|
يَـا سـائلاً قَلْبًـا سَباهُ الدَّاءُ |
مـاذا تُرَى فَعَلَتْ بِكَ الحَسْنَــاءُ |
ألأنَّـهُ يَهْـواكِ قَـدْ جَـافَيْتِــهِ |
تَعْسًـا لِحُبٍّ قَدْ تَـلاَهُ جَفَــاءُ |
لا تحسبِي لَومي لأجْلِ جَفَـاكِ بِي |
فَالصَّدُّ أَحْيَـانًـا هَــوَى وَدَوَاءُ |
لَكــنْ عَذِلْتُ حَبِيبَتِي أَنْ صَدَّقَتْ |
حُسَّادَنَـا وَكَـذَا بَغَى الأعْـدَاءُ |
حَيْـرَانُ قَلْبِي حِينَ شُكَّ بِحُبِّــهِ |
وَأَنَـا الذي ثِقَتِي بِهَـا عَمْيَــاءُ |
دَهْرًا عَشِقْتُ وَلَمْ أخُنْ ذَاكَ الهَـوَى |
حَتَّى جَزَتْنِي بِالجَفَــا الغَيْـدَاءُ |
يَـا سائلاً سَلْ كَيْفَ تَرْمِي حُبَّنَـا |
يُنْسَى الجَمِيلُ وَتُذْكَرُ الأخْطــاءُ |
هَــذا جَـوابي للَّتي دَاسَتْ لَنـا |
شِعْرٌ جَمِيــلٌ لِلْحَبِيبِ نِــدَاءُ |
قُولِي لِمَنْ زَعَمَتْ هَوَايَ لَهَــا بَدَا |
هَذا الكـلامُ إلِيكَ يَـا حمقــاءُ |
بيضــاءُ مَن أهْوَى أنا ، قُولي لها |
سمراءُ أنْتِ وَبَشْـرَتي البيضــاءُ |
زرقـاءُ عَيْنٍ مَـنْ أُحِبُّ وَلَمْ أَزَلْ |
مَنْ بَيْنَكُنَّ عُيُـونُهَـا الزَّرقــاءُ |
هَيْفـاءُ مَنْ مُلِئَ الفُـؤَادُ بِحُبِّهَـا |
وَسَلِي كَوَاشِحَنَـا مَنِ الهيفــاءُ |
كَسَرَابِ صَحْرَاءٍ سَبَـائِكُ شَعْرِهَـا |
لَمْ يُخْطِئِ الظَّمْآنُ بَلْ هُوَ مَــاءُ |
سُحِرَ الذي أَصْغَى السَّماعَ فَصَوْتُهَا |
لَحْنٌ بَدِيـعٌ وَالكـلامُ غِنَــاءُ |
وَإذَا مَشَتْ ذَابَتْ عُيُونٌ حَوْلَهَــا |
إِنَّ الهُوَيْنَى لِلْعُيُــونِ غِـــذَاءُ |
أَخْلاقُهــا أخلاقُ دِيـنِ مُحَمَّدٍ |
نِصفُ الجَمالِ لَدَى النِّسَاءِ حَيـاءُ |
وَلِبَاسُهَــا أَفْنَى الفــؤادَ بِحُسْنِهِ |
وَبِسِتْرِهِ هُــوَ هَيْبَـةٌ وَبَهَــاءُ |
قَــدْ زُيِّنَتْ حُبِّي بِلِبْسٍ مِثْلَمَــا |
قَدْ زُيِّنَتْ بِضِيَـا النُّجُومِ سَمَـاءُ |
قُلْ لِلَّذي ظَلَمَ الحِجـابَ بِقَوْلِــهِ |
إِنَّ الحِجَابَ لِذَا الجَمَالِ غِطَــاءُ |
إِنِّي عَشِقْتُ جمـالهَـا وَحِجابَهـا |
وَعَشِقتَ أَعْضـــاءً وَذلكَ دَاءُ |
لَـوْ كَـانَ تَزْويـجُ النِّسَـا بِتَبَرُّجٍ |
مَـا زُوِّجَتْ هِنْدٌ وَلا أَسْمَــاءُ |
تَسْمُو الفَتَـاةُ بِسِتْرِهَـا وَبِدِينِهَـا |
وَجَمَـالُهـَا دُونَ الحَيَاءِ رِيَـاءُ |
فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ إِنْ رُمْتَ الهَنَـا |
فَذَوَاتُ دِيـنٍ لِلرِّجَـالِ هَنَــاءُ |
وَاحْذَرْ جـمالَ الغِيـدِ دونَ تَخَلُّقٍ |
فَالحُسْنُ مُنْفَـرِدًا هُــوَ الأرْزَاءُ |
كَمْ مِـنْ جَمِيـلَةِ مَنْظَرٍ قَد ْ رُمْتُهَا |
فَيَرُدُّهَــا قَلْبِي إِلى مَنْ شَـاءُوا |
العَيْـنُ رَاغِبَــةٌ وَقَلْبِي رَافِــضٌ |
بَيْنَ الفُــؤَادِ وَأَعْيُنِي هَيْجَــاءُ |
حَتىَّ عَشِقْتُكِ صِدْفَةً فَتَصَـالَحَــا |
أَكْرِمْ بِمَنْ جُمِعَتْ بِهَا الأحْشَـاءُ |
أَكْرِمْ بِمَنْ أَشْفَتْ فُـؤادي بَعْدَمَـا |
فِي الضُّرِ صَـالَ وَمَسَّـهُ الإغْمَاءُ |
كَمْ مِـنْ سِنِينٍ عِشْتُ قَبْلَكِ تَائِهًـا |
كَمُشَرَّدٍ لَعِبَتْ بِــهِ الأهْــوَاءُ |
أَفَبَعْدَمَـا سُفُنِي رَسَتْ بِمِنَـائِكُـمْ |
يَسْتَغْنِيَنَّ عَـنِ المِنَـــا الشُّعَرَاءُ |
هَذا قَصِيدِي قَدْ أَتــاكِ مُعَـاتِبًـا |
وَمُفَنِّدًا قَـوْمًـا بِمَا قَدْ جَـاءُوا |
يَرْجُو وِصَـــالاً صِلِي وَلاَ تَتَعَنَّتيِ |
فَالرَّفْضُ مِنْ نَـدَمٍ تَـلاهُ رَجَـاءُ |
وَإذا رَضِيتِ بِهَـدْرِ حُبِّي هَكَـذَا |
فَلْتَعْلَمِي أنَّ الغَـــرَامَ وَفَــاءُ |