|
هَيَّأْتُ غُسْلي والنُعاةَ .. فَهَيّـا .... |
تَعِبَ الهوى ..والصَّبْرُ باتَ عَصِيّا |
ما دُمْتِ عازمةً على وأْدِ الــمنى |
فَلْتُجْهزي قبلَ الفراقِ عَلَيّـــــا |
أَشْهَدْتُ رَبّي لن أقولَ قَتَلْتِنـــي |
يومَ الحـسابِ غداةَ أبْعَثُ حَيّــا |
مَرْضِيَّةٌ .. لن تشتكيكٍ لِرَبِّهـا |
نفسي إذا أَغْمَضــْتِ لي عَيْنَيّا |
وَنَثَرْتِ كافوراً عليَّ .. وَشَيَّعَتْ |
عيناكِ صَبّاً فـــي هواهُ تَقِيّا |
وأَنَبْتِ عني شِرْبَةً مـن "زمْزَمٍ" |
وَبَسَطْتِ كفاً بالدعـــاءِ عَشِيّا |
وَسَعَيْتِ لي ما بينَ "مروةَ والصَّفا" |
سبعاً ..وَزرتِ عــن القتيلِ نَبِيّا |
مـعذورةٌ إنْ تقتلــــي مُتَأبِّداً |
فــي الغُرْبَتَينِ عن العراقِ شَقِيّا |
أَبَتِ المَسَرَّةُ أَنْ تُضاحِـكَ مُقْلــَةً |
مني وَقَدْ بَلَغَ الــوئامُ عـــتيّا |
أوْصَدْتِ دوني مُقْلَتَيْكِ ..وأَطبٌَقَتْ |
شفةٌ أَلِفْتُ بها الصـــداح شَجِيّا |
طَحَنَتْ رُحاكِ غَدي وما أَقْرَيتْني |
في صَحْنِ يومي من قِراكِ شَهِيّـا |
ما زلتِ غاضبةً؟ أنا ابنكِ يا ابنتي |
ولقد أتيتكِ شــــاكياً مَشْكِيـّا |
ما سِرُّ خِنْجَرِكِ اصطفى صدري له |
غِمداً وَقَدْ شَـــلَّ الجفاءُ يَدَيــّا؟ |
حَرَّضْتِني ضِدّي .. فكم من غـادةٍ |
أغْمَضْتُ عن ياقوتِها جَفْنَيّــــا |
ولذاذةٍ قَرُبَتْ فَصِحْتُ بها: ابعدي |
ومناحةٍ بَعُدَتْ فَصِحْتُ: إليّـــا |
فَرَشَتْ لك الأحداقُ عُشْبَ حقولِها |
أَمّا الفؤاد فقد أتاكِ حَفِيّـــــا |
عَطِشَ الهوى فأبى سواكِ لقلبِهِ |
نبضاً وَدِفْئاً للضلوعِ وَرِيّـــا |
دَجَّنْتِ في جسدي ذئابَ رغائبـي |
وأَحَلْتِ جنَّ متاهتي أُنْسِيــــّا |
وَجَعَلْتِ من كهفي بمغتربِ الثرى |
بضياءِ صوتِكِ – لا النجومِ - ثُرَيّا |
هَرِمَتْ قناديلي ..وشاخَتْ جبهتـي |
لكــنَّ قلبي مـــا يـزالُ فَتِيّا |
لا زلتُ أذكرُ سكرةً صوفيَّـــةً |
أَلْفَيْـتُني بـرحيقِهــــا مَغْشِيّا |
فَتَوَضّأتْ روحي وَيَمَّمَ نبضَـــهُ |
قلبي وفاض الذِكـــرُ من شَفَتيّا |
مَحَضَتْكِ رِقَّتَها الورودُ وأوْدَعَتْ |
شفتيكِ سِرَّ الياسمين شَذِيّــــا |
حَضَرِيَّةُ الديباجِ لكنْ في الـهوى |
بَدَوِيَّةُ الأشواقِ تــــأْنَفُ غَيّا |
يا هندُ عشتُ الفاجعاتِ جميعهـا |
وَخَبَرْتُ منها شاخِصاً وَقَصِيّــا |
لـــكنَّ أَثْقَلَها علـــيَّ شماتَةٌ |
مِمَّنْ تَخَيَّرَهُ الــفؤادُ صـــَفِيّا |
لا تنفِني من حقلِ قلبِكِ .. إنني |
عشتُ الحياةَ مُشَـــرَّداً مَنْفِيّا |
أُوصِيكِ بيْ شَرّاً إذا خنتُ الهوى |
وَنَكَثْتُ عهــدَ محبةٍ عُــذْرِيّا |