|
أجبت حنيني في الهوى وحناني |
ولبيت داعي الحب في وجداني |
وجئت ونار الشوق تذكـي جوانحـي |
تثير تباريح الجوى بجَناني |
تجذر آلامي وتحيي مشاعراً |
تريق بريق الحب في شرياني |
تشب حريقاً في عروقي وترتقي |
إلى ذروة الإحساس في بركاني |
وتشعلني أَنَّى أروح مواجداً |
تؤجـج ما في النفـس من أشجـاني |
تجاذبني روحي إلى كل صعدةٍ |
حواها النما والحب في أوطاني |
تجدد أحلامي فأنسى بواعثاً |
إلى الموعد المضروب في عنواني |
فأشردُ عن وعيي وترتـادني الـرؤى |
شوارد تغنيني عن الطيران |
أطوف المدى أطـوي المجـال جميـلةٌ |
طريقي أوطارٌ وطيب تداني |
يُساقُ إليِّ الحُسن من كل جـانبٍ |
وتنداح أرض الجنتين مجاني |
هي البقعةُ الخضراء من أرض يحصب |
تصيب بها ماشئت من إمكان |
ترامى على أطرافها الخصب والنما |
وخصت بذكر الواحد المنان |
وكانت على الماضي البعيد سعيـدة |
معددة الأوصاف في القرآن |
وقعت بها على انقطاعٍ وقُطعـت |
من العمر أطوارٌ وطول تواني |
مسارح تستهوي النفوس بمتعةٍ |
وأُنسٍ يمس القلب بالسلوان |
وتسترقُ الإحساس سحراً وروعةً |
وتنساب في الأرواح والأبدان |
فيحدو شعوري ينشد الشعر والرؤى |
لحوناً ويشدو للحياة أغاني |
يغرد لاهٍ في الربى غير آبهٍ |
لما يعتريني من أسى وهوان |
هناك الصَّبايا الغيد ينصبن للفـتى |
شراكـاً وتغوي العاشقين غواني |
وطيب الهوى يروي فؤادي عذوبةً |
فيغري فضول الحب في ريعاني |
فتخضر أحلام الطفولة في دمي |
وتدنو لي الآمال حيث أراني |
أعود لأيام التصابي وصبوة الـ |
ـشباب وأحلى ذكريات زماني |
أطوف وأطياف الغيوب تلفني |
طريقي ويطويني الزمان الفاني |
فتدنو مسافات الـرؤى من شـواردي |
وتوردني نبع الحنان الهاني |
وأكتـب مـا تمـلي عليَّ خواطـري |
وأُطلق ما دون الخيال عناني |
أُعانق خضراء التلال يلفني |
مداها ويدنيني بطون دناني |
وأمضي ولا أدري إلى أي وجهةٍ |
أسير وأنَّى يستريح حصاني |
أمر على ( عمران ) أغدو بغمرة الـ |
ـسرور لما آنست في (عمران ) |
وأدنو إلى ( الجنات ) أجني روائع الـ |
ـجمال وأجلي ناظري وعياني |
تُعانقني عذراء بالفن أقبلت |
على مهلٍ تختال والأفنان |
تفانى بها الإبداع حتى تفتقت |
مفاتنها وافتن بالألوان |
يُزين جيد الجنتين عقودها |
وتعقد تيجاناً من العقيان |
عناقيد كرمٍ أينعت في غصونها |
معتقة الأقداح والكيزان |
كأني بها بلقيس في خير حُلةٍ |
وثوبٍ قشيبٍ أخضرٍ فتان |
تميـسُ على ( الجنـات ) و( البـون ) بيننـا |
يمد مروج السندس الريان |
مدى لا يحد الطـرف مـد بسـاطه |
جناناً على الوديان والقيعان |
يلـوح لحس الـذَّائق الحسن لوحـة |
تحــلُّ بـأم العـــين والإنســان |
تفنَّـن في تنميقهـا خـير صـانـعٍ |
وأتقــن فيهــا غـايـة الإتقــان |
وتلك لعمري روعـةُ الفـن مسـحةٌ |
من السحـر مسـت ريشـة الفنَّـان |
فسبحان من سوى الجمال ومن جلا |
معالمه للعاشقين معاني |
|
أجبـت حنيـني واحتملت مواجعـي |
وأسلمتُ طرفي للربا كل وردةٍ |
تراودني ترتاد كل كياني |
أكاتم ما بي لحظة القرب إذ دنت |
ويبقى لحين القرب بضع ثواني |
وتختصر الأشواق أوقاتنا إلى |
التلاقي وتلقيني بدون تواني |
هو العمر يطويني ويلتف حاضرٌ |
بماضٍ وأمضي في السماء رعاني |
على أملٍ أمضي طريقي طويلةٌ |
طموحي بعيدٌ واعدُ بأماني |
وينتابني الإحسـاس بالخـوف أنَّني |
غريبٌ أنا الإنسان في أوطاني |
أحـسُّ بما حـولي ولا زلت عاجـزاً |
عن البـوح أخشـى أن يزلَّ لسـاني |
وإني وأنَّى رحت تبدو حكايتي |
مزيجاً من الإحباط والحرمان |
يحزُّ بنفسي أن أسرَّ مخاوفي |
وأُخفـي الـذي يخشـاه كلَّ يمـاني |
تمنيتُ يوماً أن أذوب مـع الصَّـبا |
وأنساب في الأنهار والغدران |
وتنثرني الأنسام في كلِّ ذرةٍ |
من الرَّمل تذريـني على الكثبـان |
وتنقلني عبر الأثير تثيرني |
لأثـأر مـن سجـني ومن سجَّاني |
أحسُّ بأني ثورةٌ قد تفجَّرت |
وأن المدى لا يحتوي بركاني |
أُجاوز أسوار الزَّمان محطِّماً |
حدوداً تحدَّت رغبة الإنسان |
وأزرع أحلامي بأرض عروبتي |
أُعبِّر عن حبِّي وعن إيماني |
أنام وملء الجفن أحلام أمةٍ |
تموت من الآلام والأحزان |
مقطعة الأوصال مصلوبة بلا |
رداء على سود من العيدان |
لكل كلاب الأرض وقفا وما لنا |
سوى أن نكيل اللعن للشيطان |
وأُمنيتي أن تستعيد مكانها |
وموقعها الأسمى على الأكوان |
وأُمنيتي حتماً ستؤتي ثمارها |
وعمَّا قريبٍ في الرِّباط تراني |
أجوب مداها لا أرى أي أزمةٍ |
تغيبني في ظلمة النِّسيانِ |
|
أجبت حنيـني حـالماً حـين نلتقي |
وحسبي هواكِ البكـر يا ربَّة الرُّؤى |
وملهمة الأشعار والالحان |
صعدت وكانت ملء روحـي صعـدة |
علاقة حبٍّ صادقٍ وتداني |
وأطلقـت صوتي للتردد والصَّدى |
وأصدرت من قبل اللقاء بياني |
وبيَّنت أعذاري وبرَّرت موقفي |
وقدَّمـت ما عندي من القربان |
هي الصدفة الأولى لميلاد حبنا |
وميعادنا الأشهى هوى وتهاني |
وعهدي قريبٌ بالهوى وهـو بالـذي |
يباعد قلبي عامداً ويداني |
ودنياي بالأحلام تحلو وتحتوي |
وجودي وإن جاءت بغير أوان |
بعيد الرؤى لا يرتدي الوهم خاطري |
ولا تخطر الأهواء في تبياني |
شعوري شراع الحب والشعر زورقي |
ومرفأ أحلامي وشط أماني |
أُشاطر شعـري ما تعيـش مشاعـري |
وأنشر ما يملي عليَّ جَناني |
وللحب أحيا حيـث حليـتُ حامـلاً |
رصيد كفاح صادق وتفاني |
|
أيا هـذه الأرض الـتي من عبـيرها |
حنانيك مُدِّي لي ذراعيك عانقي |
حنيني وضميني لصدر حاني |
سكبت حنيـني فيكِ أهرقت لوعةً |
ولم أدر ماذا في هواك دهاني |
دعيني أريح الروح من راح كرمة |
وأُترع من خمر الفتون دناني |
دعيني فإني في ثرى كل ربوةِ |
ربيت ورُب البعد عنك جفاني |
وتحتضن الأسوار أسرارنا التي |
توالى عليها الدهر بالكتمان |
هنا دوحة الماضي وأفياء حاضرِ |
ومستقبل يبقى على الأزمان |
هنا حط ركب المجد وامتد هاديا |
يهد ظلام الجهل بالعرفان |
أصالةُ تأريخِ وأمجاد أمةِ |
ومهد حضاراتٍ وخضر جنان |
وطوبى لمن يعطي الحياة كفاحه |
ويحيا لخير الأرض والإنسان |
وإن ساءت الأحوال لا يأس والرجا |
يُحفزه والحب للأوطان |