إحدى قصائد الدكتور إبراهيم أراد أن يتقدم بها في مسابقة بالشباب والرياضة
وجهة نظر بقلم: أحمد حسن محمد حسن
مراجع الدراسة
- فلسفة الشعر الجاهلي
دراسة تحليلية في حركية الشعر العربي
د/ هلال الجهاد
- الطب النفسي
د/إريك بيرن
- دلائل الإعجاز
عبد القاهر الجرجاني
- قيم من التراث
زكي نجيب محمود
- الله
العقاد
- التذوق الأدبي
محمود ذهني
- في نظرية الرواية
د/ عبد الملك مرتاض
- مصادر حادثة تحويل القبلة
القرآن الكريم السنة "كتاب الرحيق المختوم" وتفسير.
في البدء نود أن نرسخ أحد المبادئ المهمة... مبدأ التذاوب حيث يحدث الاتصال بين المبدع والمتلقي، ويصبح المتلقي فاعلاً للشعر تماماً كمبدعه.
ومعنى ذلك أن أنا الخطاب الشعري تتحول عند كل ممارسة للقصيدة إلى أنا المتلقي؛ فالشاعر يخلق القصيدة إبداعاً، والمتلقي فهماً ودراسة..
جماليات متفرقة..
ودراسة افتتاحية
إنه من البدهي معرفته عند أحد أن الرسول كان خاتم الرسل، وأنهم كرام، وأنه بلغ الكمال في إبلاغ هدي الله عز وجل.. وأن هدي الناس بما يتواءم مع قوله عز وجل "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. فهل كانت تلك الكلمات لتصريف حبر زائد عند الشاعر إبراهيم العوضي؟!
من ناحيتي أعتقد –وبالرغم من اعتراضي على إيراد تلك المعاني بالنهج المعجمي- أن عدم وجود هذه المعاني كان سيسبب خللاً، واضطراباً وفجوة كان لابد من سدها ففي القصيدة ذكر أهل التكذيب. وأبو ادعاءاتهم أنْ ليس محمد من عند الله وإنما جاء مضلاً عن اليهودية السماوية.
ووصف الرسل بالكرام.. لعل من أسباب إيراده زيادة التنكيل بأهل الكتاب المعاندين وانتصاراً للرسول حيث يبين ما في كتبهم من خروج عن الحق إذ جرحت فيه رسل كثرٌ.
كان الشاعر الجاهلي في مدائحه الواعية الحضارية باحثاً عن القيم التي يستمر بها مجتمعه متحركاً، والشاعر هنا يظهر وعيه الحضاري كالشاعر الجاهلي المادح؛ فإنه نادى بـ"يا" التي تدل في إحدى حالاتها على علو المنزلة محاولاً بذلك تأصيل قيمة الاحترام، ووصف الرسل بالكرامة ووصف صلى الله عليه وسلم بالهدى. وفي ذلك دعوة "نقول إن التشبه بالكرام فلاح"، وتعيد على أسماعنا الحديث" عليكم بسنتي ...". لكن لماذا اختار إبراهيم صفة "الهادي" بعد "خاتم الرسل" لعله يود القول لليهود والكفار والمسلمين على السواء: إن من آمن بأن الرسول خاتم الرسل فقد اهتدى.
ولكن على احتمال ما، فإبراهيم لم يوفق في محاولته تعظيم رسول الله؛ فإنه حقاً أثنى عليه بصالح، لكنه حيز هذا الثناء بالحال "معطراً"، فكأنه قال: أنت المديح حال أن يعطره فؤادي... والسؤال إن كان المديح معطراً بغير فؤاد الشاعر، أو لا يكون معطراً أبداً.. أفلا يكون الرسول إذن أهلاً لما مدح به..!
والشاعر بالتأكيد لا يقصد هنا معنى الجنس في قوله"أنت المديح" على الإطلاق لأن مدح شاعر لإنسان يحكم مادته مبادئ ذلك الإنسان. ومن الناس من كانوا طغاة ظالمين لشعوبهم، وكان يعجبهم أن يمدحوا بذلك؛ ومدحوا به. وكيف تقنعني أن أية أة ألّهت ملكها لم يمدحه شاعر بهذه الصفة المدعاة.؟.؟.
وأنا –بناء على السالف- لا أحسبه قصدبالمديح إلا ما كان في الشطر الأول. وأتت "أنت المديح" على سبيل التأكيد الذي يفوح من تركيب الجملة الاسمية.
ومن ثم فأنا أعتقد في عهدية الأف واللام في "المديح" أي الذي أعرفه أنا وأنت يا رسول الله والحاويه الشطر الأول. ونتفادى مشكلة الحالية التي جعلت الثناء محيزاً بتزمن وتمكن .. بأن نتفهم البيت كالآتي:
أنت المديح الذي مدحت به يا رسول الله حال أن تتعطر هذه الصفات باعتقاد وولاء كالذي في قلبي. ولم يخطئ حينئذ فهناك من فسر خاتم الرسل بغير معنى آخرهم، فضلاً عن أن من يدعو ولا حواريين فليس أحد بمادحه.. ومن ثم لا يكون من يمدحه بصفة ما؛ لأنه لن يمدحه إلا من صدقه في هذه الصفة.
وسؤال: هل للمباشرة في ذلك البيت دور !
بداية إن إبراهيم العوضي كان ولا زلتُ أحتفظ بمنزلة أستاذيته لي؛ وأنا أعتقد فيه وعياً شعرياً لا بأس به، ولكن افتراقنا لفترة.. هو ما حداني للنقد السلبي..
إن المباشرة هنا تفوح بالإشارة إلى موقف شعوري ثائر، والمباشرة وضوح لا يحتاج إلى تعب في فهمه حيث يقوم الشاعر كتابته؛ حيث يقدم الشاعر كتابته على طبق ذهبي، وفي هذه الحال يكسل الشاعر عن القيام بعبء تنمية وعي القارئ الشعري فينهدم الاثنان.
ولكن الأمر مختلف فوضوح وانكشاف هذه الكلمات بالذات هو من قبيل الرمزية بعض الشيء، والمباشرة هي المعادل الموضوعي هنا.
فاستخدام الدوال اللغوية بالمعاني المعجمية هو تعبير عن ثقافة وفكر المجتمع؛ والفرد من هذا المجتمع، وفكره من فكرهم وكأن الشاعر هنا يقول: هذه الصفات باعتراف ثقافة المجتمع فلماذا الرفض؟ وبالرغم من أن تماشيه ذلك يعد موقفاً فكرياً فردياً حيث هناك في مجتمع الدنيا من يرفض هذا المديح بتلك الصفات. فالشاعر بذلك المديح المباشر يرفض من يرفض. ولحماسته المتفجرة أتى بعد ذلك بجملة اسمية مؤكدة ومحققة لوقوع الصفات على ممدوحها حقيقة خوف أن يظن القارئ معنى الإنشائية والنداء الذي يدل في ناحية من مدلولاته على أن النبي إن أجاب فموجود، وإن لم يجب فمنفي عن الوجود على غرار قوله تعالى"مالك يوم الدين" فقد كفّر البعض من قرأ "مالك" بالفتح.
البيت الثاني
وفيه لو فكر الشاعر في أن يتعب نفسه في إيراد معناه لكانت صياغةٌ أرقى وأحبّ إلى النفس؛ ففعل الإهداء هنا يشعرني بمادية الهدية كأنما يمسكها رسول الله بيده. وكان في إمكانه زرع الفضيلة أو مزجها مزج ذاته به بالنبي بدل الإهداء الذي لا أحس فيه بعمق وتأصل الفضيلة في النبي. وإن كان للفظة "الإهداء" مبررات: فإن المهديِ هو رب العرش والعرش تثير بوجود ملك وملك. ويماً قال علماء الأديان: لو سئل الفرس.. كيف إلهك لأجاب: على هيئة فرس [مثال ليس صادقاً وإنا يوفي المراد هنا].
ومع المسافة المتسعة بين المثل السابق وبين موقع تطبيقه لأن إلا أنني أفهم بعض الغيبيات لعملي بالمعلومات المشهودة.. فالملك في عرف البشر هو من يحكم في أملاكه. فهل تتصور معي حين يعطيك ملك بلدك شيئاً –وخاصة فإن بلاد العرب ملأى بالملوك- كيف يزداد تصورك لذاتك هيبة!
وأكثر من اسالف قال لك هذه هدية.. هدية! ممن؟ من ملك؟ والهدية رمز التحاب والمحبة.. الله!. إنها من ملك. فكيف بها إذا كانت من الملك؟!؟!؟!؟؟!؟!؟؟!؟؟!؟!؟!؟!؟! !