كان شابا غرَّا يتباهى أمام أبيه بانه يكتسب كل يوم صديقا جديدا.. وفي إحدى الليالي
قال له أبوه : يا ولدي لقد لاحظتُ الليلة لصًا في حديقة المنزل وقمت بالهجوم عليه وضربته بقضيب حديدي فخر ميتا .. وها هو ملقً بالقرب من شجرة البرتقال .. فاذهب يا ولدي واحضر بعض أصدقائك وقوموا بإخفاء جثته كي لا ينكشف أمري ..!! فقال له ابنه إمهلني للحظات ولكَ ما أردت يا والدي .
ذهب الإبنُ وطرق باب أحد أصدقائه وطلب منه أن يساعده في إخفاء جثة اللص الذي قتله أبوه فاصفرَّ وجه صديقه وتلعثم وقال له : للاسف لا استطيع مساعدتك حيث أنني أعاني من وعكة صحية ألمًّت بي ..وأنصحك أن تذهب لصديقنا فلان ..فقال له لا بأس ولكن أرجوك ألا تُفشِ السِّرَّ الذي قلته لك .. فعاهده صديقه على ذلك .. وذهب الإبن ليطرق باب فلان وأخبره بقصة أبيه فما كان منه إلا أن اعتذر بحجة أن زوجته ستضع الليلة مولودا ولن يستطيع تركها بمفردها ..فقال له لا بأس يا صديقي وأرجو أن تكتم عني ما سمعت .. وهكذا صار الإبن يتنقل من بيت صديق لصديق وكلهم يعتذرون إليه ويعدونه بكتمان السِّر .. وعاد الإبن لأبيه خاوي اليدين , فقال له أبوه لا تشغل نفسك يا ولدي فقد انتظرتُكَ طويلا لأن تأتِ بأحدٍ من أصدقائك ولما لم تأتِ , قمت بوضع الجثة بالقرب من مدخل السلم السفلي .. ونام الأب وابنه وما أن شقشق الفجر حتى فوجئ الأب بالشرطة والمباحث وسكان الحيِّ بأكمله يتحلقون ببيته ..ودخل عليه أحد ضباط الشرطة مع بضعة نفر وقال له الضابط : أين القتيل وأين أخفيتَ جثته ؟ فقال لهم الابُ ..هيَ مُلقاةٌ بالقرب من باب السلم السفلي للبيت ..فذهب نفرٌ من الشرطة وجاؤوا يحملون كيسا كبيرا . وعندما فتحوه أمام الضابط والاب والإبن وجدوا به خروفا مشويا ومحشوا .. فاستغرب الضابط والشرطة والإبن .. فقال الابُ ..أردتُ أن أعلِّمَ إبني درسا كيف يختار أصدقائه وقد أعددتُ لهم هذا الخروف المشوي لكي يتعشوا به , هذا لو كانوا فعلا أصدقاءا لإبني ..ولكن والحالة هذه فتفضل أيها الضابط ومن معك من الشرطة فكلوه هنيئا مريئا ..
مع تحيات
اخوكم / جمال حمدان