يُعاهِدُني الزَّمانُ على الوِدادِ
ويَحْنِثُ ، ثُمَّ يُمْعِنُ في عِنادي
يُراوِدُني عن الدُّنيا اقْتِدارًا
ويَقْسِمُ لِي من اللّاشَيْءَ زادي
ويُقْسِمُ لِي بأنِّي نِلْتُ حَظِّي
وأنَّ الْحَظَّ قَدْ كَرِهَ اعْتِدادي
فَيَمْنَحني من المِحَن اجْتِباءً
ويَمْنَعني اشْتِهاءً عن مُرادي
ويَدْفَعني بأهْوالٍ وكَرْبٍ
إلى رَكْبِ الضَّياعِ أو الفسادِ
يُسائِلُني ، إذا ما اشْتَدَّ غَرْسي
أتَأْمُل أن يَدومَ إلى الحصادِ ؟!
أناٰ ؛ مَن يُهْلِك الْحَرْثَ ابْتِلاءً
لِمِثْلِكَ ، كَيْ يَشُبَّ على الشِّدادِ
فَلا تَجْزَعْ ، فَإنَّكَ ذاتَ يَوْمٍ
تُرَدُّ وَمَن فَقَدْتَ إلى مَعادِ
ألا يا أيُّها الزَّمنُ اسْتَبِحْني
وضَيِّقْ كيْفَ شِئْتَ على فُؤادي
وصُبَّ القَهْرَ في عَيْنَيَّ واصْفَعْ
قَفايَ بِما تَشاءُ من الأَيادي
وقَطِّعْ فِيَّ أَرْحَامِي وفَرِّقْ
عُيُونَ الرُّوحِ فِيكَ بِكُلِّ وادِ
فإنَّ الصَّبْرَ في صَدْري طُيورٌ
تَروحُ بهِ وتَغْدو في ازْدِيادِ
وإنَّ الشُّكْرَ في قَلْبي بُحُورٌ
تفِيضُ رِضىً على أيِّ امْتِدادِ
فَلا واللَّٰهِ لَنْ تَحْظَى بِيَأْسِي
ولَوْ جَرَّعْتَني مُرَّ السُّهادِ
ولَوْ أَمْطَرْتَ عُمْري كُلَّ عامٍ
بأيَّامٍ تَضِجُّ مِن السَّوادِ
أناٰ مَنْ حَيَّرَ الدُّنْيا بِصَبْرٍ
يُخَلَّدُ ؛ مَا رآكَ إلى نَفادِ
أناٰ مَن كَفَّرَ الشَّيْطانَ يَأْسًا
فَلَمْ تَلْحَقْ قَوافِلُهُ جِيادي
وإنِّي يا زَمانَ الْقَهْرِ راضٍ
ويَكْفيني على اللَّٰهِ اعْتِمادي
أَلَيْسَ اللَّٰهُ يا هَٰذا بِكافٍ
عِبَادَ اللَّٰهِ عَنْ كُلِّ الْعِبادِ ؟!