|
أنا الذي استهدف الصاروخ ناصيتي |
فمال عني ولم يبرح دعاباتي |
ورحت أسأل عن جدواه مبتسما |
وراح يسأل عن نزف الجراحات |
فقلت: شكرا، لقد أكرمت منزلتي |
فقال :عفوا ، لقد أجّجت مأساتي |
وقلتُ أحييتَ في نفسي براءتها |
حين انطلقتَ ولم تحفل بآهاتي |
وحين رحتَ تغذّي رغبة دفنت |
في بئر صدري بأحلام كبيرات |
أنعشتَ روحي فصارت سلسلا سلسا |
ترفّ فرحى بآمال عريضات |
أتيتَ تجثو على صدري تصادرني |
وتطلق الموت في أوصال أشتاتي |
ورحتَ تحسِب عمري تائها فرحا |
بالشهر واليوم واستكمال ساعات |
ورحتَ تحسَب أن الموت خاتمتي |
فصار |
قل لي بربك يا صاروخ تقتلني |
ماذا جنيتُ لتجتاح ابتساماتي |
أزلزل الأرضَ مبراتي ومِقلمتي |
ودفتر الرسم إذ أودعته ذاتي |
أقلقل الأرضَ بركاري ومسطرتي |
وشنطة أودعتها مستقبلي الآتي |
أسمّمَ الجوَّ طبشوري وحافظتي |
ألوّثتْ طبقةَ الأوزون ممحاتي |
أتحسب القلم المبريَّ قنبلة |
تهدد الأمن في كلّ المطارات |
ها قد نجوتُ ولم تفلح عصابتكم |
في دفن صوتي وتطويق انفعالاتي |
ها قد تشظّى جنون الظلم وانطفأتْ |
ذبالة ُ الشرّ وانسابت كراماتي |
أراقص الموت ...أبغيه ويطلبني |
وأستحلّ هواه في هوى ذاتي |
وأحتويه فيحويني ويسكبني |
في أكؤس العزّ راحا للشهامات |
أراقب الموعد المضروب أرقبه |
جسمي بأرضي وروحي في السماوات |
أبغي الحياة ولكن لا أداهنها |
وأجتويها إذا ضاقت ببسماتي |
وأشتهيها قراحا سائغا أبدا |
وأحتسيها خمورا من |
ما أوهن الرعب والإرهاب جارحتي |
ولا سكبت بباب الذلّ عبراتي |
لا لا يخادعني "يورو"ولا "دلار" |
وليس تشدهني ألوان عملات |
أكَتِّم الجرح عن جرح يمزّقني |
وأغمض العين عن نزف الجراحات |
لا أستحيل عن الأقصى ولو جلدوا |
قلبي الممزق َ واغتالوا مساماتي |
ودرة القدس في الأجفان أحفظها |
رغم الجراح وألوان العذابات |
إني أحبّ فلسطينا كما خُلِقَت |
البحر بحري وهذا الرمل ذراتي |