|
بريدك جــــاءني بعـــد انتظـــارِ |
فأجــج في الضـلوع عظـيم نارِ |
و كاد لفــرط فرحـتـــهِ فـــؤادي |
يطــير معــانقاً شمسَ النهــــارِ |
شممتُكِ فـيــهِ عـطـــراً سرمدياً |
زكــا فانســاب في أُفق المــدارِ |
و خِـلتُكِ فيهِ بــدراً قــد تراءى |
لعـــيـني في رداءٍ مـن نُضـــــارِ |
يحــدثني حـديثـاً مسـتـفيضــاً |
عن الأشواق من خلف السـتارِ |
ويسكب في الخطاب سنينَ عمرٍ |
أضـعنا في اشتيــاقٍ واصطبــارِ |
أتاني يا ابنــة العمرينِ غيثـــــاً |
نـديــاً بعـد جــــــدبٍ و افتـقــــارِ |
و فـوق غــلافِــهِ خطٌ جـمـيـــلٌ |
تلألأ .. يا حـبـيـبـة .. كـالـدراري |
هـو الإبـداعُ ، قد صاغته يُمنى |
حبيبي ، بافـتـنـانٍ و اقـتـــــــدارِ |
تخـطُّ بهِ الحــروفَ و قد تلاقـت |
لـتبــــدأَ بينهــــا لغــة الحــــوارِ |
كأن الحــرفَ يشكو مـا يعـاني |
لصاحبــهِ ، وينطــقُ ، لا يُداري |
تلاقيـنا على المظـروفِ رسماً |
و عــزَّ لقـاؤنا .. يومــاً .. بـــداري |
كأن الهجــرَ مكتــوبٌ علـينــــا |
فلم يشــأ اللقــا غــيرُ الإطــــــارِ |
فتحت الظـرفَ والنبضاتُ تعلو |
بصــدري و الجـوى يُذكي أواري |
وعـيني تخلس النظرات ، تهفو |
لأسطــرها ، و تنظــــر بانبهـــــارِ |
فمـا وَجَــدَتْ ســوى سطرٍ يتيمٍ |
( يقولُ : إليكَ قـدمتُ اعتـــذاري ) |