|
طربَ الفؤادُ هنـا .. فكـلٌّ غـازلُ |
شعـرا يَـرشُّ وميضَـه ويُغـازلُ |
وتـرُ الفراشـةِ صاعـدٌ بجُمانِـه |
حيثُ الفراشةُ تَستبيـحُ .. ونـازلُ |
يَنسـابُ أخبيـةً علـى إيوانِـهـا |
شهقَ الهوى صفوا .. فليسَ يُخازلُ |
يَجتابُ أوديـةً .. فـلا إنـسٌ بهـا |
يَنجابُ عنها .. مـا ألـمَّ العـازلُ |
يَرتابُ بعضُ الخطو لـولا خيمـةٌ: |
لكِ يا منازلُ فـي القلـوب منـازلُ |
. |
. |
لكِ يـا منـازلُ خيمـةٌ موسومـةٌ |
بالرَّاسمـاتِ يـديَّ حيـنَ أساجـلُ |
الومضةُ النَّشـوى سـراجُ حديقـةٍ |
لي مـا يئـنُّ بهـا حَمـامٌ زاجـلُ |
أرجـأتُ إيقـاعَ الكـلام ورجعَـه |
حتَّى نهاياتـي .. فأبـرقَ عاجـلُ |
اللانهـايـاتُ الـتـي أرجأتَـهـا |
تهتـزُّ مغناجـا .. لينطـقَ آجـلُ |
تلـكَ البدايـاتُ الوشيكـةُ خيلُهـا |
وثبا تُحيِّرنـي .. أإنَّـكَ راجـلُ ؟ |
. |
. |
خطـوٌ إليـكَ بمـا تـأوَّلَ فـجـأةً |
وبما تَناولَ .. هلْ تُـراكَ تُنـاولُ ؟ |
هـاتِ الحكـايـةَ أولا مــنْ أوَّل |
وخُـذِ الحكايـةَ حيثُمـا سَتُحـاولُ |
أدركْ خَيالـكَ يَستـحـمُّ بقيـعـةٍ |
واملـكْ سُؤالَـكَ للسُّـؤال يُطـاولُ |
اسلـكَ إليـكَ مَسـافـةً ضوئـيَّـةً |
واشبكْ مَجالـكَ إذ أتيـتَ تُصـاولُ |
أمسـكْ شمالَـكَ أو يمينـكَ مَـرَّةً |
أو فابسطنَّ يدا .. فسـوفَ تُـزاولُ |
. |
. |
لا تَبسُطـنَّ يديـن قافـيـةً هُـنـا |
وهُنـاكَ كـيْ لا يَطمئـنَّ السَّاحـلُ |
بحرٌ لديكَ .. أكنـتَ تُخبـرُه بمـا |
قالتْ لكَ الرُّؤيـا .. بأنَّـكَ راحـلُ |
يُصغي نـداءُ المَـوج مُلتفتـا إلـى |
جبـل يُــراودُه نــداءٌ مـاحـلُ |
ما بينَ مُختلفيـن يَقتـربُ المَـدى |
ليفـرَّ بالسُّقيـا .. فيظمـأ ناحـلُ |
أو بينَ مُؤتلفيـن يغتـربُ الصَّـدى |
صوتـا، وينقلـبُ الكـلامُ القاحـلُ |
. |
. |
صوتٌ على جنباتِـه مـاءٌ سَـرى |
والليـلُ يَقبسُـه وليـسَ يُسـائـلُ |
يَرمي على العتبـاتِ مـنْ قنديلِـه |
عشبـا خفيًّـا لا يـراهُ الجـائـلُ |
يهمـي بأجْمعِـه علـى خُيـلائِـه |
والواقفـون بـه .. شـراعٌ سائـلٌ |
سالـتْ بأعنـاق المَطـيِّ أباطـحٌ |
وحديثُـه أبـدًا .. قنـاعٌ صـائـلُ |
ما كـانَ مُكترثـا بنَسـج قصيـدةٍ |
لكنَّهـا .. للواقفيـن .. رَسـائـلُ |
. |
. |
لا تكتـرثْ. قـالَ الغريـبُ لظلِّـه |
وهُما إلـى البُرحـاءِ وهـمٌ راقـلُ |
نَحـنُ الغرابـةُ كلَّمـا كنَّـا معـا |
هيَ نَحنُ .. والبُرحَاءُ مَـسٌّ عاقـلُ |
ذاكَ المَـمـرُّ غـلائـلٌ مـائـيـةٌ |
السَّاقُ تُكشفُ .. والسِّياقُ الصَّاقـلُ |
سِرنـا بـه مُتوحِّديْـن بصَمـتِـه |
لما نقلْ شيئا .. فكيفَ النَّاقـلُ .. ؟ |
حرنا قليـلا. مـا المَمـرُّ بناظـرٍ |
لم نَكترثْ .. فسعى بقولٍ .. باقـلُ |
. |
. |
قلنـا: خلونـا حيثُمـا سَفـرٌ بنـا |
يَرفو المتاهـةَ لا يراهـا الواصـلُ |
إنَّـا ختمنـا بالفَواصـل رحـلـةً |
وقد انسجمنا رحلـةً .. لا فاصـلُ |
هِيَ حُلَّـةُ الصَّبـواتِ فاتحـةً لنـا |
وختامُهـا .. للفاتحـاتِ مَفـاصـلُ |
هِـيَ جُملـةٌ أولـى ولا ثنيـا لهـا |
تأتي على الصَّبواتِ .. ثُمَّ تُواصـلُ |
قلنـا: جلونـا للكتـابـةِ نَحـوَهـا |
فأبـتْ حُميَّـا الواصليـن فواصـلُ |
. |
. |
قالتْ لنا الحُمَّـى وأحرفُهـا هَـوتْ |
عن صَهوةِ المَعنـى: أذاكَ الآفـلُ ؟ |
قالتْ إذا أفلـتْ شمـوسُ المُرتـأى |
وإذا السَّـوادُ جَحـافـلٌ وقـوافـلُ |
والنَّجـمُ يَرقـبُ خفيـةٌ أثـرا بـدا |
حينَ اختفى .. فعـدا نثيـرٌ جافـلُ |
لا ضَـوءَ للسَّـاري إلـى جذواتِـه |
إلا إذا أرسـى جُـسـورا رافــلُ |
فكأنَّمـا سَحـبَ الزَّمـانَ غـدافُـه |
منْ ردنِـه .. وكأنَّمـا هُـوَ غافـلُ |
. |
. |
.. لكنَّها الحُمَّـى تُولـولُ بالظَّمـا |
عنـدَ ارتعاشتِهـا .. وكـلٌّ ذاهـلُ |
مـاذا يُـؤوِّلُ للحديقـةِ وردُهــا |
حتَّى إذا اشتعلتْ .. يَئنُّ الكاهـلُ ؟ |
مـاذا علـى أوراقِهـا مـنْ رُقيَـةٍ |
والنَّاسخـونُ مَناهـلٌ ومَجاهـلُ ؟ |
مـاذا علـى رقراقِهـا لـوْ أنَّــه |
رقَّتْ حواشيه .. فأبـرقَ ناهـلُ ؟ |
.. لكنَّها الحُمَّـى وسادتُهـا لظـى |
وسريرُها نقعٌ .. أثمَّـةَ صاهـلُ ؟ |
. |
. |
عبثَ الكـلامُ بنَهرهـا اللُّغـويِّ. لا |
نـزلَ القصيـدُ بثَغـره. لا وابـلُ |
لا حابـلٌ وردَ الكنـايـةَ عـمـرُه |
وشـدا مجـازًا سحـرُه. لا نابـلُ |
خلـلُ التَّوتُّـر آخــذٌ بقميـصِـه |
والرِّيحُ تلهو .. مـا التَّوتَّـرُ قابـلُ |
تلـكَ الخُيـوطُ مَسـافـةٌ لـوَّاحـةٌ |
بالصَّاعداتِ صَدًى .. وبُعـدٌ خابـلُ |
خِرقٌ على جَسـدِ الكـلام تَضُمُّـه |
عبثـا إذا يزهـو يَضـجُّ السّابـلُ |
. |
. |
ضَـجَّ المكـانُ عبـارةً وإشــارةً |
.. لكنَّهـا الحُمَّـى وخـوفٌ ماثـلُ |
ضَجـرتْ بلاغتُـه فهامـتْ قِبلـةً |
وغفـتْ كنانتُهـا .. فَهـبَّ الناثـلُ |
تَتدحرجُ الكلمـاتُ مثـلَ سهامِهـا |
يَتحـرَّجُ المعنـى فليـسَ يُمـاثـلُ |
ويَـرُجُّ مـا ينـأى رواةٌ دونَــه |
حتَّـى إذا انتحلـوا تَمـوجُ مَواثـلُ |
وتَعوجُ منْ طلل علـى طلـل كمـا |
كانـتْ .. وتلـكَ حكايـةٌ وأماثـلُ |
. |
. |
ضَـجَّ المكـانُ بزهـوه مُتطوِّحـا |
سُكرا ولا خمـرٌ هنـا .. لا نـادلُ |
لا الكأسُ تَغنـجُ فـي يديـه نشـوةً |
وعلـى حواشيهـا بَيـانٌ هــادلُ |
لا الشَّمسُ راقصـةٌ بكـلِّ بَهائِهـا |
تشتـارُ نَخبـا يحتفـي ويُـبـادلُ |
لا الأنـسُ مـدَّ بساطَـه مُتساميًـا |
فعطـا لينتشـرَ امـتـدادٌ خــادلُ |
تتكسَّـرُ الأبهـاءُ فــي أبهـائِـه |
حَتَّـامَ ؟ ذلـكَ حـادلٌ أم عـادلُ ؟ |
. |
. |
اللامكـانُ مِحفَّـةٌ ليـسـتْ هُـنـا |
مَحفوفـةً .. والحافلـونُ عـوامـلُ |
قَطفـوا هُنيهـاتٍ وطافـوا جِـنَّـةً |
بالنَّار واختلفـوا .. هُنالـكَ حامـلُ |
صَدفوا عن الكلماتِ فـي كلماتِهـا |
والرَّسـمُ منهـا سلسبيـلُ هـامـلُ |
كانـوا إذا عرفـوا تَمثَّـل شاعـرٌ |
صمتا فما عرفوا .. أذلكَ كامـلُ ؟ |
اللامكـانُ يُطـلُّ مــنْ عليـائِـه |
فيرى المكانَ .. ولا تلـوحُ أنامـلُ |
. |
. |
كيفَ ارتسامُكَ ؟ لا أنامـلَ تكتسـي |
لونـا ليَرسُمَهـا خـيـالٌ جــاذلُ |
الزُّرقـةُ المَيسـاءُ فـي ملكوتِـهـا |
تعـرى شحوبـا. لا بَديـلٌ بـاذلُ |
والخُضرةُ العَينـاءُ طـرفٌ مُسبـلٌ |
دونَ العُيـونِ إذا يُحـدِّقُ خــاذلُ |
لا لـونَ يَعطـسُ رؤيـةً تأويلُهـا |
قِنديلُهـا .. إلا هسـيـسٌ حــاذلُ |
نامتْ عيونُ مَسافـةٍ عـنْ نارهـا |
لولا استحـثَّ اللغـوَ ذاكَ العـاذلُ |
. |
. |
العـاذلـونَ تَوغَّـلـوا فَتحـوَّلـوا |
حيثُ الهشيمُ يَخـبُّ فيـه الواغـلُ |
وتَجوَّلـوا بيـنَ القصائـدِ فتـنـةً |
بوقيعـةٍ يَنهـدُّ منـهـا الـدَّاغـلُ |
وتَناولـوا مثـلا إلـى بيـتٍ دنـا |
شعـرا فشـرَّده انتظـامٌ نـاغـلُ |
وتَأوَّلـوا مـا أرسلـتْ أختامُـهـمْ |
سِفـرا يُعابثُـه اهتـدامٌ شـاغـلُ |
وتَداولـوا مـنْ أيِّمـا جهـةٍ أتـى |
قـولٌ كـأنَّ القافيـاتِ مَشـاغـلُ |
. |
. |
القافـيـاتُ اللامـيـاتُ بـلاغـةً |
لمياءُ صوتا مـا صَداهـا هاطـلُ |
تعلـو بباذخهـا علـى نُسَّاِخِـهـا |
والنَّاسخُـونَ مَتـاهـةٌ وقسـاطـلُ |
تعلـو لتعلـو أينَـمـا تاريخُـهـا |
جبلا رأى .. ونأى سَـرابٌ باطـلُ |
وكأنَّهـا تعلـو بشامخِهـا الــذي |
أنفَ الوقيعةَ ما اشـرأبَّ الخاطـلُ |
تلـكَ الحديقـةُ منْ مُعلقةِ الـشَّذا |
تعلو كلاما .. وهْوَ سَجـعٌ عاطـلُ |
. |
. |
سَجـعٌ ولا صـوتُ علـى إيوانِـه |
فكأنَّمـا شبـحٌ يَـخـبُّ يُخـايـلُ |
وعلى ملامِحـه شُجيـراتُ الوَنـى |
سقطـتْ إليـه حيـنَ قـامَ يُمايـلُ |
لغطـتْ وُريقـاتٌ بهـا مكسـورةٌ |
لحنا عليـه مـنَ النُّعـاس مَخايـلُ |
غطَّـتْ فقمَّطهـا الدُّجَـى بعَبـاءةٍ |
خلقتْ كـأنَّ بهـا الزَّمـانَ يُفايـلُ |
غطـتْ أساريـرَ المكـان فبطَّهـا |
لمحا وخاط صـدًى يَمـرُّ يُزايـلُ |
. |
. |
هـذا الصَّـدى أبراجُـه مِعراجُـه |
لغةً يَسيـرُ علـى ذراهـا النَّاخـلُ |
تتخيَّـرُ المـاءَ النَّميـرَ وســادةً |
لتنامَ، مـلءَ العيـن، ثَـمَّ دَواخـلُ |
مـا همَّهـا أنْ ينـزوي مُتـنـاولٌ |
عنها، بعيدا، و هْـو فيهـا داخـلُ |
أوَ هَمَّهـا، فـي حرفـه، مُتـداولٌ |
خوفا حروفا .. والغموضُ مَداخلُ ؟ |
ما همَّها .. لكنَّهـا الحُمَّـى غَـوتْ |
فبأيِّما لغة غـوى ؟ .. هُـوَ باخـلُ |
. |
. |
لا صوتَ يُغري يا أنا. فيمَ الصَّدى ؟ |
تَعبَ الكلامُ .. ولا قصيـدٌ عاسـلُ |
لفقٌ على لفقٍ .. فلا جسـرُ المَهـا |
يغدو على مَيـدٍ .. فيعـذب ناسـلُ |
لا جسرَ. كيفَ مَجالكُ الحيـويُّ يـا |
قـولا، ولا مـاءٌ ليرتـقَ غاسـلُ |
لا جسرَ إلا الجمـرُ تلهـثُ نـارُه |
لتَفـحَّ جـورا .. واللهاثُ سلاسـلُ |
فاسألْ مَداكَ عن الصَّدى إنْ جئتَـه |
يومـا، وخـلِّ نِـداكَ، ثَـمّ، يُراسـلُ |
. |
. |
كلُّ البُحيـرةِ لـي. قصيدتُهـا أنـا |
ما الألمعِـيُّ يَقـولُ: إنِّـيَ فاعـلُ |
ولـيَ الحديقـةُ المُعلَّـقـةُ الـتـي |
نظرتْ إذا شرقَ السُّـؤالُ السَّاعـلُ |
مـا بالُـه يلـهـو بــه بَلبـالُـه |
حرفا على حرفٍ ؟ فـأيٌّ ناعـلٌ ؟ |
مـا حالُـه ؟ الله .. مـا أحوالُـه |
وليَ القَصيدُ مَشاغـلٌ ومشاعـلُ ؟ |
كلُّ البُحيرةِ لي أنا .. فاقـرأ هُنـا |
بَجعا وزُرقتَه .. فَإنِّـيَ جاعـلُ .. |
. |
. |
. |
. |