مع عمرو بن كلثوم
عمت صباحا يا شاعرنا ... عمت صباحا
من أنت يا سيدي هيجت بي شجنا تكاد منه سويدا القلب تنفطر
ألم تعرفني : كأني من نبرات صوتك وأنفة كبريائك عرفتك أنت القائل......... مهلا
أنا الذي ........ آه فهمت أنت القائل
أنا الذي نظر الأعمى إلى كتبي وأسمعت كلماتي من به صمم
لا .......قد أضحكتني( واللاة والعزى) .... أراك متعجلا .. هل هذه أخلاقكم لا لست من قصدت فقد جاء من بعدي ونهل من معين أخلاقنا الأدبية وتربى بين مضارب الوجدان العذري ، فهل عرفت من أنا ...... أتيت من العصر الذي خلق الشعر فيه .
عذرا كيف وصلت ونفضت غبار الزمن وبدلت كفن النسيان بقميص التلون والصباغ وكأنك تعيش بيننا وأنت من العصر الجاهلي .
جاهلي يا جاحد وتدعي الأدب ...... أنت أمي الهوى ضال المنتمى ...... قاطعته ولكن ما الفرق بين الأمي والجاهلي ؟
وتدعي معرفة البيان وقنص المفردات وترويض مهار صحارى عبس وآرام الفلاة ، لا بأس عليك سأخبرك من أنا بعد الخوض في معاجم استعجم فك طلاسمها على كثير منكم :
أقول : الجاهلي من الجهل : اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه ، وهو إما بسيط وهو عدم العلم عما من شأنه أن يكون عالما ، والمركب : عبارة عن اعتقاد جازم غير مطابق للواقع , والأمي : من لا يقرأ ولا يكتب والعَيُّ الجافي , المغفل الجاهل .
أنا من سل سيف الكرامة في وجه طاغية ....... عذرا أخي لا تقل طاغية ألا ترى عيون الأمن حولنا تحصي علينا أنفاسنا وتظن كل صيحة عليهم ؟
لا عليك ...... أنا من ثأر لأمه عندما طلب منها أن تقدم لأم عمرو بن هند صحن الـ عرفت البيتزا ........ تبا لك بيتزا أقول لك قبل المتنبي وتقول بيتزا وهمبرغر .... لكني لم أقل همبرغر ..
أعرف كنت ستقول ......... ولكن على المقاطعة أقدم عذري . لماذا قلت عم صباحا
وقد طواها الزمن ؟ أتريد أن أقول:( بونجور أو هاي...........)
سيدي لي اعتراض آخر أ وتساءل حلفت باللاة والعزى ) وقد حطما من قبل فكيف تعيد بناء مجديهما ؟ أضحكتني يا أمي ........ وما زلت مصرا على نعتي بهذه الصفة نعم وكأنك لم تعش في هذا الزمن لقد استنسخوا منهما آلاف النسخ ووضعوا على ناصية كل مضرب ومنتجع وملهى ومسجد وبيت عبادة نسخة منهما وسدنة نفاق وبنوا لهما مجدا لم يكونا يحلمان به في عصرنا الأول .فانظر إلى التماثيل .......... يكفي بالله عليك فأنا أخاف الأمن
عجبا وهل الأمن يخيف لهذه الدرجة نعم هم أمن علينا لا على غيرنا ، صدقت ـ آه لقد حلفت بالله ـ وهل تراني ملحدا إن الأمن سبب مصيبتي يا أخي . مصيبتك وهل كان في زمنكم الغابر أمن وبوليس سري ؟ لا لم يكن ولكن ............. ماذا أقول ..... نترك الإجابة أكمل ، لكن أين وصلت ؟ سألتني لماذا قلت عم صباحا وكأنك تريد أن تقول ، قلت الأن وقت ليل عندنا وفارق الزمن بيننا كبير لأنه مربوط...... آه تذكرت
فنحن الآن نتسامر على إيقاع ( نانسي ودلع روبي ........ نحن الآن في الليل ؟ نشرب الكولا والخمور، خمور الأندرينا لا ليست كما قلت لكنها صنعت خصيصا لنا فخمرة العفة وكؤوس الفطرة لم تعد تسكر فينا وجدانا ولا تغيل طرفا .....نعم والآن نحن نتراقص على ضفاف حيفا وغيري في اليونا ن وكل منا له شيشة تعال أقدم لك حجرا ..... حجرا يا قليل .. لا تكمل . ماذا فهمت من كلمة حجر ..... الحجر لا يقدم إلا للكلاب يا .......... آسف ما قصدت ذلك ولكن ...... لا تثريب عليك .وأعيد قولي نحن نسهر ليلا ونضبط أوقاتنا على ساعة( بقبن وغرينتش )، يا للعار أوقاتكم مربوطة بدولة غربية ..... ولكن كيف عرفت أنها دولة غربية ؟ ستعرف ستعرف . حتى قلوبنا وتاريخنا ومجدنا أصبح في الدول الغربية ........ وآمالنا وآلامنا ... يكفي ....... آمال وآلام وهل يتمنى إلا الضعيف والآلام لا تحل بأمة إلا أورثت جبنا
........ ذكرتني الجبن الغربي قاطعناه ..... شكرا على هذه المعلومة ولكن لماذا ؟ لأن الجبن واقعا وعرفا مصنوع في بلادنا العربية ونعتز بهذه الصناعة ,
لا بورك بصناعة تجلب جبنا ، اين وصلت بالمعنى يابن كلثوم أنا قصدت الجبن العربي غير مسحوب الدسم وأنا قصدت الجبن العربي المتجدد يوميا كامل الدسم ......... لا بورك بكم ..........
ولآن قل لي ما قصتك بالضبط ، تمهل تمهل سأقول لك لدي الآن مكالمة على الموبايل وبعدها أرد عليك ، يابن كلثوم موبايل وعصر جاهلي أكاد أجن ......... وما الغرابة في ذلك فالأمور مرتبطة ببعضها لكن قل لي و إلا ، ..... ما زلتم تستخدمون و إلا ماذا تفعل؟ تهديد ضعف وهروب جبان سأبدأ إكراما للمتطفلين الذين ينظرون إلينا الآن ، كلمة نفاق فقد أصبحت منكم , كيف قل لي ، بعد تطور العلم ووصول أمريكا إلى منطقة الشرق الأوسط بطائراتها وجنودها هذا ما عرفته فيما بعد سمعوا بقصتي ومعلقتي فأرادوا اختبار اكتشافهم بالاستنساخ عليَّ ولكن من أين لهم معرفة قبري وقد تدثر برمال الماضي وسكبت عليه مزون النسيان هتون الطمي و أكوام القفار ولم يعد لي رسم دارس ولا أثافي ولا ربع ........فأعلنوا عن جائزة مالية كبيرة لمن يعرف مضاربي التائهة في ميادين السراب فتبرع نفر من جلدتنا قد أخطأت يا عمرو من أبناء جلدتنا ، لا لم أخطئ بل أقصد من أحذيتنا بالتفتيش عني في المفاوز والبوادي الوسنى عل خد النسيان الضاربة أوتاد الهجرة في رمال الغربة ، لكن من هم يا عمرو ؟وماذا أخذوا ؟ أقول سرا لا تبح ذلك فقد صادروا جواز سفري وأصبحت مرتبطا بهم ، إنهم رجال الأمن الذين ذكرتهم ............. رجال الأمن ؟ نعم وما الغرابة ........لا تكمل هناك شخص يتجسس ، لا تخف هذا ليس منهم فأنا أعرفهم هذا من الموساد ، ما شأنه بنا لا شأن له يتابع خطواتي ، فقط ، يساومني على ماذا على الارتباط معهم ، هل وصلت الأمور لهذا الحد وما ردك عليهم .........لا جواب
وبعد ذلك طلبوا مني إعادة رسم المعلقة صبرا أشد حزام بنطالي فقد فصلوه واسعا لا أطيق هذا اللباس جينز ، بنطال جينز نعم ونظارة وكلب أضحكتني كلب ماذا أنت فاعل به ، سؤال حار فيه عقلي فعلا ماذا أفعل به ويحتاج كل يوم مني المرور على الجمعيات لشراء طعام خاص به تصور مصروفه اليومي أكثر من عشرين دولارا ، أكاد أجن من المسرحية ، يا ابن كلثوم والله ....... لا بروح رياضية كما تشاء ، لكن سؤالي من يمولك بالمصروف ؟ أحد الأغنياء العرب وكأن لا عمل له إلا الكلب ، أعدنا إلى قصة المعلقة نظمت معلقة بلسان عصري ـ سمعت بها وهي موجودة عندي ويلك هل سرقتها ؟ لا لكن وصلتني عن طريق أستاذي الشاعر إبراهيم الأسود ، لا تذكر أمامي هذا الاسم و.. تمتم بكلمات ذم .. لماذا يابن كلثوم لأنه لم يعرف بهذه القصة أحد غيره وقد أشاع الأمر بين الركبان ,,..... نعم سمعت بذلك هلا أسمعتنا شيئا منها أسمعك حالا فقد أصبحت حديث الناس أقول بعض أبيات منها فقط ، كما تريد
وقـد أرعيتُهم بصــري وســـمـعـي فلا اللبس ارتضيتُ ولا الرطـيـنــا
وقــال البعض هم عربٌ قِـحـــاحٌ وقــال البعض بل هم مســلمونـــا
وذانِـك تُـهمتـــان، فـلم أُوَجـِّــــــهْ لهـــم لغــــةً ولا آنـســـتُ ديــنـــــــا
وعـلـمي تـغــلبٌ فـنـيـت وبَــكــــرٌ فكيف لعَمرو خالـقـنـا حـيــيـنـــا!
وكنا قـبـلُ لَــم نــؤمِــن بــبــعـــثٍ ولَم نَـكُ بالـتـنـاسـُـخِ مــؤمـنـــيـنــا
أراد الأوّلـــون فمـا اســـتـطـــاعـوا لـنـا خُــلْـداً كـمــا قــد تـعـلـمـيـنــا
ثم ماذا
فصرنا نرفع الرايات بيضاً نظافاً قد غُسلن وقد كُوينا
وصرنا نخفضُ الهامات ذلاً وننصب عرضنا للمهدفينا
فمن نكبٍ إلى نكسٍ وعُدّي مجازر ماثؤِرن ولا وُدينا
إلى كفرٍ إلى ديرٍ وبحرٍ ورام الله ولا تنسيْ جنينا
إلى حرم الخليل ومن أبيدوا هنالك راكعين وساجدينا
إلى صبرا وشاتيلا وقانا دماءٌ لذةٌ للشاربينا
هل هذا يكفي ، لا زدنا
إذا حمي الوطيس بنا بردنا وإن برد الوطيس بنا حمينا
ويشرب غيرنا صفواً قراحاً ونشرب وحدنا كدراً وطينا
وفي فتح القناني والجواري أشاوس معلَمين مجربينا
وفي فتح الحروب نكون أيضاً بمعنىً أو بآخر (فاتحينا)!
يكفي هذا لا أستطيع ، كما أردت
ثم ماذا ؟ هذه قصتي والآن أعمل دليلا سياحيا ممتاز رائع وكيف عملت وأنت جاهلي ؟
تبا لك يا ......... بالواسطة وهل كل إنسان عندكم له القدرة على ما يعمل من شأنه ؟ لا ؟ لا تكمل فما قصدت الإساءة ، لا سأطرح عليك سؤالا ماهي أعلى درجة علمية تنال في مجال الأدب ، طبعا درجة الدكتورا جيد بمن تبحث الرسالة ، طبعا في الأدباء والشعراء هل أنا منهم ؟ نعم إذن أنا أحمل رسالة دكتورا عمليا ومن فمك ندينك !
وبعد زدني بما عندك ـ سلني وأجيب هل كتبت شعرا غير المعلقة ؟ نعم كثيرا , بمن وما أغراضك الشعرية الآن ؟ سؤال لا وجاهة فيه . أكتب مثلكم نفاقا وكذبا وحبا خليعا ومعاني سوقية ـ لكنها تهم باطلة ، الآن بدأنا فصلا جديدا اسمه فصل الكذب ـ لماذا أنت أعرف بالجواب ، دعنا من هذا هلا أسمعتني قصيدة جديدة بعد استنساخك نعم :
لبست البنطلون وأم عمر تراني مثل حنتور ضرير
وكان قماشه جينزا مقفى
مقفى بقطعة نعلها من جلد عير
ذهبت لبيتها يلعن أبوها
وجد صغيرها وأبو أبوها
شلخت قميصها نصفين حتى
شددت بأمها لعنا رطينا
وقلت لجدها( أوكي) (وميرسي ) فقال ( برافو) فقلت له ( هاي ) ما قد فعلنا
فأومأ رأسه وقفاه طينا
وبنطلوني ما كويت وبي شقوق
على ركبي .........
وشاهدت نملة تتقيأ بوجه القمر
تقول أين المفر
سأتزوجك يا قمر من غير مهر
ــــــــ
كفى بالله عليك أهذا شعر لا وزن ولا قافية نعم هذا عنكم شعر وأسوق لك أدلة مفحمة
ـ لا مجال اليوم فقد أدركني النوم
وداعا وداعا هاي ................هاي ...............
وفي اليوم التالي صباحا وصلتني ورقة من الأمن للمراجعة حالا
وصلت هناك وإلى قبو التحقيق والمفاجأة كانت
أن ضابط التحقيق كان عمرو بن كلثوم
واعترفت بكل شيء
ــــــــــــــــــــ
مذكرات لاجئ أدبي