|
لَـــمْ يَــأْلُ جُــهْدًا أَنْ يُــغَادِرَ ظِــلَّهْ |
لَــكِــنَّ شَــمْــعَ الــقَلْبِ ذَابَ وَتَــلَّهْ |
الــوَجْــدُ قَـــدْ مَــرَدَ الــفُؤَادَ كَــأَنَّهُ |
قَـــدْ كَـــانَ حَــرَّمَ نَــبْضَهُ فَــأَحَلَّهْ |
وَالــــمَــاءُ يَــحْــرِقُ طِــيــنَهُ وِإِبِـــاؤُهُ |
عَــبَــثًــا يُــــحَــرِّرُ رُوحَــــهُ الــمُــحْتَلَّةْ |
مَـــدَّ الْأَنِــيــنُ يَـــدَ الــوَفَاءِ بِــوَعْدِهِ |
لَــكِــنَّ كَــفَّ الــصَّبْرِ مَــدَّ مِــسَلَّةْ |
مَــا انْسَلَّ مِنْ وَجَعِ القَصِيدَةِ حَرْفُهُ |
إِلَّا وَعَــاتَــبَ طَــرْفُــهُ مَـــنْ سَــلَّــهْ |
نَــثَــرَتْ شَــظَايَا حُــلْمِهِ وَتَــوَضَّأَتْ |
مِـــنْ صَــمْــتِهِ شَــجَــنًا يُــصَوِّفُ فُــلَّهْ |
وَدَعَــتْهُ أَنْ يَــطَأَ البُرُوجَ إِلَى الَّذِي |
تَــرْجُــو فَــحَــثَّ بُـــرَاقَ عُــمْــرٍ أَلَّــهْ |
تَــبْدُو انْــزِيَاحَاتُ الــوُجُودِ بِــكَوْنِهِ |
لُــغْــزًا يَـــؤُودُ وَلَــيْسَ يَــمْلِكُ حَــلَّهْ |
شَــيْخُوخَةُ الــكَلِمَاتِ لَمْ تَشْفَعْ وَلَمْ |
تُــشْــفِقْ عَــلَــى طِــفْــلٍ بِـــهِ يَــتَوَلَّهْ |
أَلْــقَــتْهُ فِـــي رَفِّ الــخَــيَالِ كَــأَنَّــهُ |
وَجْـــهٌ رَأَتْـــهُ عَــلَى غِــلَافِ مَــجَلَّةْ |
هَــجَــرَتْــهُ بَــــيْــنَ غَــمَــامَتَيْنِ وَكُــلَّــمَا |
هَــــطَــلَ الــتَّــوَرُّعَ مِــنْــهُمَا يَــتَــدَلَّهْ |
تَــرَكَتْهُ يَــفْتَرِشُ الــغِيَابَ وَيَــحْتَسِي |
مِــنْــهَا الــسَّــرَابَ وَلَــيْسَ ثَــمَّ تَــعِلَّةْ |
هُـــوَ لَــمْ يَــعُقَّ لَــهَا الــحُضُورَ وَلَــمْ |
يَشُقَّ لَهَا الصُّدُورَ وَلَمْ يَضِقْ مِنْ زَلَّةْ |
قَــدْ عَطَّلَ الأَدَوَاتِ مِنْ أَدَبٍ فَلَمْ |
يَــــجْــزِمْ بِــهِــنَّ حُــرُوفَــهَا الــمُــعْتَلَّةْ |
وَاثَّــاقَــلَتْ صَــلَــفًا عَــلَــيْهِ بِــنَــحْوِهَا |
تَــبْــنِــي لَــجَــاجَتَهُ وَتُــعْــرِبُ ذُلَّـــهْ |
لَــمْ يَــخْشَ مِنْهَا الهَجْرَ وَالحَرَمَانَ أَوْ |
حَــتَّــى الــهَوَانَ فَــذَاقَ ذَلِــكَ كُــلَّهْ |
دِفْءُ الــلَّــيَالِي الــحَــالِمَاتِ بِــطَيْفِهَا |
رَسَــمَــتْ بِـــهِ لِــلعِشْقِ أَبْــهَجَ طَــلَّةْ |
يَــسْعَى وَمِــنْ أَقْــصَى البَرَاءَةِ مُلْهَمًا |
فَــالــحُبُّ أَجْــمَلُ مَــا يَــكُونُ جِــبِلَّةْ |
يَــلْوِي عــنَانَ الــرِّيحِ فَــوْقَ بِــسَاطِهَا |
مُــتَــأَبِّــطًا لِــلــشَّوْقِ حَــيْــثُ أَقَــلَّــهْ |
يَــــدْعُــو لِــجَــنَّتِهَا الــسِّــنِينَ وَكُــلَّــمَا |
سَــــجَــدَ الــحَــنِــينُ لِــوَجْــهِهَا تَــتَــأَلَّهْ |
الــفَــخْرُ مَـــلَّ غُــرُورَهَا وَالــصَّخْرُ |
مَـــلَّ فُــتُــورَهَا لَــكِــنَّهُ مَـــا مَــلَّــهْ |
مَـــادَتْ بِـــهِ نَــحْوَ الــجُنُونِ فَــلَيْتَهَا |
رَدَّتْ رُؤَاهُ إِلَــــى الــنُّــهَى لِــتَــدُلَّهْ |
عَــبَــثِــيَّــةٌ لَا زَالَ يُــــؤْمِــنُ أَنَّــــهَــا |
دَرْبٌ لَــهَــا وَالــعِــشْقُ أَضْــيَعُ مِــلَّةْ |
لَـــمْ يُـــدْرِكِ الــمَغْبُونُ أَنَّ دُرُوبَــهُ |
ثَــــكْــلَــى وَأَنَّ جِـــرَاحَـــهُ مُــبْــتَــلَّةْ |
مَـــا زَالَ يُــرْسِــلُ دَمْــعَتَيْنِ وَسَــمْتُهُ |
يَــرْنُــو لِــمَــنْ نَــجَلَ الــشَّغَافَ تَــجِلَّةْ |
حَــيْــرَانَ يَــتَّــبِعُ الــتَّضَرُّعَ مَــذْهَبًا |
فِــي شَــرْعِ سِــرْدَابِ الــمُنَى فَأَضَلَّهْ |
لَمْ يَرْتَحِلْ لَمْ يَأْسُ جُرْحَ الوَقْتِ لَمْ |
يَــنْشُدْ سِــوَى خِــلٍّ يُــؤَانِسُ خِــلَّهْ |
لَــكِــنَّهَا حَــطَــمَتْ سَــنَــابِلَ فَــأْلِهِ |
بِــالــشُّؤْمِ حَــتَّــى كَـــادَ أَنْ يَــتَــبَلَّهْ |
وَتَــقُــولُ قَــلْــبِي لَــنْ يَــعُودَ مُــخَلِّصًا |
وَيَــقُولُ مِــنْ هَــرْفِ الــغَرَامِ لَــعَلَّهْ |