هل تعِبَ الفتى من جراحه ...هل تعِبَ الفتى من عذاباته...
هل أصابه اليأس من طول السفر...من شدة الآمه وأحزانه...
تدور به الارض وأحياناً يصيبه الدوار ، فلا يعرف ليله من نهاره...
ينظر الى السماء مشدوهاً ، كأنه يبحث عن شئ لا يعرفه ...
كأنه يسأل عن شئ لا يدركه...يسأل نفسه...!!!
لماذا أشعر بكل هذا الدوار ، لماذا أرى الدنيا تدور بي ...
يسأل ...هل أزفَ الرحيل الكبير ... هل هذه بداياته ...
مت كثيراً من قبل ، مت كثيراً في غربتي...
لكن ما احس به الآن غريب ، دوار ودوار ...
ليته يتوقف ،كي الملم نفسي ،حتى أستطيع أن أتذكر...
ملامح أمي ، عشق الروح والهواء...
حبي الأول والأخير ، فقط لو أتوقف عن الدوران ، كي أتذكر...
هل أزف الرحيل ، مالي لا أتحرك، أين انتِ يا أمي ...
وماذا ستقولين ، وااااااااا خجلاه من دمعكِ يا أمي...
ماذا ستقولين ... رحل الفتى غريباً ، هكذا بدون وداع ...
بدون أن أراه ، بدون زوادة طعام ، بدون بقايا طعام...
من صنع يدي ، بدون أي شئ ، من سيكفنك يا ولدي ...
من سيرثيك، من سيطبع قبلة على جبينك غير أمك...
هل سترحل هكذا يا ولدي ، وأرضكَ ما زالت أسيرة...
وأشجار الزيتون ما زالت تناديك ، وأرجوحتك ما زالت تدور...
كبدي عليك يا فتى ، كبدي عليك من هذا المصير ...
ليتَ يومي قبل يومك ، ليتني أموت قبل أن ارى هذا المصير...
هكذا، هكذا كانت ستقول أمي ، ليتني لاأموت ...
ليتني أملك بعض الوقت ...
كي أراكِ يا أمي ، كي أقبل يديكِ وقدميكِ...
ليتني أملك بعض الوقت، كي أنام في حضنكِ قليلاً ...
لعلي أشعر بالأمان وبالحنان، كم أنا جائع يا أمي...
وكم جعت من قبل في هذا الزمان... يا أمي ...
هل أزف الرحيل ...تدور بي الدنيا أشعر بالغيوم تناديني ...
لم أكمل الرحلة بعد، ليتني استطيع ...فقط لو أستطيع...
أن أودعه...أن أودع الفتى وكل من أحبهم...
ليتني أستطيع أن أكتب قصيد ...
اعلقها فوق الغيوم...
وبين النجوم ...
قصيدة وداع لكل من ...
احبه ولم أودعه ...
قصيدة وداع...
الى أمي...