قُلتُ، استجابَ العُربُ واغتربوا
قالوا، عليكَ اللعنُ والغَضَبُ
مَن أنتَ يا مصريُّ، تذكُرُنا
وتقولُ،ذا في أمرِنا يَجِبُ
دعْ عنكَ أحوالًا تُلازِمُنا
وانظُر لما في مصرَ يُرتَكبُ
قلتُ السّلامُ عليكُمُ وطني
إنّا إلى الإسلامِ نَنتَسِبُ
إنّي حملتُ الهمَّ في كبدي
منذُ استقامَ العقلُ والعَصبُ
قد كُنتُ في عيشٍ على رَغَدٍ
ما كان يدعوني إذن سببُ
لكنْ علمتُ بأنّنا جَسدٌ
يشكو جميعًا حينما النَّصَبُ
فجعلتُ في عينٍ مدامِعَكم
ونظرتُ بالأخرى، فنقتربُ
مالي أراكُم تجهلونَ عليَّ-
كأنّني جهلٌ أوِ اللهبُ
قد رُمتُ وصلًا في مودّتِنا
والقلبُ راجٍ أنّنا عَرَبُ
أينَ العروبةُ في مسامِعنا
قد بانَ في ألفاظِنا العَجَبُ
حَجَبَت حروفُ الغَربِ أحرُفَنا
ذهبَ الطّريقُ لحيثُما ذهبوا
أنّت سماءُ الفكرِ مِن عِللٍ
واستصغَرَ الطُّلابُ ما طلبوا
ما خابَ مَن صلّى لقبلَتِهِ
في قلبِهِ الإيمانُ والأدَبُ