هذه ليست مقامة ولكنها أقرب ماتكون مقامة ..المقامة لون أدبي أصيل أرفع وأنفع.أرقى وأنقى .أعلى وأغلى.أجمل وأكمل من هذا الهذيان .....
............................................
............................................
حدثنا مربّى سِدر أحد الملتصقين ظلماً بالشعر , قال قرأت كتاب الثابت والمتحول ولم أفهم من آخراً ولا أول,أفهم ماذا ,أفهم لماذا,وأنّى لي الفهم وليس لي في غنائم المعرفة سهم ,فتشت في جيوب المكان وبحثت في حقائب الزمان فلم أجد إلا فوارس تفقأ مقل الأعماق ونوارس تلعق أحذية الآفاق ,أوراق الشمس تتفيأ ظلال الماء الهارب من منعطفات الرحيل وعيون الأمس تنظر من ثقب المساء المعتق ببكاء النخيل ,رمال تبوح بخفايا الرياح وجبال تنوح خلف أنفاس الصباح ,يئست لم أجد جوابا ,خطئاً كان أم صوابا ,ومن بين حطام الليل ونحيب الخيل إنبعث صوت كأنه تورد الموت ,فيه تعرجات النهار وارتفاعات الأغوار ,يلم ماتساقط من ظنون ويؤطر ماترسب من رؤى العيون,أيها المتسكع في الدروب الوالهة ,تبحث عن افروديت وباخوس وبقية الآلهة,هناك على ضفاف الخواء وسفوح الهواء ,مدينة يقال لها ثاء ,تغفوا على تخوم الغثاء وتفيق على حفيف الرثاء,هناك بداية اللاشي ونهاية السادرون في الغي , قررت الرحيل صوب الزيف البعيد , أرض زيوس وعشتار وكيوبيد.
السفر عيون الدروب والبعد أنفاس الهروب ,حملت معي بعضاً من سطور الخيل وقليلاً من مواء الليل ,وتزودت بأذرع الكلام وأضلع الغرام ,ببثور التراب وقشور السراب ,أطوي المسافات الموغلة في مسارب الفضاء ,أملأ القناني بما تساقط من فتات الضياء, أسابق الماضي مترنماً بحداء , وأهذي بنصوص تشتاق الحذاء,حين الريح تثائبت أسبل القمر جفنيه, وعندما أرجل الطريق تثاقلت أغمض السفر عينيه ,إفترشت حينها أطراف الطريق وتمددت على وسائد البريق المنطوية تحت تراب الآه والمتوارية خلف غبار المياه .
أخيراً وجدت بغيتي فصحت من فرحتي ,وجدتها وجدتها , بعد ما فقدتها,مدينتي المتلونة بيأس اليقين ,النائمة في أفياء السنين ,دخلتها من بين أنقاض السؤال الأسير , المؤدي الى بكاء النحل الأخير ,وجدت الجراد فيها يقضم بقايا الوهن والفراش يفتت غبار الوسن,شبق الأرصفة يعانق همس الشرفات وغربة الميادين تشتهي حنين الطرقات ,بحثت عن انسان يأول المكان ,ومن بين تشققات الثقوب رأيت امرأة تحتضن الغروب ,متكئة على وسائد المدى وإبرة تثقب بها قطرات الندى, وقفت حيالها أُقدم نفسي لها ,أنا مربّى سِدر أحد المتهمين ظلماً بالشعر , أسأل عن بعض آلهة الإغريق ,عن الرماد الذي تقيأ طائر الفينيق,كان جوابها همهمات ,كميّت يعالج السكرات,قلت يالكِ من رعناء كأنك نصوصنا البلهاء, كلما قلت لكِ عشتروت تقولين مررنسوت وإن قلت لكِ جلجاميش قلتِ لي محمود درويش , غضبت بعدما سمعت,وقالت يالك من أحمق ,كأنك الطائر الأحمق ,تسألني عن معالم المدينة ثاء وأنت تهيم في المدينة فاء........
..........................
المدينة ثاء ...نص لأدونيس بهذا الإسم ..
الطائر الأخرق ...موجود على الرابط ..
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...&threadid=3063