العابرون إلى نهاياتهم
( 1 )
وطن المستحيل
:
وطنـا دفـنت في رمالك ذاكـرتي ، وشيعـت في سمائـك حلـم المستحيـل ، تنسـل مـن عمـق الوجـع لأحتويـك لهيبا يتلظى ، وضجيجا يحتضر على رفوف الذكرى المهمشة .
عفوا .. أيها الحب بفقدك يكون الحب أجمل
...... حتى إشعار آخر !!!
( 2 )
الشاهد
:
كـان هنـا ، الساعـة تـدق بغـير عقـارب .. ولا زمـن ، والحيـرة تسـأل : مـن اجتـث جـذور الواقـع ؟؟ ، مـن طعـن الحلـم الحالـم ؟؟ ، مـن كبـل عقـارب الـوقت ؟؟ ، من اغتصـب صـوت الصمـت ؟؟ ، مـن سـلب وجـه الحقيقـة ؟ .
الشاهـد الوحيـد .. كــــان !! ، لكنـــه رحـــل !!
........ وسجلت ضد مجهول !!!
( 3 )
ذات الخلخال
:
ترتـدي شالهـا الأحمـر ، بخلخالهـا الفضـي توقـظ سبـات الليـل ، تختـرق ضبـاب القلـوب ، فتهيجـها رقصـا ، وهربـا إلـى أحلامهـا الضائعـة .
صـوت الدفـوف يعلـو بصخـب الجنـون ، ثم .. ثم .. ثم ، تخـــــرج ، تبـدأ رحلـة الضيـاع ، لترمـي بجسـدها الممـزق علـى قارعـة الطريـق ، تتوسـد الرصيـف المتهالـك ، وتلتحـف شالـها الحريـري ، بجانبـها سقطـت فـردة الخلخـال!!
تغـط فـي سبـات عمـيـــــق ، و عند الصبـاح .. ترسـل الشمـس أشعتـها الذهبيـة لتلامـس جسـدها الطريـح ، وتحـرق وجههـا المثقـل بالمساحيـق ، تقـوم متثاقلـة ، تبحـث عـن فـردة الخلخـال .
أتجدها بعد أن جرفها عامل النظافة مع مخلفات الطريق ؟؟
تولـي الأدبـار ... بخطـى واهيـة ، تبحـث عـن ملجـأ عـن وطـن !
......... ومازال البحث جاريا !!!
( 4)
بائعة الياسمين
:
تحمـل علـى معصميـها أطــواق الزهــور الفواحـة ، تختـرق الظلمـ ـ ات ، غيـر آبهـة بـتلـك الخفافـيش ، التـي تندلـع مـن مخابئهـا فـي العتمـة ، تسيـر وقـد أثقلـت ساعديـها عقـود الياسميـن ، قبـل العبـور تنظـر إلـى الخلـف قائلة : " كـل هـؤلاء يحملـون فـي أعماقهـم حكايـات وذكريـات وحقائـق غامضـة " .
ينخـرط عقـد ياسميـن ، فـتتناثـر حباتـه كـاللؤلؤ ، تبتسم ، وتكتـب علـى الرمـال الناعمـة : " أهـذا عطـر النهايـة .. أم تباشيـر البدايـة "
أخالها سـ تعبر
:
فهـــــ يصل العابرون الى نهاياتهم ــــــل ؟؟؟