يومـــــــــا مـــــا
يوم ما قد يكتشف طفلك كلمات لم يستطع فهمها، فيسألك عن حرب الشوارع، عن الإبادة الجماعية، عن النرجسية، عن العنصرية، عن العنف.. يطلب منك إعطاءه أسبابا لكل الدموع، لكل الآلام، لكل الجثث الغير مكتملة والمبعثرة في الشوارع والدروب.. يلاحظ أنصاف الحقيقة الضائعة في كل شيء، يلاحظ عدالة الشريعة المراق دمها على يد الخيانة، فيؤلمه كل هذا ويقول لك: "حدثني عن العروبة، عن الألفة، عن الأخوة، عن روح الإسلام، عن الانسجام.. حدثني عن الحقيقة الضائعة على يد أصحابها..". حينها قد تتمنى حقا إزالة الحدود العربية الواهية، واستبدال السياج ببذور زهر تزرعها فتتمر ورودا بلون الحقيقة الساطعة لأمة عظيمة في تجمع أيادي الحق حولها.. قد تتمنى حقا تغيير نظرتك للدنيا، لأخوتك، لجيرانك ولكل من له صلة بعروبتك وإسلامك..
يوما ما سيكبر طفلك، فتتمر فيه عروبته وإسلامه، ويرى العالم بنظرة غير نظرتك اليوم إليه.. فيسير في الشوارع والدروب، ويجد في طريقه شبابا وأطفالا يكافحون ليكونوا خير يد تمسح دماء الأمة، وتعيد لها نبض قلب كان قد ابيض حتى تعدى بياض الثلج.. لربما يصبح طفلك هذا قائد أمة يعرف كيف يوجهها نحو الطريق المقرر لها بكتب سماوية، فيعيد لها ذلك الحب في الله المطمور الآن بين القلوب المصطنعة والعقول المفبركة، يعيد لها ذلك التعاون البناء والمقبور الآن بين أزقة المصالح الدنيوية، يعيد لها قوة الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.. فيكتب اسم "الأخوة في الله" على جبين كل المتعففين والأتقياء.. حينها أتمنى لك حقا ومن كل قلبي أن تكون ساعتها إلى جانبه..