثبت نسبتها إلى الإمام الشافعي. كما ورد في الكتاب الثالث الذي قرأته.
كما أورد المحقق 22 نصا لم تثبت نسبتها للإمام الشافعي , ولم أجد هذه القصيدة لا فيها ولا في اللواتي ثبت نسبتها للإمام الشافعي.
وأوضحت أنني رأيتها في ديوان واحد هو المنشور من قبل دار المعرفة في بيروت ومن اعتنى به هو عبدالرحمن المصطاوي , وفيه أيضا نص في عدم التأكد من نسب بعض الشعر للإمام الشافعي.
وإن حق لي أن أتساءل , هل يعقل أن يقول الإمام الشافعي ( إنا عبيد لفتى ) أم الأحرى أن تكون ( إنا عبيد لله ) لأنه لم يرد سمعنا يوما أن قال أخدهم ( إنا عبيد لمحمد ) والنبي صلى الله عليه وسلم أعلى مرتبة من الإمام علي رضي الله عنه.
إذن مادام هناك شك في نسبة القصيدة للإمام الشافعي فعلينا ألا نجزم بنسبتها إليه , خاصة الهدف منها هو ( حب أل البيت ) وأنا قلت أن ما ورد في القرآن الكريم وسنة نبيه يكفي بل وهو أسمى مما يقوله إمام مجتهد.
بارك الله فيك وتقبل تحياتي وتقديري
كما سأرد عليك في موضوع آخر تطرقت له.