من مذكرات ... عاشق ( حداثي)..
أول التهجي ... أشهى من الشهد قرص الزبيب , زيتونة في الناصرة وساقية في الشام , وشيء تجاوز هذه الحدود الأربعة , تجاوز حتى الأبعاد الأربعة .
هي أبسط من زهرة ..تتوضأ بالشمس , تحني الشموع وتوقدها بالنجوم ..ولا شيء يعصيها . أصابعها السحر , كانت تهدهد الليل الذي يبحث عن مأوى , تعانق الرمال التي تتثائب وقد أوغل النوم في جفونها التي تتبع الليل , تربت على كتف الوادي الذي ضج بممارسة الضغط على أعصابه من الجبل , وقفت حائرة بين عزاء الليل وسرد الخفايا للرمال . بين مشاعر الوادي ونظرة الجبل .
كانت تمشط شعر الغيوم وتبني جبالاً من اللون فتغفوا المحيطات في دفتر الرسم والنهر أزرق خطاً متعرج من قلم الحبر ..يعيش القلب في جدول الحب ..يكبر يكبر حتى يغطي المساحة والقلب ..
عندما أغمض النهار عينيه أفاقت لتشعل فتيل الضوء لينكسر ليلها الطويل فتنامت النجمات وأسكنتها بريق عينيها وأحمرّ جبين القمر .
منذ عرفتها وهي لاهية عابثة ..هواياتها غريبة .. ففي النهار أجدها تارة تصطاد الأسماك الحبلى ببقايا المطر وتارة تملي على الشمس قصائد الرياح وفي الليل تجمع النجوم في حِجرها ثم تقذف بها وجه القمر العابس ..
إيه أيتها الثمرة الناضجة ..من لهجة الصوت وقوائم النور يأتي مذاق الأحرف ورائحة الكلام مجدداً بحضوره أعمدة الهواء , ولأنها نسيج كل ما يضيء , تغادر زمنها الآن لتسكن غداً ونسكن أمس فهي لا تهرم ولا تشيخ كالعصافير ,لأنها في حالة حب دائمة
إنها تقف الآن ..تفتت ما تبقى من شك وتمنح الصيف خمارها ليتفيأ ظلال الشمس الحارقة وتضيء ..فيا أيها النائمون ..هل من جواد هنا يتقدم ليستر عري الجفاف ويملأ الأرض والأشجار والبشر نوراً يبدد كل ما تساقط من قحط العيون ويلمّ مناقير العصافير ويعيد الغناء لها ...
آخر التهجي ... يا امرأة كيف نعبر هذا الفضاء السحيق لكي نملأه ..