طعمها مر ومقيتة, كم أكرهها ..
حبات صغيرة يقولون أنها ستمدد عمري وتعطيني فرص أخرى لحياة أفضل سراب فقط ,
من سنة كانت الحياة تسير بشكل عادي ثم فجأة!
تغيرت و بدأت أشعر بالتعب ورويدا رويدا, خارت قواي وانتابني شعور غريب ,إنني أسير نحو النهاية ولكن ببطء,
الآن خواطري تغدو وتروح بين أمرين ,هل يغتالني المرض أم تقتله هذه الحبات الصغيرة ؟؟؟..
شيء ما أحسه يسري في دمي كأنه جيوش نمل تمتص رحيق الحياة من عروقي, ثم تمضي غير عابئة بما تخلفه من دمار
سرطان !
هكذا نطقها الدكتور بكل بساطة, وكأنه يقول لي عندك صداع وسيزول بحبة أسبرين..
كدت يومها أن أصاب بانهيار عصبي ,غير أنني تذكرت كلام ربي , هل يعقل أن أكون مؤمنا بالله وبثمار الصبر الحلوة
ثم عند أول اختبار يظهر أنني كنت أخدع نفسي؟؟
لن أخبرهم وسأتركهم يعيشون حياتهم بهدوء ...
وكم أحزنني أن يظهر هذا المتخفي في ملامح وجهي تعبا لا راحة منه, يشي بما أخفيه فتتردد الأسئلة :
مابك تبدو متعبا ؟؟؟هل تشعر بشيء؟؟
أبتسم محاولا أن أبدو سليما معافى ..
الآن تتقرب إلى الله بشتى الطرق ؟
غريب أمرك والله ,ألم يكن أجمل وأروع أن يكون في أيام الصحة والعافية؟؟ تخاف الموت ؟
آه كم أكره هذه الكلمة, تقطع رجائي وتجعل الأحلام سرابا , لكن الموت ليس نهاية الحياة, بل بدايتها؟
تؤمن بهذا حقيقة ؟؟أم أنك تخادع نفسك ؟
هل يتغير العالم إذا ما كان إيمانك كبيرا وصادقا ..!!!
بعين قلبي وروحي أستشعر حقيقة الدنيا ,وأننا راحلون عنها لا محالة ,فلماذا أحزن عندما أتذكر الموت ؟؟
لكن الحياة تزهر بداخلي كلما رأيت ابتسامة عذبة على محيا من أحب ..
أخذ يقلب علبة الدواء وهو يتمتم:
كم أكره طعمك, لولا حبهم لي لما أرغمت على تجرعك .......