لو تستطيع..
أن تكون متأملا للأشياء، وذا بديهة فطنة دون شكوك هدامة ولماحا لمنابع الخير الصافية من المتلونة بتراب الأرض..
أن تحلم دون أن تترك لأحلامك فرصة التسيّد عليك، وأن تفكر بأن تكون مفكرا في خلجات نفسك أولا ومعرفة درجة ضعفها من قوتها، وكذا ما يرفع من قيمتها دون هوان بين معارفك ومن هم حولك..
أن تكون محبا دون حماقات وأوهام، وعقلانيا دون تهور وعادلا في الحكم على نفسك..
أن تصادق النجاح كما الهزيمة بنفس الروح الهادئة والمقرة بأن لا شيء في الدنيا ثابت على نفس الوتيرة..
أن تتقبل الأقدار بنفس هادئة دون غرور لفرح وحسرة لألم ووجع روح، وتستمر في العيش السليم بنفس القوة الذهنية وأكثر رافضا التخاذل أمام منعطفات الحياة الكثيرة..
أن تتحمل سماع صدى كلماتك الصادحة بالحق وفي الحق تخترق آذان الأنذال دون تراجع منك لتؤثر على من هم أكثر حيرة وتوهانا منك..
أن تكون قويا وحنونا في نفس الوقت دون الشعور بكراهية لمن هم على نفس سماحة دينك، راجح العقل وصلبا في المواقف الحرجة دون غضب أو تعنت، جريئا مع احتراس وعقلانيا دون غرور..
أن تسمع أفواه الحمقى تحدثك بأكاذيب واهنة ومراوغة، ودون أن تكذب بدورك عليهم ولو بكلمة واحدة تخيرهم بين قول الصدق أو الابتعاد عنهم دون كلمة أيضا..
أن تبقي على وقارك بأن تكون إنسانا شعبيا في نفس الوقت ومتعاونا في الخير دون حسابات ولا مصالح دنيوية..
أن تحافظ على شجاعتك وتوازن موضع رأسك بين كتفيك في كل الأحوال وأنت متقدما بنفس الخطى الثابتة متوكلا على خالقك أولا وأخيرا..
حينها ستكون على الأقل أهلا لتلك الروح الإنسانية التي بين جنبيك.