ضحكَ الصَّبَـاحُ ورقَّتِ الأنْسَامُ **وعلى غصون الدَّوْحِ لاحَ حَمَامُ
ما بين أمٍّ لا تُفَارِقُ بيْضَهَا **حتى يعودَ رفيقُها الحوَّامُ
وأبٍ مضَى بالحُــبِّ يمْلـَأُ صدرَهُ**يسعى لنيل الحَــبِّ وهْوَ هُمَـامُ
يالــ السكينة والحمامةُ أرسلَتْ** ريشَ الجناحِ وثغرُها بسَّامُ
تغفو لثانيةٍ إذا مرَّتْ بها **ريحُ الصَّبا وكأنها أحلامُ
وتعودُ يُوقِظُهَا الشُّعاعُ فلمْ تزلْ **والجفنُ يصحو تارةً وينامُ
بيضاءُ ليْسَ تَـمِيزُهُا عن بيْضِها**إلَّـا إذا عبَثَتْ بها الأنْسامُ
وتخالها في عشِّها كأميرةٍ**في عرشها دفء الهنا ووئامُ
قد ردَّ عنها البَرْدَ بُـرْدٌ برْقُهُ**كبروقِ بَـدْرِ اللَّيلِ وهْو تمامُ
قد أرَّق العصفورُ هدأةَ عُـشِّها**ما قرَّ منهُ على الغصونِ مُقامُ
وكأنَّ ريشَ جناحِـهِ إذْ مَدَّهُ **للريح تحملُ كفَّتَيْهِ سهامُ
وكأنّـما منقارهُ في فتْحِه ِ**أو غلْقِه نصْـلان أو صَـمْصَـامُ
لجناحِـهِ سَبْـقٌ، ونقرِ سلاحِـهِ طـرْقٌ ، وصوتِ صياحِـهِ أنغامُ