شيء ما جبرني على أن أظل رهينة نظراتها وهي تمسح المكان بنظرات حزينة , كانت تمنع الدمع أن ينهمر ممدت يدي إليها فهالني حر ما تجد ضممت كفها بحنان غامر وهمست كلانا تعاني لكن !هناك أمل ؟؟؟ ...
تأملتني والحيرة تتراقص في عينيها وعادت إلى عالمها الصامت, شاردة تسابق الأفكار والرؤى والصور تتغير ملامح وجهها تباعا لما يرتسم أمامها, ثم تنحذر دمعة حرى من عينيها تمتمت :
هناك الكثير ممن يعانون بصمت , بدت كم من يصارع أمرا مؤلما وهمت أن تقول شيئا غير أنهالاذت بالصمت من جديد و عادت إلى شرودها, ضغطت على يدها برفق وقلت :
أنت أقوى من أن يهز إيمانك أمر كهذا , همست ولكنني أحبه طالعتها بعينين يعلم الله كم جاهدت كي أرسم فيها ابتسامة أمل قائلة:
لكن حبك لله أكبر, أخذت تنظر إلي لحظات ثم انفرجت أسارير وجهها بابتسامة مضطربة, كنت أعلم أنها تقاسي ألما موجعا وأن بداخلها إرادة قوية فقط تحتاج لمسة حنان ,ابتسمت فأشرق وجهها بنور إيمان كنت أراه دوما على محياها, وبصوت خافت أخذت تردد:
صمت حزين غمر حياتي كنت أنتظر أن تمتد يد الردى كي تطفأ السراج , فجأة ! نمى شيء بداخلي لا أعرف كنهه كان يتضح في كلماته ويزداد جمالا في لهفته, ويكبر بشوقه كنت أجده في حنانه , في دعائه في همهمته بكلمات أدركت أنها سر سعادتي , فأحببته مرغمة, كل شيء كان فيه رائعا رجل يحيا كي يعمر الأرض بهاء وحبا وإخلاصا لله ,عمق النقاء والصفاء أطل دوما من عينيه, وهو يرغبني في دار الخلد ولم يدري أنه يزرع نبتة الحب بداخلي كي يسقيها دوما بوعد انتظره قلبي بشوق كبير, رفض حزني إلا على خير فاتني وعلمني أن العمر فرصة عظيمة منحها الله لنا كي نكون سعداء , ولم يدري أنني ذقت طعم السعادة عندما سكن طيفه فؤادي, رفض حزني إلا على خير فاتني وعلمني أن العمر فرصة عظيمة منحها الله لنا كي نكون سعداء, زهرة عمري أينعت بربيع أفكاره ونسماته واتضح الطريق , لم يعد هناك ضباب بل أشرق واستنار وعم الكون بريق أمل...........
روحي انطلقت من أسرها عبر ملكوت الله ,احساس عميق غمرني وكأنني أعرفه من آلاف السنين...
كان رجلا ينظر بعين قلبه إلى العالم الآخر, و غرس بداخلي حب الخلود والنعيم; وهو يقول بثقة إن تعذر هنا اللقاء فنرجو أن يجمعنا الله هناك بدار القرار, كان يبدو أمدا بعيدا قريبا في آن واحد....
أشواق عمري يصعب علي أن أخفيها و, أنا أراه يبتعد يبتعد كي يستقر بلا رحمة في دمي وشراييني ........
أتنفسه في الهواء ,أجده ينتظرني في كل مكان ; كيف لي أن لا أحب رجلا يعانق الثريا بينما تلامس قدميه الثرى , أينما حل هطل غيثه المثمر وأينع بأروع الأزهار وأجملها, منها قطفت زهرة ستظل معي إلى أن أفارق الحياة..............