|
سقى الله من ناءت بصفوٍ معتّقِ![](clear.gif) |
وأزهى محيّاها بنور التألقِ |
ذكرتُ غداة البين طلّتها فما![](clear.gif) |
أرومُ لأنفاسٍ تلي ذا التفرّقِ |
فيوم امتطوا صلبَ الرحالِ ذرفتهُ![](clear.gif) |
أسىً كيف ضمّ الجفن من دمعِ رقرقِ |
فطلّت بلحظٍ ضاربٍ حشو أضلعي![](clear.gif) |
وفي الجوفِ سكناها فيا عينها اشفقي |
وبرقُ الثـَّـنـيَّاتِ التي ضمّ غيمها![](clear.gif) |
يلوح لتضفي الحزن بعض التأنَّقِ |
وحسبي بأنّا عاجزان بصمتنا![](clear.gif) |
إذ العينُ نابتْ عن حديثٍ مغرّقِ |
أقولُ وقد مالتْ رحالهمُ ألا![](clear.gif) |
تمهّلِ يا جمْلٌ ويا نوقُ أرفقي |
فإنّ الذي في حِملكُم روحُ خافقٍ![](clear.gif) |
لكُم أودعَ الدنيا بنبضٍ ومخفقِ |
أ للنوم بعد الضعن زورة مضجعي![](clear.gif) |
ولسّعدِ وضعٌ في مباسمِ مرهقِ |
وللقول لفظٌ والبيان رفيقهم![](clear.gif) |
ونفح الخزامى ضوع تذكار منطقي |
ألا كلٌّ حرفٍ لا بفيهِ حبيبتي![](clear.gif) |
زعافٌ وإن عسّلهُ فوهُ منمِّقِ |
وما الطيب إلا ما يضوعهُ ريقها![](clear.gif) |
فُتاةٌ تخالَ المسكَ سكراً بمنشقِ |
فقد تاق للأعناق شوقي وهمّتي![](clear.gif) |
بدت في هوانٍ كلَّ دربٍ ومفرقِ |
وحارت خيالاتي وفي العين مطرقاً![](clear.gif) |
لمثواك طرفي كلّ عمري بمطرقِ |
كأني بها من كلِّ صوبٍ معلّقٌ![](clear.gif) |
ولا من يدٍّ تقوى لحلِّ التعلّقِ |
ولست الذي ناسٍ عهود غرامنا![](clear.gif) |
أأنسى وأنت الروح في عيشِ مُعْـشِقِ |
فيا ربُّ يوماً في الحياة مقرباً![](clear.gif) |
لألقى التي فيها بروحيَ ألتقي |
فما عهْدُ الدهرِ الطويلِ مسرّةٌ![](clear.gif) |
أراها وطولُ الدهرِ بالحزنِ محرقي |
فحسبي بأنّي آملَ البدرِ وصلهُ![](clear.gif) |
وذاك محالٌ قمّةٌ اليأس مقلقي |
أراني هشيماً دون ريّا ترابها![](clear.gif) |
ومن طود أشواقي توهّنَ مرفقي |
وأنَّي جزعتُ اليوم طالب نفحها![](clear.gif) |
ولصَّبر أشلائي افتديتُ فما بقي |