ترددت كثيرا في نشرها
برغم صدق حروفها
يَا فَارِسَ اﻷَخْـشَابِ فِي الزَّمَنِ الرَّدِيْ
وَ حِـصَانُكَ المَزْعُومُ قُـدَّ مِنَ الْخَشَبْ
وَ السَّيْفُ قُـدَّ مِنَ الْخَشَبْ
أَتُـرَاكَ أَيْضاً مِنْ خَـشَبْ
مَازَالَ لِلْخُـشْـبِ انْـتِـفَـاعٌ يُـجْـتَـنَى
أَخْـشَـابُ عُـمْـرِكَ لَـيْـسَ فِـيـهَـا مِنْ لَهَـبْ
كَـمْ خُـضْـتَ حَـرْبـاً مِـنْ لَـعِـبْ
وَبَـنَـيْـتَ مَـجْـداً مِـنْ كَـذِبْ
صَـدَّقْـتَ كِـذْبَـكَ فَــارْتَــقِــبْ
يَـا صَـاحِـبَ الْـصَّـوْتِ الْـمُـجَـلْـجِـلِ فِي الْخَـفَـاءْ
أظَـنَـنْـتَ أَنَّــكَ قَــدْ بَـلَغْـتَ مَـدَىَ الـسَّــمَــاءْ
وَ كَـبِـرْتَ كَالْـبَـالُـونِ كِـبْـرُكَ مِـنْ خَـوَاءْ
وَ عَـلَـوْتَ زُوراً فِـي الْـفَـضَـاءْ
وَ رَأَيْتَ نَـفْـسَـكَ فِـي الْـعَـمَـاءْ
وَ رَسَـمْـتَ أُفْـقـاً مِـنْ غُـثَـاءْ
كُلُّ الْـعُـيُـونِ سَـتُـنْـكِـرُكْ
كُلُّ الـصُّــدُورِ سَـتَـلْـفِـظُـكْ
كُلُّ الـدُّنَى تَـتَـجَـهْـمُـكْ
لاَ أَمْـسَ لَـكْ
لاَ يَـوْمَ لَـكْ
لاَ حُـلْـمَ لَـكْ
لاَ وَزْنَ لَـكْ
مَـنْ أَنْـتَ قَـدْ ضَـيَّـعْـتَ وَجْـهَــكَ فِــي الضَّـبَـابْ
وَ مَـخَـرْتَ لُـجَّ الْـبَـحْــرِ مَـشْـلُـولَ الْـعُـبَـابْ
وَ رَجِـعْـتَ مَـمْـحُـولَ الـتُّــرَابْ
أُنْـظُـرْ بِـعَـيْـنِ بَـصِـيـرَةٍ لَـنْ تَـخْدَعَـكْ
أَسْـقَـطتَّ مِـنْ عَـيْـنِ الْـجَـمَـالِ تَـجَـمُّـلَــكْ
مَـنْ ذَا يَــرُومُ تَـحَــمُّــلَـكْ
يَـا أَيُّـهَـا الْـمَـغْـرُورُ مَـنْ قَـدْ غَـرَرَكْ
لاَ أَنْـتَ فِي الـدُّنْـيَـا تَـعِـيـشُ كَـأَهْـلِـهَـا
لاَ أنت لِلأُخْـرَىَ تَـزِيـدُ تَـقَـرُّبَـكْ
قَـدْ بِـعْـتَ عُـمْـرَكَ بِـالْـمُـنَـى
وَعَـشِـقْـتَ وَهْـمـاً مِـنْ كَـذِبْ
وَ ابْـتَـعْـتَ نُـورَاً مِـنْ حَـلَـكْ
يَـا كَـاسِـدَ الْـبَـيْـعِ اتَّــئِــــدْ
مَـنْ يَـشْـتَـــرِي هَـمّـاً بِـسُــوقٍ قَـدْ رَكَـدْ
مَـنْ يَـرْتَـجِي دِفْءً بِـجَـمْـرٍ قَــدْ خَـمَـدْ
الْـحَـقُّ وَجْـهٌ وَاحِـدٌ
لَـكِـنْ نَـرَاهُ بِـأَلْـفِ وَجْـهْ
و لأَنَّــنَـا نَـهْـوَى سَـنَـهْـوِي فِـي الـدَّرَكْ
أَبْـصِـرْ بِـعَـيْـنِ الـرُّوحِ ثَـمَّ الْـمُـفْـتَـقَــدْ
كَالـشَّـمْـسِ نُـورُ الْـحَـقِّ بِـئْـسَ الْـمْـبْـتَـعِـدْ
مَـا ضَــرَّهَـا أَنَّ الْـعُــيُـونَ بِـهَـا رَمَـدْ
مَـنْ أَنْـتَ في دنْـيَـا الٍَعََفَاء
والكَونُ لَم يُبدِ احْـتِـفَـاءْ
مِرآتُكَ الشٌوْهَاءُ يَرمُقُـهَا الصَّـفَاءْ
صَفْوُ المَرَايَا أَنَّ مِمَّا كَـلَّـلَـكْ
يَا عَبدُ ثُبْ
فـَالأَمـنُ وَعْـدٌ لِلـمَـلِـك
والـحـُبُّ كـَأسٌ يُـثـمِـلُـكْ
حَـلِّـقْ بِـهِ فَـوْقَ الـفَـلَـكْ
أَقـبِـل لَـعَـلَّ اللهَ أَنْ يَـتَـقَـبَّـلَـكْ
=================
عارف عاصي
18 / 05 / 1437
27 / 02 / 2016