بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى( وعلم آدم الأسماء كلها )
ببساطة ودونما تزويق أقول : كثيرة هي النصوص التي لا يتحقق فيها كل ما يتطلبه نص أدبي ينسب للغتنا العربية التي باتت في كثيرمما أقرأ العنصر الثانوي بل المهمل أو المفرغ من محتواه لصالح فكرة أو تفريغ شحنة من جيشان أدبي أو عاطفي أو استعراض ما ، وهذا ما يبعد الكثيرمن الكتابات التي أطلع عليها هنا وهناك ، عن القدرة على التأثير .
نحن حتى الآن نتغنى بأشعار عنترة والمتنبي والزهاوي والسياب ومطران ، ونستعيد عبارات من نصوص للرافعي والمنفلوطي والمازني والعقاد وبالطبع الكثير من المعاصرين لنا من الأدباء والشعراء من غادرنا منهم ومن هو معنا يغنينا بفصاحته وبيانه.. نتذكرهم .. فما الذي سيبقى في ذاكرتنا من نص يجب أن تلوي لسانك لتقرأه ؟ وهل يمكن أن نلوي الذاكرة لتحتفظ بشيء منه؟
كارثة لغوية وجريمة بحق تراث كانت العربية وعاءه الحاضن ، أن نخلط بين التاء المربوطة والهاء المربوطة ، وبين همزة الوصل وأختها للقطع ومتى تستخدم كل منهما وأين ، والياءات الزائدة تلك التي تذيل بها كلمات صحيحة لتصبح بعيدة عن الصحة مثل (أنت) للمؤنث أجدها وقد أصبحت ( أنتي) ودمتي وعليكي وإليكي وهلم جرا... أمر مؤسف أن تصبح الضاد ظاء والعكس، في نص ينتسب للغة الضاد ، حتى ولو كان المبرر تنوع اللهجات المحكية . ما لنا ولها ؟ نحن نكتب العربية ، السيدة التي تتربع فوق اللهجات جميعا لأنها ببساطة لا تعترف بجغرافية الحرف شكلا ، أما مضمونا فهذا هو ترف نستطيع ممارسته دون ضواغط تذكر
جميع ما قلت لا يساوي نقطة في بحر الأغلاط اللغوية النحوية والصرفية والصياغية والتركيبية فلست متخصصة في اللغة العربية إلا بما يكفي لأحترمها وأحبها وأحاول جاهدة أن لا أجرح بها أذنا عربية تقرأ الكتاب.
هي فكرة تلح علي دائما وأحببت أن أفكر فيها بصوت مسموع(مقروء)
وليعذرني من يحس أنني أثقلت عليه ولست أنزه نفسي فكلنا يغلط وما الكمال إلا لله وحده
_________
حنان