رسول الرعية
في جلسة غير عادية
اجتمعت الآلهة بسرية
لتبحث في أمور الرعية
التي انهكتها الأقدار..
والاوامر العرفية..
متسائلة عن سر التمرد
برغم القيود القدرية..
وكأنها نفسها باتت
تخشى على وجودها كالرعية
فأيامها اصبحت مجرد أيام عادية
مغاور مظلمة..أفزعت حتى..
ذوات الآلهة..
تخرج منها أصوات أشباح هائمة..
لايجيبها سوى صدى أنينها..
ظلام لايضاهيه..
سوى ما تعيشه الآلهة ..
في استعلائها..
كأنها في صراع دائم مع ذواتها..
تصيح في وجه بعضها..
وكل يدعي لنفسه ما..
لايطيق على فعله..
آلهة تدعي بأنها قدمت..
من دخائرها للبشرية..
واخرى تعلن عن هباتها الغالية..
وآخر يصور للأغلبية..
كيف أن أقداره تُسير أحوال الرعية
عتمة..ظلام..تعيشها الآلهة..
كعتمة عقولها المتحجرة..
تتعالى صيحاتها..
يشي كل بصاحبه..
وفي احدى زوايا المغارة..
اعتكف آله..لم تعجبه أحوال الآلهة..
وما أن التفت أحدهم اليه..
حتى صاح بالآلهة..
جاسوس دس بيننا....!
وكيف كشفت أمره...؟
الا تلاحظون أنه صامت كالصخرة..
لانسمع له همساً ولا صوتاً..
ولايشاركنا حتى القضية..
وكأنه لايعرف قيمة..
أن نجتمع بكبير الآلهة..
انتبه كبير الالهة..له..
وصاح في الجميع..
كفاكم عويلا وسخرية..
وانصتوا لرسول الرعية..
لعلكم بحكمتكم تفكون معضلتهم الابدية..
نظر الرسول لوجوهم..
وقال لكبير الالهة..
كأني بكم تخشون على انفسكم
مثل الرعية..والا..لماذا....
تفتخر الالهة باعمالها...
أ ليس تدبير الشؤون من ضمن وجودها..؟
أ ليس ضمان حقوق الرعية
من أولويات أعمالها...؟
أنني أرى يا كبير الآلهة
أن هذه الآلهة..سقيمة..
لم تعد تفي بمتطلبات مقامكم..
فأبحث عن من يخلفهم..
لعلك بالاتي تكسب ود الرعية
ولعلهم يفعلون للرعية..
ما لايتباها هولاء به..
لأن الرعية باتت تعيش
على قوت يومها...
هاجت الآلهة..
صاحت الآلهة..
توعدت الآلهة..
وحاكت خلف الكوليس..
وتدبرت أمرها..وقررت..
في لحظة غفلة الكبير..
قتل رسول الرعية..
..........................
.............................
هكذا جرت العادة...
في جلسات الآلهة..؟
23-2-2001
*الالهة..اشارة اخرى الى الطوغيت..والزبانية.