طويت الجسد .. ونشيج البكاء يخبو ، اختنق بفيضِ العبرات ، بين أضلعي قلب ذبيح ، وفي جوفي يتردد صدى صوت الأنين ..
إلى متى .. إلى متى ياربِّ أبقى أنا الضحية ، إلى متى آمالي كغيمة صيف لا تُظِّل ولا تأتي بالمطر ، و أنواء الظلم عاصفات بفيح لا يبقي ولا يذر ، يا ويح عمري الذي أفناه الكبر ، قد غزا الشيب رأسي .. وذوى العود مني ، سقطت أيامي كأوراق الخريف .. تذروها الرياح على هامش الحياة ، فتضيع في تيه السراب .
أي حلم ذاك الذي أتى إلى عالم وهمي .. وقال أني .. مليكة العرش !! فتحلي بالصبر والتأني .. ها هو فارس الأحرار قد عقد اللواء ، يأتيك بجيش جرجار من الكلمات ، له قلب مغوار ، يحمل سيفا من قلم .. ليقاتل ظلال الوهم على الورق .
أغوص في أعماق عتمة عقلي الباطن السوداوية ، أستسلم لكابوس الألم تسحقني رؤيا سرمدية ،
قيود الذل .. تكبلني ، سياط الكبت.. تجلدني ، استلذ بألمي .
سلَّمت للأحلام أمري ، استسلم العقل مني ، مسلوبة الإرادة انساق خلف وهمي ، والروح تنسل مني .. في دياجير الأسى تهيم ، وسديم الكآبة قد خيم على عالمي السقيم .
صرخة الحق في العقل الواعي اخترقت كابوس الظلام على حين غرة ، انتفض الجسد الواهي على سرير الوهن .. أنت حرة .. قيدك ما هو إلا وهم ، اكسريه بصحوك من سرمد اليأس .. وانشري جناح الأمل وحلقي ، فما المشيب بعائق عن مسير ، ولا خذلان من أحرق الأحلام يرهن القلب أسير ، هذه الدنيا براح لمن أراد فيها السعي .. فهبي من غفلة اليأس .
صرخة أيقظتني بجفلة .. أنظر حولي كمن مسه السِّحر حين غفلة ، أنظر حولي .. أي صوت ذاك الذي .. أشاع النور بعد ظلمة ، يعيد الروح للجسد الذي للموت سلم أمره .. يزيج ثقل الوهن عن كاهلي .
أفرد الجسد المنضوي على آلام وهمي .. أنفض الأحزان عن نفسي .. أحدق عبر غلالة الدمع التي جللت عيناي .. أرى .. إنسانة أخرى تعود للحياة .