استقالتي من الحزن
مضى عمري بين الألم دون أن أدري .. مضى مع ذكريات حفرت على صدري ..
أيام و شهور كتبتها في أوراق الذاكرة دون أن أنسى منها ثانية بالأخص لحظات الألم العصيبة ..
وقفت اليوم لأرى نفسي بمرآة الواقع ، لأراها برؤية أخرى ، لاستبشارها بحياة جديدة ، بذكريات جميلة ..
فأبى قلبي .. أبت جميع جوارحي .. أن تسكن منزلها الجديد و تترك بيتها العتيق ، أن ترحل عن نزيفها الذي ولد معها على هذه الدنيا ، فطلبت من ذاكرتي أن تمزق كل أوراقي القديمة ، أن تعدل يوم ميلادي بميلاد جديد ، رفضت طلبي بكل كبرياء .. احترت بأمري فقدمت استقالتي إلى هذا الحزن .. فقال لي : أن أكتب كل الأحزان التي لمت بي و أقدمها له ، و بعدها يقرر مصيري .. وافقت و بدأت بأول مشهد كنت في السابعة من عمري
عندما حرضت أختي الكبرى على ضربي بسبب تافه لا يذكر فقامت أمي الحنونة غاضبة مني توجهت إلي
و ضربتني لأول و أخر مرة في حياتي و من شده بكائي و ألمي دعوت على نفسي بالموت و قلت لها : سأميت نفسي و بعدها حبست أنفاسي ، و رحت مغمي عليّ ، دخل الخوف على قلب أمي و قامت ترشني بالماء وتلطمني على وجهي لكي أستفيق ...
تدحرجت الدموع على وجنتي و شلت حركة يدي بالكتابة ، و مشيت سنين خلف سنين .. حتى وصلت لذكرى أخرى .. عن حب أملء قلبي ، عن صداقة عمرها ثلاث سنوات ، و عن قرابة تجري بدمائي .. سناء أبنه عمي ..
كيف غدرت بي و طعنتني من خلف ظهري ، كيف بنت حاجزا كبيرا بيني و بينها ، و استغنت عن الوفاء و الصدق الذي أقدمه لها على طبق من ذهب .. تركتني عندما استغنت عن مساعدتي ...
لم أستطع أن أدون أحزاني كلها .. فاكتفيت بهذا ورحت أقدمها استقالة للحزن ... و عندما رأى ألامي و آهاتي ..........
:
:
:
:
:
:
:
وقع بعدم القبول ..