|
بصدرِك صحراءٌ وشيءٌ من الغضا![](clear.gif) |
وقلبٌ بِغَيضٍ في العروقِ تمضمضا |
تقدُّ الليالي جِلدَ نِضوٍ كشمعةٍ![](clear.gif) |
وعاري ذُبالٍ ذوّبَ الدهرُ ما نضا |
ودربُك يجترُّ الخُطى ويمجُّها![](clear.gif) |
فلا غايةٌ نِيلتْ ولا كَدُّك انقضى |
دياجيرُ ترتابُ العيونُ بحَولِها![](clear.gif) |
فسيانِ إنْ فتّحتَ أو كنتَ مغمضا |
ولا شمسَ ذادتْ عن مراياك عتمةً![](clear.gif) |
ولا بارقٌ مما تمنيتَ أومضا |
ومستقبلُ الأيامِ دعوةُ عاقرٍ![](clear.gif) |
ولم يُستجبْ يومًا لها في الذي مضى |
سواءٌ إذا أقبلتَ أو كنتَ كاشحًا![](clear.gif) |
فما الحظُّ عطّافٌ إذا العمرُ أعرضا |
ولستُ بمعتاضٍ من العمرِ جرعةً![](clear.gif) |
نسيئًا وما من طبعِه أن يعوّضا |
أنا عاجزٌ مستسلمٌ خارجَ الوغى![](clear.gif) |
وما تتقي كفّي من السيفِ منتَضى |
بجنبيَ سكّينٌ يلامسُ نصلُها![](clear.gif) |
شغافي فأين الكفُّ تُوغِلُ مِقبضا؟ |
وبي رغبةٌ في ضجعةٍ أسفلَ الثرى![](clear.gif) |
وفوقَ الثرى أرنو لكي يأذنَ القضا |
أنا ساعةٌ رمليةٌ غَصَّ حلقُها![](clear.gif) |
بنِصفِ زُجاجٍ شفَّ فيها عن الفضا |
على هامشِ الدنيا يُزاحفُ ظلَّه![](clear.gif) |
ويحبو من الإعياءِ شيخًا ممرَّضا |
هرمتَ من الخيباتِ في ميعةِ الصبا![](clear.gif) |
ولاحَ كزهرِ اللوزِ شعرُك أبيضا |
ودنياك حبلى بالهمومِ كدأبِها![](clear.gif) |
فعمَّ عساها الآنَ أن تتمخّضا؟ |
متاعٌ قليلٌ لم تحزْ بعضَ سقْطِه![](clear.gif) |
ففيمَ التأَنّي والقليلُ تبعّضا |
إذا رضي الأغرارُ واستمتعوا به![](clear.gif) |
فلي حسنُ ظنٍّ أن أرى بعدَه الرضا |
مضيقٌ وفي أُخراكَ مندوحةٌ فطِرْ![](clear.gif) |
لأطولَ من هذي الديارِ وأعرضا |