أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: اصطياد الوهم

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي اصطياد الوهم

    اصطياد الوهم

    قصة قصيرة، بقلم: د. حسين علي محمد
    ........................................

    هاهي النجمة «ليلى زهدي» ..
    رآها «صبري عثمان» وهي قادمة إلى مقهى «هارون الرشيد» الذي اعتادا ارتياده معاً منذ عشر سنوات..‏
    كان جالساً إلى مائدة وحيدة خارج المقهى.
    الناس يمرُّون من أمامه باتجاه واحد!..‏
    أقبلتْ من بعيد ..‏ من الاتجاه الآخر.
    سقط وجهه على صدره.
    حين دخلت المقهى، وتجاوزته.. ومضتْ ..‏ إلى مائدة أخرى، ترك كوب الشاي الذي لم يشرب منه.
    نهض وأخذ يلملم أوراقاً، وذكرى غاضبة، وأعواماً تركتها وراءها..‏
    جلس إلى مائدتها.
    فتحت حقيبتها، وأخرجت رواية ضخمة.
    .. لما رأته لم تبتسم:‏
    قالت غاضبة، وهي تحاول أن تجعل نبرات صوتها كالمعتادة:
    ـ إنني لا أصدق! .. هل هذا صبري عثمان الذي أعرفه؟ (وبلعت ريقها) .. هل هذا صبري ابن الثالثة والستين الذي دخل السجن في عهدي الملك فاروق وعبد الناصر .. وهاهو السادات أخذه ستة عشر شهراً في أحداث خبز يناير 1977م؟
    ضحك .. وكأن ضحكته تقول لها:
    ـ لكمْ أنتِ غريرة أيتها النجمة الجميلة!! ..
    لم تلتفت إليه.
    أضاف في خجل:
    ـ لا تتعجبي! .. فقد كتبتُ مسرحية «صلاح الدين يدخل القدس» وأرسلتُها إلى صحيفة «الكفاح» اللبنانية التي نشرتها، عقب زيارة السادات التاريخية للقدس (قالها ضاحكاً) فطلبتْني الرئاسة بعد أسبوع!
    قالت ساخرة:
    ـ قرأتُها، حمداً لله أن النساء لم يظهرن فيها! وأن الرجال ـ وحدهم ـ هم الذين يتحمّلون وزر "البطولة" فيها!
    شد كرسيا، وجلس في مواجهتها:
    ـ لا تكوني قاسية في أحكامك.
    تعرّف عليها منذ عشرة أعوام في صالون صديقه الناقد المسرحي محيي الدين فوزي، أعجبته ثقافتها الضخمة ـ بجانب جمالها اللافت ـ وكان إذا قرأ فصلاً من مخطوطاته المسرحية تُبدي إعجابها بكتاباته التي لم تأخذ حظها في العرض المسرحي والمُتابعة النقدية .. عدَّها من جمهوره.
    وضحك:
    ـ كتبتُ ثلاثين عاماً ضد الحكومات، فما التفت لي أحد إلا السجانون! .. وكتبتُ مسرحية تاريخية تشير إلى اللحظة التي نعيشها، فاستدعتني الرئاسة، للتشاور في تقديمها على المسرح القومي وطبعها في كتاب.
    ضحكت:
    ـ هذا هو الثمن؟
    ـ أنا لم أمدح أحداً
    ـ أنت تعرفني، لا أقول إلا ما أعتقده.
    أضاف جادا:
    ـ لقد استمتعتُ بكتابة كل فقرة من فقرات هذه المسرحية، وهذا يكفي.
    ابتسمتْ ساخرةً .. ولم تُعقِّب.
    أضاف:
    ـ الناس سئمت الحروب، وتريد أن تستمتع بالحياة.
    قالت ساخرة:
    ـ وهل تصدِّق ـ أيها الكاتب الكريم ـ أن السلام الذليل مع إسرائيل سيأتينا بالمنَّ والسلوى كما يقول زعيمك؟
    قال متراجعاً:
    ـ خفِّضي صوتك، أريدُ أن أعيش، وأن تُعرض مسرحيتي في المسرح القومي!
    قالت، وهي تحمل حقيبتها، وتُغادر المكان، وعلى وجهها علامات القرف :
    ـ إن سلامك هذا ـ كمسرحيتك ـ أسوأ مسرحية مونودراما لممثل واحد، هو أنت!
    أضاف لنفسه بصوتٍ عالٍ سمعه جيرانه في المقهى، بعد أن خرجت:
    ـ وماذا يعنيني رأيها؟ إنها لم تذق ـ على أي حال ـ مرارة السجون! .. ثم إن المسرحية ستُقدم على مسرح الدولة بعد شهر ..
    لقد كتب أكثر من عشر مسرحيات لم تُعرض مسرحية منها.
    وعرفه الناس سجيناً أكثر مما عرفوه كاتب مسرح.
    وهاهي مسرحيته التي كتبها عن «بطل تاريخي» بحث عن السلام من خلال الحرب، ستضعه في مصاف الكتاب الكبار.
    هاهي ليلى زهدي تنضم إلى جوقة صديقه الناقد الكبير محيي الدين فوزي، الذي ازورّ عنه أمس، وهو يقول في لهجة حقيرة وشتائم رخيصة:
    ـ لم أعجب لتقديم مسرحيتك على المسرح القومي، من إخراج المخرج الكبير سالم النقاش، فالسلطة تكافئ أحبابها!!
    .. ماذا فعلتم أيها الأوغاد لي ولمسرحي المخطوط على امتداد خمسة وعشرين عاماً؟
    وأنت أيها الناقد الكبير قرأت مسرحياتي ولم تكتب عنها كلمة واحدة، لأنها لم تُقدم للناس كما كنتَ تقول؟
    ...
    انسحب إلى مائدته .. لا يود التفكير الآن؟ .. «ليلى» مزاجها غير رائق، وتتهمني بالخيانة! .. إنها تجعل المسرحية التي شارك فيها على الأقل عشرة أشخاص مسرحية ممثل واحد، وتقول في لغة باترة بصوت يشبه صوت سناء جميل، أو صوت عادل إمام في أدائهما المسرحي الفخيم:
    « إنها أسوأ مسرحية مونودراما لممثل واحد!».
    ...
    صفق «صبري عثمان» بشدة يطلبُ شاياً سادة، متوسلاً إلى النادل أن يُخفِّض صوتَ المذياع لأنه يريد أن يكتب الفصل الأول من مسرحيته الجديدة «لماذا يغضبون مني؟»..
    داعبته فكرة شيطانية، فضحك:
    ـ مسرحيتي الجديدة أبطالها نساء. تقوم حول صداقةٍ شيطانية بين مخرجةٍ سينمائية وامرأة أعمال. فهل يقدمها المسرح القومي (دون تدخل الرئاسة هذه المرة)؟، وهل تسنح الفرصة فتقوم ليلى زهدي ببطولتها؟!!

    ديرب نجم 3/3/1983

  2. #2
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    أحلام الكاتب لا تنتهي إلا فوق .... مسرح العرض .

    فتكون إما سقوط ذريع من جهة النقاد والجماهير ، والنصر الأكيد من وجهة نظر كاتبها الفقير .... سيان .

    فالكاتب لا يمل التحدي خاصة عندما يجد له منفذا لنشر أعماله المتراكمة .
    إنه تحدي البقاء في الساحة مهما كلفة هذا الأمر ، فللشهرة ضريبتها ؛ وللتواجد بالساحة ايضا ضريبة أخرى .

    خالص التحايا لجميل القصة وفكرتها د . حسين علي محمد

  3. #3

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اصطياد الوهم

    بقلم: علي الغريب
    ----------

    أستاذنا المبدع الكبير الدكتور حسين علي محمد:
    نص رائع.. ذكرني بطل القصة بالرائد علي أحمد باكثير، ومعاناته ممن حوله، ومحاولة محاصرته إبداعياً وفكريا، لكنه لم يسلك الطريق الذي سلكه بطل القصة، وظل يصارعهم حتى هدد بكتابة مسرحية اسمها "المعجنة" يفضح فيهاكل من حاربوه!.
    دمتم مبدعاً ومعلماً وقدوة.
    علي الغريب

  5. #5

  6. #6

  7. #7

  8. #8

  9. #9
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,793
    المواضيع : 393
    الردود : 23793
    المعدل اليومي : 4.00

    افتراضي

    نص جميل الفكرة شائق الحكي ونفس سردي قوي
    بوركت شاعرنا واليراع
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.47

    افتراضي

    أليس صحيحا أن قلما ينافق السلطة أو يركب موجة المستغربين هو الذي تتفتح الأبواب أمامه نحو المجد والشهرة؟
    وصحيح أيضا أن من لا يوفقون في الاستفادة من حظه ذاك يواجهونه بنفاقه؟
    ترى هل كانت ليلى فوزي ستتخذ ذلك الموقف لو كان من دور للنساء في المسرحية؟

    قصة هادفة بدلالات قوية وإشارات سياسية واضحة

    دمت بخير فاضلنا

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. اصطياد
    بواسطة زاهية في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 19-04-2022, 12:01 PM
  2. اصطياد ..
    بواسطة شريف ثابت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 10-01-2007, 03:01 PM
  3. الوهم الكبير
    بواسطة العزف الصامت في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 01-09-2006, 01:09 AM
  4. الحلم الاول /ابطال الوهم
    بواسطة مينا عبد الله في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 09-03-2006, 01:19 PM
  5. زاد الوهم
    بواسطة سلاف في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 02-11-2003, 01:50 PM