|
رُبـع قـرن ٍٍ عـشتــهُ مغـــتربـاً |
يا لنجوى الشاعر المغتـربِ |
وليـــال ٍ سلــبتْ مـن مقـلتــي |
وسني واستأثرتْ بالطــربِِِ |
باعدتْ بين اشتـهاءات المنـى |
وانكسار الخافق المضطربِ |
طافَ بالحرمان أطيافَ المـدى |
وتساقى الذلّ بئس المشربِ |
سيــداتي آنـســاتي سادتـي |
يا حروفـي النائيـات اقتـربـــي |
وانثري فوق الروابي شجني |
قبل أن تأفل شمسُ المــغربِ |
أي أقدار ٍ جـَـرَت أحكامُهـــا |
وتــلاشــى لمعــانُ الانجــمِ |
وطـريق ٍ سافرت أحلامـُــنـــا |
في ثناياها وتاهت قدمــــي |
ذكريات ٌٌعصفت فـي خاطري |
ليتــها من مجــريات العـدمِ |
يستمدّ البــوحُ منـــها شفـــةً |
همسهـا لــي قِطـعٌ من نــــدمِ |
أيها المُبحرُ في مجري دمي |
وصدى الموج بسمعي وفمي |
ما اعتذاري والنوى صيّرنـي |
شبَـحاً في هيـئةِ مـن آدمــي |
خذ حنيني واقتطف من حزني |
حسرةً .. هذا الذي أملكــــهُ |
واســترقها رشفةً مــن ألـــمٍ |
لحبـــيبٍ ضــــاع إلا أيكـــهُ |
ينــدبُ الطيــرُ على أطلالــــهِ |
ليت شعري ما الذي أربـكهُ |
ربـــما يبتــســمُ الـدهــر لنــا |
ويرينا الــدربَ كي نسلكـــهُ |
حُلـمـاً نصبــوا إلـى تحقيقــهِ |
كيف يغـدو واقعـاً نــدركـــهُ |
فإذا شـــاء لـهُ المولى فمــا |
نـالـهُ يــأسٌ وقـــد باركــــــهُ |
يا نديــمَ الشوق والفجرُ دنى |
هــل تذكرتَ ليالينا المـــــلاح |
وتوســدتَ ســـراباً سابحـــاً |
يُغري الضمئآن معدوم الفلاح |
ليـــس فـي الخلوة إلا قمــراً |
مستنيراً في سماء الكون لاح |
وشريدَ الفكــر لا من خمــرةٍ |
ودماً يُسفكُ من دون سـلاح |
يا نسـيّ العهدِ دعواك انطوت |
ومزجتَ الجِـدّ فيها بالمـزاح |
ليــتَ أني مِــتُّ من كارثـــةٍ |
قبلَ أن يغتالني وردُ الأقـــاح |
( طائر الاشجان ) |
|