قراءة
في ديوان الشاعر شاهين أبو الفتوح أفكار علي كل لون بالعامي العربي
الديوان مطبوع بالحجم المتوسط
{ مصطلح الطباعة ورق تسعات معدل }
يحتوي علي مئة و أربعون صفحة وثلاثون عنواناً وغلافه مطبوع عليه رمز مصر " الأهرامات الثلاثة : في وضع مقلوب لعشارة إلي أحوال الناس
وشاعرنا تسكنه إيزيس وبهية، و يجري في شرايينه مورث العادات والتقاليد المصرية من قبل عهد الأسرات الفرعونية حتى اليوم ، يسهر طوال الليل يحرس أهرام الجيزة ، يجتر التاريخ ويستلهم قصائده الشعرية من نجمة الشعرة اليمانية ، يسألها عن حابي اله النيل وعن الصبايا التي تغسل شعرها الصفصاف علي شاطئيه فيحكي له الجريد الجاف كيف داعب الهوى خوص النخيل وكيف بدأت قصة شمس الأصيل ، متي وقعت في غرام أرضنا الخضرة و لماذا لونت بشرة أبنائها بلون القمح الذهبي وعندما يسأل بهية عن اللي قتل ياسين تخبره هاربة أن أوان طلوع الشمس قد حان ،فيسرع شاهين أبو الفتوح ليوقظ أبو الهول كي يستقبل الشمس الطالعة من البحيرة المقدسة 00
لا يبدأ عمله النهاري كمحامي إلا بعد إلقاء نظرة من شرفته علي أهرام الجيزة التي يقوم بحراستها يسلم عهدته لرجال هيئة الآثار فيتركوها تلهو بها عيون السائحين القادمين من كافة الأركان الأربعة للكرة الأرضية ، ذوات البشرة البيضاء والحمراء والصفراء وعلي كل لون ، فتخرج قصائد الديوان
{ أفكار علي كل لون } بالعربي العامي
والشاعر في مقدمته لديوانه يهديه00 لك 00 نعم لك أنت 00 بل يقدم لك اعتذاره مسبقاً إن لم تجد ما يسرك فيه أو لو وجدت شيء يُغمَّك "
الشاعر يصدق متلقيه بمفردة عاميَّة وهي أصلها عربية "ما قدرشي أخمك "
أي أخدعك00 وعندما نعيد هذه المفردة العامية إلي أصله الفصيح تجدها[COLOR="darkred"]{ما أنا بقادر علي أن أخدعك}[/COLOR]
ثم اختصرتها الجماعة الشعبية وحذفت منها حروف
ويقال أن الكشكشة للمفردات العامية مثل انكماش نسيج القماش المبلول بعد أن يجف ، فيحذف من النطق لفظ أنا وبعض الحروف ويضاف في آخر الفعل عند النطق بحرف ش وحرف ي [COLOR="darkred"]{ما يقدر ش ي } [/COLOR] " ميقدرشي " ـ ما حصلش 00 ما لحقش 00 ما عرفش 00 أي أن المفردات العامية من مثل هذا النوع الفعل فيها محصور ما بين الحروف المضافة وحرف النفي 000
وكعادة الفلاح والفلاحة المصرية عندما يخرج لفظ اعتراض أو كلام غير مهذب يقد اعتذار مسبق لسامعيه فيقولون قبل التحدث : عدم المؤاخذة 0000
الكلام لكْ
ويا ربْ ما يُضرَّكْ
ولو فيه شيء يُغمَّكْ
أرجعْ وأقُول لكْ
ماقدرشي أخمكْ
مقدرشي لأني
شريكك ف همَّكْ
وعناوين القصائد في هذا الديوان لها جرس موسيقي منسجم مع حالة الشاعر المزاجية وربما لو وضعنها في جمل منفردة لكونت أبيات شعرية جميلة
{ عنوان لقبلك 00 صرخة ميلاد ـ يا بنت يا صغيرة ـ تيجى نبنيها 0ـ لو بالكلام 0 أفكار علي كل لون ( بيضه وسودا وكمان رمادي حمرا وصفرا ) ويمكن خضرة 0زاهية وواضحة ما فهاش ظنون 00 ( الرؤية مش واضحة ـ ) 00ـ انت ـ الشهيد ـ يا عزيزة ـ أمه انتباه ـ اضرب ـ قطر الموت ـ صمتك انتحارـ أدهم ـ المصحياتي ـ اغتيال المسيح ـ شجرة نبينا ـ جمل المحامل ـ يا محمدين خليك فصيح ـ سيبها فكرة ـ ديموس كراتسي ـ بلاها ـوالقصائد تميل لفن المربع الصعيدي المبني علي أربع أبيات الثالث فيها بقافية مختلفة يبدأه الراوي بقوله قال الشاعر شاهين أبو الفتوح في قصيدته قطر الموت
توت حاوي حاوي توت
الموت مكتوب علينا يفوت
يجي ف معاده مظبوط بالثانية
قــــــطــْر يــوصـَّل للملكــــــوت
****
لو بالكلام
وهي قصيدة فيها بعد ساخر من أحوالنا التي يستنكر فيها الشاعر من مطربي الغاني الذين يقولون كلام ليس له معني
لو بالكلام ما كان الهرم يعلا
ولا بالتواكل راح نسكن الجنَّة
من غير فعل الكلمة بلا معني
وتبــــــقي الســـــت هـــــــيفا
والعندليب 000000شعبولا
فهو يخاطب بلده معشوقته مصر ويناديها في اشعاره
يا ملهمة ومكتوب لي العمر أشتاق لك
ازرع أحلامك بقلبي وبيدْي احصد لك
غريبة أشعر بغربة
حتى وأنا ف حضنك
ويتخلص الشاعر من نبرة الحزن التي تعزف في قلبه ويبعث في أوصال إبنه بوادر الأمل
يا بني السما ثابتة
والأرض مخلوقة تدور
من طينها مليون نبته
إشي يعيش في الضلمة
وإيشي يموت في النور
وفي قصيدته أفكار علي كل لون يطرح فكرته السودا
والتي تخفي بين سطورها تخوفه من القادم بكرة
بكره مش جاي
ولا بعده راح يجي
ضحكي نابع من بكاي
يأسي جاري ف وريدي
رغم إني بيناديني
يعطف الشاعر علي التاريخ ويستدعي من الذاكرة لحظة اعتقال المسيح ويحدث المقارنة بينها وبين‘اعتقال الوطن فلسطينخمسين سنة ألم 000وعذاب
والطلق حامي 00إنما كذاب
وساكته 0000لأمتي البلد
لاصلاح الدين اتولد
ولا حقها آب !
ثم يصرخ الشاعر محذراً ومنبهاً بلدياته محمدين ومستنهضاً المتفرغون للشكوى والبكاء والصراخ
يا محمدين احنا بنحارب مُوات
ولا تحيناش منظمــــــات
فكركْ 00 يرجَّع ما فات
لطم الخدود ولاَّ الصوات00!!؟