أن هذه المقالة التي أكتبها لكم الآن أخذت تلح على عقلي وتضرب قلبي كي لا يكتمها عن الوجود لأنها كانت سابقة لسابقتها في كياني الذي أخاطبكم به .
إنها روح الحب بين اثنين ( أنت وهي ) أو ( أنتِ وهو )
ولن أقبل بالتدخل المادي الذي صار متهمًا بأنه يسيطر على كل الحيوات ومنها حياة المحبين
وقبل أن أدخل إلى الموضوع :
إليكم هذه الفقرة من قانون الحب في شرعي أنا :
عش في حياتي كأنك نبع
أنت راويها
كن في وجودي
كل أوقاتي ... حتى ثوانيها
كن في الثواني ... كن في اللحاظ
كن في العيون طريقًا
أنت هاديها
إن تتويج الحب بذلك الرباط المقدس الذي يجعل من الحرام حلالاً يقتضي منا أن نعيش الحب بروحه الطاهرة المقدسة ، تلك الحالة السماوية التي تطل علينا من وراء الحجب لتغذي اثنين إذا ما تطابقا فهما ( واحد صحيح ) يتنفس نفسًا واحدًا ويطعم طعمًا واحدًا هو المشاعر الصادقة والوجدان الملتهب بجحيم ما أبرعه من جحيم
ولا أقول بفناء أحدهما في الآخر أو للآخر لأن البناء الشامخ لا يقوم إلا على الأعمدة المتوازية الشامخة .
أما اللقاء الزوجي في كنهه : فهو التطبيق العملي الراقي للعلاقة الوجدانية ومجرد النظرة العينية بين اثنين اتفقا أن يكونا مكونين لواحد صحيح هي طريقة مزهرة لا تعادلها طريقة .
إنها في كل مرة تحبل رقيًا لتلد سموًا يسود المعبد الأبدي الذي تقام فيه صلوات الطهر والنقاء المبعوث من أحضان اللامادة .
إن أحدكما عندما يكون بين يدي الآخر لابد من أن يدرك أنه يملك الدنيا بكل ثابتها ، ويقهر العادة لأنه مخلوق فوق العادة يتربع على عرش الأبدية ( المؤبدية ) التي لا تسمح لأي أحد باقتحامها ، إنما تسمح فقط لمن لديه جواز المرور و التأشيرات الموقعة من الملائكة والحاملة للرفض من ملوك الشياطين.
إنكما إن أدركتما حقيقة الحب فلابد أن تعلما أن مخلوقًا جبارًا ينبغي له أن يلتهم الكثيرواكثير من أجل الحفاظ على وجوده ،فلابد له أن يلتهم المادية والدونية الطينية ، والأنانية التي جُبل عليها الإنسان ، والتي طورها هذا العالم المدنس بالشيوعية الجنسية .
في هذه الحالة سيجد كل منكما الآخر مخلوقًا نورانيًا في عنفوان كيوبيد وفي رقة فينوس وفي كلية عشتروت ، وكأنه جمع سير العشاق والزهاد في نفسه التي تمثلتهم دون أن تسمع بهم ،سيجد كل منكما الآخر وقد تحلل من نفسه اللوامة الأمارة إلى تلك النفس الراضية المرضية ، الراضية بالكيان الماثل بين يديه ، المرضية بالحلم الاستثنائي الذي يتجاوز بيولوجية الحياة وفيزيقية المادة .
إن العناصر الكيميائية المتفاعلة داخلك هي أبد الأبدية ، تلك المولدة للطاقات الفوق بشرية لتدرك الوجود العلوي ، والنور الآتي من عمق القانون الإلهي القاضي في الأزل أن يقوم الكون على ذكر و أنثى هما أصل التكوين بماء مهين لا يعدم إيجاد مخلوق بمجرد أن يصادف الإناء الحاوي .
بينما يصبح هذا الماء المهين الدافق المنعجن المضغة، العلقة، فيضًا نورانيًا في حالة الانفصال عن مادية الوجود .
( ولهذا مقامه الذي نفرد فيه القول باستفاضة )
لكن اللحظة اللقائية بين العيون والصوت المنحبس في الحناجر المتسامي إلى مرتبة الوجد الصامت في حديث العيون التواقة إلى التحرر من المادية الضاربة ـ في ذات الوقت ـ في هذا الجسد المادي الفاني تولد فيه الطاقات لأن يتحول إلى أثير يحلق في السماء التي لا تعادلها إلا سماء الفردوس حيث لا مادة ولا طمع ولا رغبة إلا الطهر.
إننا عندما نحب ، نتطهر بنار حبنا من كل دنس الفكر الشيطاني
هذا الطهر الذي يتجاوز طهر الملائكة المكرمين ، حيث إن طهر الملائكة أمر ثابت لا رأي فيه وهذا ما سخروا به وله لا رغبة ولا رفض إنما إقبال بلا نفور لديهم .
أما هذا المخير الذي لم يشفق على نفسه من حمل الأمانة , هذا القادر على تحويل الحق إلى باطل ، والطهر إلى دنس ، هذا المخلوق إذا استطاع أن يسمو بالحب إلى مرحلة الطهر اللامادي من خلال المادة ، هذا المخلوق إذا استطاع ـ كمرحلة أولى ـ أن يفكر فقط في إسعاد الشريك قبل أن يفكر في سعادته هو ، يكون قد تجاوز طهر الملائكة بحبه، لأن الطهر أمانة حملها وعليه أن يفي بالعهد .
فالعهد حب، والحب طهر ، والطهر أصل الخلق ، والخلق بالحب للحب.
فهل من بينكم من جرب؟؟
وهل من بينكم من سيجرب ؟؟؟