مصالحة
خاطرة
بمناسبة دعوة السيد رئيس الوزراء الفلسطيني إلى المصالحة بين فتح وحماس
بقلم : د . محمد أيوب
الدعوة إلى المصالحة أمر جيد ومطلوب ، فالمصالحة بين حماس وفتح مطلب شعبي، ولكن قبل أن تكون هناك مصالحة بين الفريقين يجب أني تصالح كل طرف مع نفسه وان يصدقها القول والرأي ، يجب ان يتصالح كل طرف مع ذاته وان تتصالح فتح مع نفسها وان تتصالح حماس مع ذاتها ، وأن يتصالح كل فرد مع ذاته ، فقد بتنا نخاصم أنفسنا ، بل ربما نكره أنفسنا لكثرة صراعاتنا وخصوماتنا .
المصالحة كلمة طيبة ، والدعوة إلى المصالحة أمر جدير بالقبول والاحترام ، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه : ترى ، هل كنا نحتاج إلى هذه المصالحة لو فكرنا تفكيرا منطقيا ووضعنا المصلحة العامة نصب أعيننا ولم نلجأ إلى الاحتكام إلى السلاح في الوقت الذي يدعي فيه كل طرف ، بلا كلل أو ملل ، أن الدم الفلسطيني خط احمر لا يجوز تجاوزه ، ومع ذلك نرتكب حماقة القتل .. قتل بعضنا بعضا ، لنجتمع على بساط الدم المهدور ونتبادل القبلات والابتسامات ثم نخرج على الناس لنقول لهم بان كل شيء على ما يرام أنه تم تجاوز الأزمة ، لتعود عجلة الدم على الدوران من جديد ، ونعرض على الشارع مسلسل القتل والصراع من جديد .نتمنى أن تصفو النفوس وان تصل سفينتنا إلى شاطئ مصالحة حقيقية يكتب لها ان تعيش وألا تصلب بانتكاسة تعيدنا إلى حتما إلى هاوية الضياع والاندثار .