أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 44

الموضوع: أوْبـَــــــة ...

  1. #1
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي أوْبـَــــــة ...


    الإهداء : إلى الأديـب النقي مَـأمون المغازي : جزاكَ ربّي والأحبّـة كلّ خير، سأظلّ ممتنـة لكمْ ما حييت..



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    في لَحظةٍ سَرَقني فيها الصّمتُ مِنَ العَالم، بلْ وخَطَفني إليهِ مُبعْثرَةَ الحرفِ والرّوحِ والمَلاَمِح، مُحَمّلةً على أجنحةِ حُلـمٍ خَائف، أَدْركتُ أنّ النّزفَ الذي كان يشقُّ مسامّي شقّاً وهو يَنصَبُّ من الرّوح، يَحْرمني حيـاةَ الأفق، وقَد علّقتِ الذنوبُ بجِيدي طَوقاً مِن الغَفلـة !!
    هلْ أدركتِ أخيراً يا نَفسي المُهتَرئـة بالخَطَايا، أنّ حياةَ الأفق تمتَدّ من أَعمقِ نَبضةٍ بالقَلب إلى أَبعد نجمةٍ لتقرّبَهـا ؟ إلى أكبـرِ غَيمة لتمْلأَها وَرْداً وشِعراً وحيـاةً ؟ إلى أكْثرِ القُلوبِ وَفاءً للّـقـاء، لتَبْني لَها غيمَةً لا يَدْخلُهـا إلاّ المُحَلّقون، نَوافذُها مَنْقوشةٌ بالقَطْـر، مَصنوعة مِن صَْندلِ الصّبر، ولَبِنَـاتُها مِن الإيمَان المُحلّى، بينَمَـا الغَفْلةُ قدْ شقَّتْ جُيوبَها، تبْكي ظَهرَها المُلهَبَ بسياطِ الندم، والكونُ كلّه معلٌَّق بينَ أجنحة الخَوْف والرَّجَاء، قد أصْلحَ بَوْصلةَ قلبِه المكسُورة، لتحرُسَ قافلَةً واحدةً لا تُسَافرُ إلاّ حيثُ تَحُطّ الشَّمْسُ رِحالَها !
    مَا أحوجَكِ يا نفسي إلى تَرْتيب مَكتبتِـكِ، وتعهُّدِ أراضيكِ بالسّقْي والزّراعَة والتّشْذيب، إلى مُداواةِ جرَاحِكِ بضوْع البنفسَـج، حتّى تقرّ عينُها ببسْمَـة ! ها قدْ أدركتِ أنّ بوحَكِ المُرَّ عذبٌ وهوَ يُحتسَى بكؤوسِ الأوْبـة، فاحْمِلي أشواقَكِ الظّمْأى، ومُدّي قناديلَكِ المُنطفئـة إليها، ثمَّ اعبُري الضّوْءَ المتثائبَ بعيونِ القَمَـر، فَبَيْـنَ الشّوقِ واللقـاءِ خُطــوة !
    هُناكَ ستلمَحيـنَ أحبابَكِ مُحلّقيـنَ، يَقطِفُونَ أطايِبَ الفَرح وإنْ تعثّرَ مَوسمُ القطَاف، وتأَهَّبي لموسِمِكِ القادم، فما أراهُ إلاّ حُلواً لم يشهدْ لهُ الجَنانُ مثيلاً، حتّى وإن تقطّعتْ أوتارُ قُرْبِكِ بمَنْ حولَكِ مكاناً لا روحاً، أوْ أكرهَـتْكِ الأيامُ على اخْتلاسِ الشَّوق مِن مَخابئ الكتْمَان !

    أَيْ نفْسي، أنْصِتِـي !؟؟ يا مَن قهرَتني ذنوباً وكبّلتنِي بالدّمْع الحَارِق والغَفْلة، حتّى نَسيتُ أنّ الليلَ الذي يُطلّ عليّ -الآنَ - مُقمِراً، سيفقدُ نورَ عينيْـه تحتَ الثّرى، إلاّ إنْ تغمّدتْه وإيايَ رَحمةُ ربّي، حتّى نَسيتُ أنْ أطرقَ بَيْتَ الموتِ المُجاور لنا، أن أُجَالسُ طَيفَـهُ كيْ أتعلَّمَ مِنهُ بَعضَ ما أنسَاه، كيْ أسمعَ منـهُ عَن سفرِ الأروَاح، حينَ تُقطَفُ لتقطِـفَ إمّا السَّعَـادةَ أو الشّقَـاء !
    فمَا أقربَكَ يا مَوتُ، ما أقربَـكَ !! وما أقْسَـى صَمْتَكَ وأنتَ تختلسُ النظرَ إليّ ما بينَ العَينِ والدّمْعَـة، ما بين الجَفْن والهُدْب، لاهثاً بينَ الصَّوْت والصَّمْت، تنتَظرُني تحتَ ضَوْء القمر، لتزُفَّني إليكَ ! ما أقرَبَك إليَّ منّي، وما أغرَبَ رسائلَكَ !
    لكَمْ سارَعتْ رُوحي – وطَيفُ المَوتِ يتأبّطُ خطْـوي- إلى أرواحِ الأَحبّاب التي لمْ تُغادرْ فضاءَ الذاكرة، بلْ وقلبَـها ! وهي تحاول جَاهدةً أن تُقنِعَ الفَجرَ قبلَ انْبلاجـه بالتزامِ الهُدوء، بألاَّ يَصْرخَ شوقاً إليها، فيُفزِعَ الشّمْسَ التي لم يغمَضْ لَها شَـوقٌ !
    وهَاهيَ رُوحي المُنتفِضَة بدَاخلي، تنتَفِضُ بهَا أرواح أخرى : حُبّ ربّي الذي ملأَ قلبي هديلاً, أمّي التي تَنتظرني على مقْعدِ شَـوِقٍ فقدَ عقلَـه, أبي الذي يُزهِرُ بي كالمَطـر, "هُو " وقد سرَقَتْنـا الأقْدارُ مِن أمَانينـا ومَاسَرقَتْ نَبضي, أحبابـي وقدْ زُرِعوا بي فجْراً, حِبْري الجَاثي عندَ قدمَيْ والِـدَيَّ, قلْبي الوَاقِف ببابِ اللّـه خائفاً مطمئنّاً مُستأنِساً, وأَنا بينَ ذلكَ كلّـه كعصفورٍ بلّلـهُ الشوقُ، فانتفضَ مرتعشاً، يَرنو إلى التحليق أبعدَ من ذاتـه، حيثُ الرّوحُ لا يحبسُها جسدٌ ولا طيفٌ ولا مَطـر، تحمِلُ أمتعَةَ الأشْوَاق التي أنهكتْ جناحيْـها، وهي ترنو إلى سُكنـى الأفق !
    َ
    سيّدي الطّيّـب مَأمـون، مَا كنتُ أستعذِبُ تشويقَكم حينَ اعتكَفَ بي الغيابُ، بلْ كان الشَّوقُ يحرسُ ثُغوري كيْ لاأفِرَّ من عينيْـه المُطبَقتَيْن عليها وعليّ، كيْ لاتتسرّبَ أنفاسي عبْرَ جدران الصمت، لكنّي رُغمَ ذلك كنتُ أتوزَّعُ – خفيةً - كحبّـات المَطر وهي تستعدّ للخروجِ من رحم الغَيمـة، أحلّقُ في ملكوتِ اللـه، مُعانِقةً الشجرَ الحزين، الوردَ الشاحبَ، أنفاسَ مَن أحبّهـمْ - حتّى وإنْ خضّبت المسافاتُ والأقدارُ خطوي بالمِلْح-، البحرَ المختبِئَ بمسامّي، اليمامَ وهو يسابقُ النجومَ الحَالمـة إلى الحُلم الذي لم تزرْهُ أوجاعُ الأرضِ قطُّ، وهوَ يسترقُ الشوقَ للقَمر الذي غادَرَ أبياتَ القصيدة، ليسكنَ معي حقائبَ الرحيل إلى اللـه، قبلَ أنْ يخرجَ الموتُ من جُحرِه، فيخطفَني ويخطفَـه خِلْسَةً، ولا زَاد مَعنا ولا غطَـاء، إلاَّ غيمَات حُبلى بالمَعاصي والأخْطـاء !!
    سيدي، اعذُرني .. فقدْ ظننتُ أنّي لَن أنْسَى حِبْري قبلَ أنْ أدخُلَ أرضَ الوَرَق، لكنْ حينَ توقّفَ النّفَـسُ الأخيرُ بينَ القلبِ والرّوح، يمسَحُ عن جبينِهِ بعضي المتصبّبَ مِنْ بعضي، أدركتُ أنّ الرّوحَ كانتْ حِبْري، ذرَفَتْني على الـورقِ، تمامـاً كما تذرِفُ العيـنُ الأسْرَارَ !
    أتُـراهـا تَهمِـسُ لي بِسَفَـــر .. !



    الأحد : 22/ 04/2007

  2. #2
    الصورة الرمزية حسنية تدركيت أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    الدولة : طانطان
    المشاركات : 3,596
    المواضيع : 313
    الردود : 3596
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي

    يا الله كم أنت راعة ورقيقة وحبيبة الى قلبي
    أسماء أردد ككل مرة احبك كثيرا في الله
    جزاك ربي الجنة نص رائع جدا
    ولعلنا نعلنا أوبة الى الله تعالى
    دمت بالف خير غاليتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيhttps://www.youtube.com/watch?v=FLCSphvKzpM

  3. #3
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء حرمة الله مشاهدة المشاركة

    الإهداء : إلى الأديـب النقي مَأمون المغازي : جزاكَ ربّي والأحبّـة كلّ خير، سأظلّ ممتنـة لكمْ ما حييت..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    في لَحظةٍ سَرَقني فيها الصّمتُ مِنَ العَالم، بلْ وخَطَفني إليهِ مُبعْثرَةَ الحرفِ والرّوحِ والمَلاَمِح، مُحَمّلةً على أجنحةِ حُلـمٍ خَائف، أَدْركتُ أنّ النّزفَ الذي كان يشقُّ مسامّي شقّاً وهو يَنصَبُّ من الرّوح، يَحْرمني حيـاةَ الأفق، وقَد علّقتِ الذنوبُ بجِيدي طَوقاً مِن الغَفلـة !!
    هلْ أدركتِ أخيراً يا نَفسي المُهتَرئـة بالخَطَايا، أنّ حياةَ الأفق تمتَدّ من أَعمقِ نَبضةٍ بالقَلب إلى أَبعد نجمةٍ لتقرّبَهـا ؟ إلى أكبـرِ غَيمة لتمْلأَها وَرْداً وشِعراً وحيـاةً ؟ إلى أكْثرِ القُلوبِ وَفاءً للّـقـاء، لتَبْني لَها غيمَةً لا يَدْخلُهـا إلاّ المُحَلّقون، نَوافذُها مَنْقوشةٌ بالقَطْـر، مَصنوعة مِن صَْندلِ الصّبر، ولَبِنَـاتُها مِن الإيمَان المُحلّى، بينَمَـا الغَفْلةُ قدْ شقَّتْ جُيوبَها، تبْكي ظَهرَها المُلهَبَ بسياطِ الندم، والكونُ كلّه معلٌَّق بينَ أجنحة الخَوْف والرَّجَاء، قد أصْلحَ بَوْصلةَ قلبِه المكسُورة، لتحرُسَ قافلَةً واحدةً لا تُسَافرُ إلاّ حيثُ تَحُطّ الشَّمْسُ رِحالَها !
    مَا أحوجَكِ يا نفسي إلى تَرْتيب مَكتبتِـكِ، وتعهُّدِ أراضيكِ بالسّقْي والزّراعَة والتّشْذيب، إلى مُداواةِ جرَاحِكِ بضوْع البنفسَـج، حتّى تقرّ عينُها ببسْمَـة ! ها قدْ أدركتِ أنّ بوحَكِ المُرَّ عذبٌ وهوَ يُحتسَى بكؤوسِ الأوْبـة، فاحْمِلي أشواقَكِ الظّمْأى، ومُدّي قناديلَكِ المُنطفئـة إليها، ثمَّ اعبُري الضّوْءَ المتثائبِ بعيونِ القَمَـر، فَبَيْـنَ الشّوقِ واللقـاءِ خُطـوة !
    هُناكَ ستلمَحيـنَ أحبابَكِ مُحلّقيـنَ، يَقطِفُونَ أطايِبَ الفَرح وإنْ تعثّرَ مَوسمُ القطَاف، وتأَهَّبي لموسِمِكِ القادم، فما أراهُ إلاّ حُلواً لم يشهدْ لهُ الجَنانُ مثيلاً، حتّى وإن تقطّعتْ أوتارُ قُرْبِكِ بمَنْ حولَكِ مكاناً لا روحاً، أوْ أكرهَـتْكِ الأيامُ على اخْتلاسِ الشَّوق مِن مَخابئ الكتْمَان !
    أَيْ نفْسي، أنْصِتِـي !؟؟ يا مَن قهرتني ذنوباً وكبّلتنِي بالدّمْع الحَارِق والغَفْلة، حتّى نَسيتُ أنّ الليلَ الذي يُطلّ عليّ -الآنَ - مُقمِراً، سيفقدُ نورَ عينيْـه تحتَ الثّرى، إلاّ إنْ تغمّدتْه وإيايَ رَحمةُ ربّي، حتّى نَسيتُ أنْ أطرقَ بَيْتَ الموتِ المُجاور لنا، أن أُجَالسُ طَيفَـهُ كيْ أتعلَّمَ مِنهُ بَعضَ ما أنسَاه، كيْ أسمعَ منـهُ عَن سفرِ الأروَاح، حينَ تُقطَفُ لتقطِـفَ إمّا السَّعَـادةَ أو الشّقَـاء !
    فمَا أقربَكَ يا مَوتُ، ما أقربَـكَ !! وما أقْسَـى صَمْتَكَ وأنتَ تختلسُ النظرَ إليّ ما بينَ العَينِ والدّمْعَـة، ما بين الجَفْن والهُدْب، لاهثاً بينَ الصَّوْت والصَّمْت، تنتَظرُني تحتَ ضَوْء القمر، لتزُفَّني إليكَ ! ما أقرَبَك إليَّ منّي، وما أغرَبَ رسائلَكَ !
    لكَمْ سارَعتْ رُوحي – وطَيفُ المَوتِ يتأبّطُ خطْـوي- إلى أرواحِ الأَحبّاب التي لمْ تُغادرْ فضاءَ الذاكرة، بلْ وقلبَـها ! وهي تحاول جَاهدةً أن تُقنِعَ الفَجرَ قبلَ انْبلاجـه بالتزامِ الهُدوء، بألاَّ يَصْرخَ شوقاً إليها، فيُفزِعَ الشّمْسَ التي لم يغمَضْ لَها شَـوقٌ !
    وهَاهيَ رُوحي المُنتفِضَة بدَاخلي، تنتَفِضُ بهَا أرواح أخرى : حُبّ ربّي الذي ملأَ قلبي هديلاً, أمّي التي تَنتظرني على مقْعدِ شَـوِقٍ فقدَ عقلَـه, أبي الذي يُزهِرُ بي كالمَطـر, "هُو " وقد سرَقَتْنـا الأقْدارُ مِن أمَانينـا ومَاسَرقَتْ نَبضي, أحبابـي وقدْ زُرِعوا بي فجْراً, حِبْري الجَاثي عندَ قدمَيْ والِـدَيَّ, قلْبي الوَاقِف ببابِ اللّـه خائفاً مطمئنّاً مُستأنِساً, وأَنا بينَ ذلكَ كلّـه كعصفورٍ بلّلـهُ الشوقُ، فانتفضَ مرتعشاً، يَرنو إلى التحليق أبعدَ من ذاتـه، حيثُ الرّوحُ لا يحبسُها جسدٌ ولا طيفٌ ولا مَطـر، تحمِلُ أمتعَةَ الأشْوَاق التي أنهكتْ جناحيْـها، وهي ترنو إلى سُكنـى الأفق !
    َسيّدي الطّيّـب مَأمـون، مَا كنتُ أستعذِبُ تشويقَكم حينَ اعتكَفَ بي الغيابُ، بلْ كان الشَّوقُ يحرسُ ثُغوري كيْ لاأفِرَّ من عينيْـه المُطبَقتَيْن عليها وعليّ، كيْ لاتتسرّبَ أنفاسي عبْرَ جدران الصمت، لكنّي رُغمَ ذلك كنتُ أتوزَّعُ – خفيةً - كحبّـات المَطر وهي تستعدّ للخروجِ من رحم الغَيمـة، أحلّقُ في ملكوتِ اللـه، مُعانِقةً الشجرَ الحزين، الوردَ الشاحبَ، أنفاسَ مَن أحبّهـمْ - حتّى وإنْ خضّبت المسافاتُ والأقدارُ خطوي بالمِلْح-، البحرَ المختبِئَ بمسامّي، اليمامَ وهو يسابقُ النجومَ الحَالمـة إلى الحُلم الذي لم تزرْهُ أوجاعُ الأرضِ قطُّ، وهوَ يسترقُ الشوقَ للقَمر الذي غادَرَ أبياتَ القصيدة، ليسكنَ معي حقائبَ الرحيل إلى اللـه، قبلَ أنْ يخرجَ الموتُ من جُحرِه، فيخطفَني ويخطفَـه خِلْسَةً، ولا زَاد مَعنا ولا غطَـاء، إلاَّ غيمَات حُبلى بالمَعاصي والأخْطـاء !!
    سيدي، اعذُرني .. فقدْ ظننتُ أنّي لَن أنْسَى حِبْري قبلَ أنْ أدخُلَ أرضَ الوَرَق، لكنْ حينَ توقّفَ النّفَـسُ الأخيرُ بينَ القلبِ والرّوح، يمسَحُ عن جبينِهِ بعضي المتصبّبَ مِنْ بعضي، أدركتُ أنّ الرّوحَ كانتْ حِبْري، ذرَفَتْني على الـورقِ، تمامـاً كما تذرِفُ العيـنُ الأسْرَار !
    أتُـراهـا تَهمِـسُ لي بِسَفَـــر .. !
    الأحد : 22/ 04/2007

    أسماااء سلام الله عليك

    أيا بيضاء القلب طوبى للنفس التي بين جنبيك، وطوبى لمن أنجبتك رحمها المولى بأن تركت في قلبك سنابل خير زكية، فاح عطرها وشذاها فبلغ أوجه بين أنامل تجيد تنسيق الحرف بما يجسد ما في الروح من مشاعر صادقة، نقية وبيضاء بياض الثلج وبطعم الماء العذب الزلال..
    قد أخذت حروفك النقية روحي لترفرف بها حيث ملكوت الله الشاسع والمنادي إياها بأن تخلو في كل وقت وحين لتناجي بارئها بغفران ما يعتمها ويجلي سويداء القلب منها مما يعلق به من غشاوة دنيا تاه فيها من الخلق كثير..
    ما أجملها من أوبة يمامة بيضاء إلى بارئ أحسن فيها الخّلق والخُلق وأكرم منها العيش بأن جعلها من أمة حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم..
    في الروح دعاء إلى الله لكِ دائما أبدا بالسكينة ورضا المولى دنيا وآخرة عنك وعن كل من يقربك من قريب أو بعيد..
    لكِ محبة في الله دائمة إن شاء الله بدوام ملكه يا أسماء.. رعاك المولى وحفظ الروح النقية التي بين جنبيك إلى أن تقف بين يديه سالمة لا شية فيها..




    سنبقي أنفسا يا عز ترنو***** وترقب خيط فجرك في انبثاق
    فلـم نفقـد دعـاء بعد فينا***** يــخــبــرنا بـأن الخيــر باقــي

  4. #4
    الصورة الرمزية علاء عيسى قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 55
    المشاركات : 1,651
    المواضيع : 95
    الردود : 1651
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    مَا أحوجَكِ يا نفسي إلى تَرْتيب مَكتبتِـكِ، وتعهُّدِ أراضيكِ بالسّقْي والزّراعَة والتّشْذيب، إلى مُداواةِ جرَاحِكِ بضوْع البنفسَـج، حتّى تقرّ عينُها ببسْمَـة ! ها قدْ أدركتِ أنّ بوحَكِ المُرَّ عذبٌ وهوَ يُحتسَى بكؤوسِ الأوْبـة، فاحْمِلي أشواقَكِ الظّمْأى، ومُدّي قناديلَكِ المُنطفئـة إليها، ثمَّ اعبُري الضّوْءَ المتثائبَ بعيونِ القَمَـر، فَبَيْـنَ الشّوقِ واللقـاءِ خُطــوة !
    هُناكَ ستلمَحيـنَ أحبابَكِ مُحلّقيـنَ، يَقطِفُونَ أطايِبَ الفَرح وإنْ تعثّرَ مَوسمُ القطَاف، وتأَهَّبي لموسِمِكِ القادم، فما أراهُ إلاّ حُلواً لم يشهدْ لهُ الجَنانُ مثيلاً، حتّى وإن تقطّعتْ أوتارُ قُرْبِكِ بمَنْ حولَكِ مكاناً لا روحاً، أوْ أكرهَـتْكِ الأيامُ على اخْتلاسِ الشَّوق مِن مَخابئ الكتْمَان !
    " الفاضلة أسماء"
    الله
    على كم النقاء بهذا النص
    وكم المكاشفة مع النفس
    جميل أن يضع المرء نفسه
    أمام نفسه
    أدام الله عليكى
    هذا القلب
    الملىء بالحب النقى والعمار والخير
    وما أجمل
    إهداؤك
    لشخص راق ونقى نحبه كلنا
    الصديق
    مأمون المغازى
    تحيتى لكما ولكل الأنقياء
    شكرا لكم
    للسماح لى بهذه الفرصة
    التى تصفحت فيها هنا
    كى أبعثر الغبار الذى يعلق بى كل حين
    تحياتى
    هذا بعض منى http://alaaeisa.maktoobblog.com/

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.92

    افتراضي

    رغم ما بي من عواصف حزن
    أسجل حضورا
    أرجو الله أن يهيء لي بسطة أمل لأكمل المشاركة .
    وللأستاذ الغالي مأمون كل التحايا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.34

    افتراضي

    اسماء..
    هي اسفار من عهد الروح ما سطرتيها هنا..
    اسفار تنم عن مخاضات الروح وهي تبغي في عزلتها الهرب من كل شيء سواها..
    غصتِ في اتون النفس والروح حتى تكشفت لك اسرارها..
    وظلت المشاعر تتحكم في اقدارك حتى بدت لي وكأنها عازمة على سطر سفر جديد هنا..
    باسم سفر الشوق، والحب، والوان الغياب..
    البحث عن النفس في عزلة نختارها امر لايمكن ان يعد الا رغبة من الذات نفسها
    على ايجاد مخرج لبعض اوجاع تلامسها في مغارات الوجود العاتية
    وعندما نجد بان الغياب بات عبء لانتحمله
    ولايتحمله الاخر فينا ومنا
    نكون حينها على عتبة ابواب الصفاء
    وعندما نعود ادراجنا نؤمن بان البقاء للبقاء..

    تحية لهذه السفر الرائع
    محبتي لك ولمن اهديتي
    جوتيار

  7. #7
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.45

    افتراضي

    أسماء يا "أميرة الحرف ":

    هل أجد مساحة هنا لأتنفس ؟؟

    بوح تدفق كشـلال ماء عذب ،حروف من نور معطر بالورد
    لله ما أروعك يا أسماء لله ما أروعك ،وما أروع قلبك الذي ينبض طهرا
    سلمت يا حبيبة وسلم قلبك ونبضك

    لا حرمنا المولى منك وحفظك ورعاك دوما

    لك حبي العميق وألف باقة ورد وفل

  8. #8
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : سوريا ..حمص
    العمر : 52
    المشاركات : 1,617
    المواضيع : 37
    الردود : 1617
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    حمل الوفاء من الوفاء
    إيقونتين من الرجاء ِ
    عقدان من نور ومن
    غيم كثير الكبريا ءِ


    هذا الكلام يا أختاه

    لا أعرف له شبيها ً

    ولا أستطيع أن أمر

    دون أن ازرع وردة لأكمل به عقد الوفاء

    بدون أن يكون إلا كاملاً بحضرتكم

  9. #9

  10. #10
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي تحية ورد

    سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه

    تحية قطفتُها من قلبي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسنية تدركيت مشاهدة المشاركة
    يا الله كم أنت راعة ورقيقة وحبيبة الى قلبي
    أسماء أردد ككل مرة احبك كثيرا في الله
    جزاك ربي الجنة نص رائع جدا
    ولعلنا نعلنا أوبة الى الله تعالى
    دمت بالف خير غاليتي
    الغاليـة حسنية،

    آمين آمين آمين وإياكِ وأحبابنـا وكل المسلميـن .
    أحبَّـكِ الذي أحببتني فيـه، ورزقكِ محبّتـه ورضاه وقربَه، ولقاءَه وهو راضٍ عنـكِ، يا نقية النفس والحرف والخلق .
    أسألُ ربّي أن يقبلني وإياكِ والمسلمين، ويثبّتنا على طاعتـه حتى يقبضنـا وهو فرحٌ بنـا .



    أحبكِ في اللـه
    وافر دعائي لكِ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف طاقـة من الورد والندى

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة