لم أكن يوما من عشاق البطاطا، رغم أنها تسيّدت الموائد الشعبية ونافست «قلاية البندورة» (الله يذكرها بالخير ويديمها علينا ويحميها من الزوال) لدرجة أنها «تنكَّرت» في أشكال شتى، واستعملت المكر للتسلل إلى أمعائنا عندما أحست أن بطوننا بدأت بالتذمر من التخمة بها، فجاءت على شكل "شيبس"، وانضمت إلى استعمار "كنتاكي" وِ"فرايد تشيكن"، و"تشيكن تكا"، وغيرها من الوجبات السريعة الجاهزة وغيرها.
ولكنني اليوم أحبها، وأدافع عنها دفاعاً مستميتا، انتصارا لمزارعينا الذين جأروا بالشكوى، من غزو البطاطا القادمة من «ما وراء النهر»، رغم كراهيتي «للمستعمرين الجدد»، (لا تفهموني غلط فأنا أقصد الشيبس والفرايد تشيكن ومجموعة «السبعة الكبار») أصبحت أتذوقها بمتعة وتلذذ، ولكن على شكل «يخني بطاطا» أو «صينية بالفرن»، أو المقلوبة، من إنتاج مزارعنا الوطنية المروية بمياهنا العذبة النقية المسحوبة من الآبار الجوفية من عمق أعماق أرضنا الطيبة، وليست المياه «إياها» التي تتدفق علينا بين الحين والآخر من «هناك» كأنه لا يكفينا «التلوث» القادم من «ما وراء النهر»، ولا تكفي المنجا التي (لحسن الحظ) تستهلكها شريحة ضيقة جدا من (خواجاتنا)؛ بل جاءوا (حتى تكمل) ببطاطتهم، وكأن بطاطتنا (كخة) وغير صالحة للاستهلاك..
«بطاطتهم» التي أصبحت على موائدنا «رغم أنوفنا»، لا ندري إن كانت معدة خصيصا(للبطون العربية)، معدلة (جنيّا) كسلاح دمار شامل إضافي، يتكامل مع الترسانة النووية، والأف 16،والفوسفور الأبيض، ولا ندري إن كانت بطاطتهم التي يتناولونها من نفس فصيلة «بطاطتنا» أم أن بطاطتنا (للجوييم فقط)،
ولذا وتجنبا للوقوع في شباكهم، قررت أنا العبد الفقير إلى الله أن أفوِّت عليهم أهدافهم ونواياهم، بالامتناع عن أكل البطاطا، ومقاطعتها من أي مصدر كان إلى حين الإثبات بالدليل القاطع والملموس، أن بطاطتنا هي التي تأخذ طريقها إلى «الغائط» وليس أي بطاطا أخرى.
وإلى حين العودة إلى الجذور(أقصد جذور البطاطا بالطبع)، والعودة عن استعمار "بطاطتهم" دعونا نردد مقولة «المناضلة»الشحرورة
صباح وهي تنشد «المارش» العسكري الشهير، والنشيد الوطني الخالد::
عالبطاطا البطاطا.. يا عيني عالبطاطا
عشّوني خبزة وزيتونة و....«لا» تعشّوني بطاطا.