ابعث اليك يا زهرتى
رسالة مؤجلة
كتبتها منذ عامين
تنتظر صدور الحكم عليها
اما بالموت
أو النجاة
أحاسيس ارسلها
من خلف أسوار
مدينة الضباب
التى خطفتنى منذ طفولتى
الى ما بعد موتى وبعثى
مداد حروفها
من ذاكرة الامس
المذبوح بدون أسباب
أوراقها ليست بيضاء
أتتيت بها من أعماق التاريخ
المشقوق نصفين
نصف معتقل بمقبرة الحب
ونصف يبحث عن الفرار
من رعب الأنتظار
رسالة كتبتها اول مرة بدموعى
فأتى فيضان الزمن القاسى
وأغرق كل حروفى
فاضررت لكتابتها بدمائى
فسقطت عليها خفافيش الوقت
فشربتها وماتت مسمومة
بين الأوراق
ثم كتبتها مرة ثالثة
برماد قلبى المحترق
فنبتت بداخلها
أشواك الخوف
والقلق
صارت تؤلمنى كل وقت
تلتهمنى مثل الذئاب الجائعة
تشربنى وتغرقنى داخلها
تبعثرنى فى كل مكان
ثم اصدرت قرار بالافراج عنى
فخرجت عاريا من كل شىء
أسير فوق لهيب الشوق
مقيد اليدين والعينين
طفل تائه يبحث عن وطنه
عصفور ضائع مكسورة جناحيه
يبنى من جديد عشه
أحلامى غارقة فى بحور الليل
تبحث عن شمس مفقودة
سافرت فى بلاد بعيدة عنى
أأحبك ؟
نعم أحبك وبقلبى زرعتك
ورويتك واحتويتك
وحين كبرتى لاعبتك يا طفلتى
وجعلت عينى وسادتك
وروحى حديقتك
وحروفى شمسك الدافئة
أأشتاق اليك ؟
آه لو تعلمين
ماذا يفعل الشوق بى
يصهرنى
يعصرنى
ويتساقط من فم
السماء كالمطر
على أوتار كفيك
يداعبك مثل النسيم الرقيق
ويهرب تحت جلدك
يحتمى من وهج
الوحدة القاسية
فهل ما زلت تذكريننى
تشربيننى
وتجعليننى داخلك ؟
هذا هو مضمون رسالتى يا حبيبتى
فهل ستجيبين عليها
رغم ما يحاوطنا من أغتيالات مؤكدة
مثل دبيب اليأس الذى يرسمنا
ويقتلع بساتيننا من أعيننا
هل ستجيبين عليها
يا زهرة روح الحروف؟
****** ******