الأسمال البالية لا تكاد تستر عري أولئك الحفاة الذين تشققت أقدامهم وهم يجوبون الصحراء ,أكبر همهم لقمة العيش ,يقتاتون بما تنبت الأرض للإنسان,تسودهم أعراف وضعوها لأنفسهم , تلك هي حياتهم.ذات ليل دخل عليهم غريب يرتدي أسمالاً تشبه أسمالهم ,يحمل أفكاراً توافق أفكارهم ومعتقداتهم, يختلف عنهم في أطماعهم.زرع شجرة إلتف حولها بعض البائسين يسقونها بعرقهم ويرعونهابسواعدهم . وفي مراحل نموها كان الغريب يمارس مهنة الإشراف فقط بحجة أن جده أورثه البذور.كبرت الشجرة حتى غدت دوحة عظيمة وارفة تمتد ظلالها لتحتوي كل البائسين الذين هرعوا إليها إعتقاداً منهم بأنها شجرتهم .الكادحون تهافتوا إليها لينفضوا غبار التعب في أفيائها , يتنسموا عليلاً ينساب خلال أغصانها , يداعب أجفانهم ويحملهم على أكفه في رحلة اللا وعي البعيدة..بعد حين أفاق البائسون من غفوتهم ليجدوا الغرباء الذين جاء بهم الغريب ليأنس بهم قد تسلقوا الشجرة في لحظة غدر وانتشروا فوق أغصانها ...إمتدت الأيدي المتعبة لتقطف
ما يسد رمقها فلم يستطيعوا لأن الأغصان ارتفعت والثمار بعدت,حاولوا التسلق لكن الغرباء رفسوهم, سقطوا ولم يجدوا سوى أشواكاً تدمي ظهورهم,أصبحوا لا يتجاوزون الممكن وهذا الممكن لا يستر عريهم ولا يسد رمقهم.
كيف نسقط هؤلاء الغرباء..هكذا تحدثوا بصوت خافت..صوت قوي قادم من أقصى الصحراء...اجتثوا الشجرة من جذورها ..