|
أَ نَهنأُ بالشرابِ وبالطعامِ |
وننعمُ بالفراشِ وبالمنامِ |
ونلبسُ حينَ يأتي العيدُ ثوبًا |
جديدًا زاهيًا في كلِّ عامِ ؟! |
و في الدنيا جموعٌ جدُّ تشكو |
مِن التَّقتيلِ أو كَسرِ العظامِ |
فهل للعيدِ عندَ الناسِ طعمٌ |
وقد أذِنَ التآلفُ بانصرامِ |
وهل في الناسِ من يمسي سعيدًا |
يُهنِّئُ بابتهاجٍ وابتسامِ |
ويعلمُ أن في الأعيادِ قومًا |
يُحاصِرُهم عدوٌ بانتِظامِ |
فلا فَرحٌ يَعُمُّ ولا سرورٌ |
وحالُ المسلمينَ إلى انفِصامِ |
فَفِي الشيشانِ عُضوٌ قد تهَادَى |
وجُرحٌ نَازِفٌ في القدسِ دامِ |
وفي الألبَانِ عُضوٌ كانَ يومًا |
سليمًا ثمَّ أمسى كالحُطامِ |
وفي كلِّ البلادِ لنا جروحٌ |
وأجسامٌ تئن منَ السّقامِ |
فكَم مِن أسرَةٍ بَاتَت بخيرٍ |
تَمَتَّعُ بالسَّعَادَةِ والوِئَامِ |
فربُّ البيتِ يَعمَلُ باجتِهَادٍ |
وَيَكدَحُ كُلَّ يَومٍ باهتِمَامِ |
وتِلكَ الأمُّ قد أمسَت تُرَاعِي |
صِغارًا مِثلَ أفرَاخِ الحَمَامِ |
وشيخٍ هَدَّهُ الإعيَاءُ هَدًّا |
يُصَلَّي ليلَهُ بَعدَ الصِّيَامِ |
ولا نَنسَى عَجُوزا حِينَ تُؤوِي |
إليهَا صِبيَةً بَعدَ الفِطَامِ |
فتَحضُنَهُم إليهَا ثمَّ تَروي |
لهُم مَا كَانَ مِن قومٍ عِظامِ |
أسُودٍ عِندَمَا التزمُوا بدِينٍ |
وَأمَّا اليومَ صَاروا كالنَّعَـامِ |
وَهُم فِي الَّليلِ رغم سِعارِ طاغٍ |
نِـيَامٌ فِي هَدوءٍ وانسِجَامِ |
فَطوَّقهُم خَمِيسٌ مُستبدٌ |
فَمَن يَقوَى عَلى جَيش لُهَامِ |
فَمَسَّاهُم بِغَدرٍ حِينَ بَاتوا |
وَبَاغَتهم بقتلٍ فِي الظَّلامِ |
فَجَاءَ القَتلُ مِن كُلِّ اتجَاهٍ |
وَجَاءَ المَوتُ مِن فَوقِ الغـَـمَامِ |
فَهَذا العِلجُ بالبارودِ يَرمِي |
فَزَادَ القَتلَ فِيهِم بِاحْتِـدَامِ |
فَفَرَّقَهُم وَقتَّلهُم تِبَاعًا |
وَجَرَّعَهم بِكَأسٍ مِن حِمَامِ |
فَجَاءَ الصُّبحُ وَالأشلاءُ تَتْرَى |
وَغَطَّى الأفقَ شَئٌ كالقَتَامِ |
أفَاقَ البَعضُ فِي خَوفٍ وَرُعبٍ |
عَلى الأنَّاتِ مِن تَحتِ الرُّكَامِ |
فتلك الأمُّ يغصِبُها عَدوٌّ |
أمَامَ الإبْنِ والزَّوجِ الهُمَامِ |
وذاكَ الشِّيخُ يَسبَحُ فِي دِمَاه |
ُ وَطِفلٌ خَائِفٌ.. والقَتلُ حَامِ |
وذاك ، وذاك قد أمسَى قتيلاً |
تَضَرَّجَ بَينَ أشلاءِ الكِرامِ |
فيَا رَبَّا هُ مَاذا حَلَّ فِينا |
أ في صَحوٍ أنا أم فِي مَنامِ ؟! |
دِمَاءُ المسلمينَ تضيعُ هَدْرًا |
فَلا نَصرٌ ولا لِلدِّينِ حَامِ |
يَضيعُ الحَقُّ مِن غيرِ اعتِبَارٍ |
أليسَ المسلمونَ مِن الأنَامِ ؟! |
فبَعدَ العِزِّ والقَصرِ المُعَلَّى |
يَصيرُ العيشُ في ضِيقِ الخِيَامِ |
أ نُغمِضُ عَن حَقِيقتِنا عُيونًا |
فَنوطَأ تَحتَ مُكتَظِّ الزِّحَامِ |
ونَرجو مِن عَدوٍ طِيبَ ودٍّ |
وحِفظًا لِلجِوارِ ولِلذمَامِ |
ونَأمُلُ أن يُعَـامِلَنا بلُطفٍ |
ونحظى بالأمَانِ وبالسَّلامِ؟! |
أفيقوا يَا بَني قومِي أفيقوا |
فَإنَّ الأمنَ في حَدِّ الحُسَامِ |
أعيدوا مَجدَ أمَّـتِنا إليهَا |
بِعَزمٍ لا يَنِي نحوَ الأمَامِ |
وهبوا من سبات الذل وامضوا |
على نهج الأوائل بالتزام |
وكونوا مِثل مَنْ كَانوا قديمًا |
قِتالاً بالسّيوفِ وبالسِّهَامِ |
جهَادًا في النهارِ بِلا تَوانٍ |
وصَبْرًا فِي الظَّلامِ عَلى القِيَامِ |
فإمَّا أن نسيرَ عَلى هُداهُم |
فَنُـمسِكَ بالقيادَةِ والزمِامِ |
ليرهَبَنا عَدوٌ مُستبدٌ |
عَلى الإسلام مَسعورٌ وظَامِي |
وإلا فالضَّيَـاعُ وسوءُ حَالٍ |
وذلٌ في البدَايَة والخِتامِ |