عاد بيده ملف كبير وأخذ يتأملني بنظرات فاحصة, أبي يجلس قبالة مني وعلامة استفهام ارتسمت في نظراته ...
كم من الوقت سيمضي قبل أن نخطو معا إلى الهدف المنشود أدرك يا أبي أنك تعاني عندما ترى الدموع في عينيي لذا أخفيها عنك ما استطعت .......
نبض قلبي بسرعة إذ مر أمامي طيفك مودعا ,الآف المرات أقنعت نفسي أنه لافائدة من أن أمعن في التفكير, واجترار الذكريات فليهدأ هذا القلب المحب الودود, وليرتجي في الله الخير كله ولينعم براحة أبدية ....
كنت مجبرة على أن أبقى في قاعة الإنتظارالواسعة الباردة ,بشوق أنظر إلى الممر سيأتون الآن بالجهاز الجديد سأشعر بتحسن وستختفي الأحزان والآلام
ابتسمت بيني وبين نفسي متى فارقني الحزن ؟
لقد أضحى رفيقا لي رغما عني فالإبتسامة كانت وجها آخر له أحسست بارتياح إذ غمرني الشعور بأن كل حياتي حلم لابد أن أستيقظ منه والكثير من الألم اختفى وأنا أردد :
من لي يارب غيرك ينقذني من حيرتي ؟؟
انتهى اسفسار أبي عندما واجهه الطبيب بثمن باهظ لم أصدقه, لوهلة ظننته يمزح لكنني ككل مرة لم أعطي الموضوع كبير اهتمامي...........
وفي الهواءالطلق يحلو لدموعي حبر حروفي أن تتحرر من قيودي لاضرر أن تشارك السماء قطراتها المنهمرة
ومناجاة للتو بدأت وعتاب طويل, لاأدري كيف طفق قلبي يقص عليك قصة أشواقي لكنك بعيد وأنى لقلبك أن يسمع همسي الخافت وأنى له أن يشعر بمعاناتي الصامتة.........
عجب لك كيف استطعت النفاذ إلى ذاتي , حتى أصبحت جزألايجزأ مني ,لا أجد حرجا من أن أخبرك بكل شيء ويظل حوار خافت يتردد:
في الحنايا متى أجدك حقيقة لا خيالا ؟...
أتدري لن يموت الحلم الجميل بداخلي أبدا, متى كان الأمل دليله............