أشياء..برسم الاكل ..4..

عمي منصور النجار ..لا يحب النجارة بتاتا و أكثر ما يكره في مهنته هذه التي تلبسته منذ الصغر هذا إن كان حقا ..كان صغيرا في يوم ما ..هو المنشار الذي لطالما أنشدنا نحن في طفولتنا عن علاقته الحميمة معه ..و كيف كان العم منصور يلعب و هو ممسك بالمنشار..و لكن حقيقة الأمر _ و لان( اللي برضي ممكن يعيش ) _ كان العم منصور مضطرا لمعاشرة ذلك البغيض الذي يسمى منشار ..الشيء الذي لا يشبع ( طالع ماكل ..نازل ماكل ) و برغم كل تلك العشرة ..و العمر لم يكتفي المنشار بذلك ..بل و بكامل قواه العقلية ..و بكل إصرار و ترصد و بالتعاون مع احد أقربائه الآليين تعاونوا على أكل وجبة دسمة من أصابع العم منصور ..و رغم ذلك و ما سببه من الم نفسي و جسدي للعم منصور ..اضطر العم للبقاء في جو هذه الأسرة اللئيمة التي لا تقدر معنى العشرة ( و الخبز و النشارة ) .. و لعدة أسباب أهمها تلك الأعشاش التي ستزأر في بطون أولاده يوما ما إذا توقف عن العمل ...إلى أن جاء ذات يوم من أقصى المدينة ..قريب له يسعى في استثمار تجاري يمكن لهم في الأرض ..موارد جديدة و فائضة ..ربما هو بشكل مبدئي مشروع صغير ..و لكنه على الأقل يحمل أفاق أوسع و ينتشله من جو تلك المؤامرات القاتلة ..و حفاظا على ما تبقى من أصابع في يديه على الأقل ..ليلمس شعر أحفاده القادمين مستقبلا ..ذهب و بكامل ما تعرقه جبينه من سنين ..لمشاركة ذلك القريب في تجارة الملابس ..ليكتشف المسكين أخيرا ..كم هو جارح أكثر ..ذلك الشرير ..الذي يتعامل معه أكثر الناس نعومة .. و يسمى ورق ..فلقد هرب العم منصور من تلك الشفرات المعدنية القاطعة ليمضي بقية حياته مشلولا من اثر جلطة قوية تسببت فيها قطعة صغيرة من الورق..يهابها الجميع و تطلق على نفسها اسم ( شيك )..
..

هنا توقفت كثيراً على هذا النسج القصير المعبر عن الواقع ، الحامل في طياته أبعاداً رمزية غير مباشرة ، وتعد من الأبعاد الثانوية المتفرعة من هدف النص (المنشار) ، ثم تأتي النقلة ، والأزمة الداخلية لسبب كره عم منصور لمهنته وهي قطع أصابعه ، ليغير مهنته إلى مهنة أخرى تتسبب به بالدين ، والشلل ...

لكن هنا وجدت بعض ترهل في النظم الحكائي ، الترهل ليس حجماً ، أو كماً ، بل جاء مصيباً النظم ، بسبب التكرار الزائد لكلمة عم منصور ، فكنت أفضل لو عبر عنها بضمير عائد عليه ، فقد تحول النص إلى حكاية بحته من الحكايات البسيطة ، رغم أن به الكثير والكثير .....

تحيتي لك
أستاذ احمد

سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب أحمد القزلي

القصة " اشياء برسم الأكل .. "
تشيح عن ملامح ابداعية في القص , ابتداء من استخدام المفردات الثقافية والتعليمية في البيئة المحلية , ثم الممازجة بين الصورة المدرسية النمطية للعم منصور النجار , كما جاءت في المراحل التعليمية للاطفال , مع الاخلاق المجتمعية الجديدة غير الاصيلة , مرورا بتحليلات خاطفة , القصة استخدمت لغة سهلة قوية , على الرغم من وجود بعض الهنات التي أحدثها الاستخدام المتسرع للوحة المفاتيح , وقد استخدمت القصة بعض ملامح التعبير في القص القرآني , والأفكار ناجحة مشوّقة , وطبعا , لابد من الاشارة الى ما تفضل به الأديب القاص محمد سامي البوهي , من وجود ترهل في السرد , ثم التكرار لتعبير " العم منصور " ويبدو أن هذه التكرارية جاءت من تأثير الموروث التعليمي , وأعتقد وفق ذوقي الشخصي كقارئ , لو جرى تكثيف النص والخلاص من التكرار والهنات البسيطة , فإن القصة ترقى جدا الى عمل ابداعي رائع , ومهما يكن من أمر فإن القصة ناجحة وموفقة , وكما أسلفت القول , إنها تشيح عن ملامح ابداعية في القص .

أخوكم
د. محمد حسن السمان

هنا توقفت كثيراً على هذا النسج القصير المعبر عن الواقع ، الحامل في طياته أبعاداً رمزية غير مباشرة ، وتعد من الأبعاد الثانوية المتفرعة من هدف النص (المنشار) ، ثم تأتي النقلة ، والأزمة الداخلية لسبب كره عم منصور لمهنته وهي قطع أصابعه ، ليغير مهنته إلى مهنة أخرى تتسبب به بالدين ، والشلل ...
لكن هنا وجدت بعض ترهل في النظم الحكائي ، الترهل ليس حجماً ، أو كماً ، بل جاء مصيباً النظم ، بسبب التكرار الزائد لكلمة عم منصور ، فكنت أفضل لو عبر عنها بضمير عائد عليه ، فقد تحول النص إلى حكاية بحته من الحكايات البسيطة ، رغم أن به الكثير والكثير .....
تحيتي لك
أستاذ احمد

.. الاخ محمد البوهي..كم اشكر لك تحليلك العذب لنصي المتواضع ..و كم اتفق معك ..فيما يخص التكرار بذكر العم ..و ربما اشار د. السمان لنقطة لعبت انا على اساسها لا تعرفها انت بسبب انها كانت ضمن المناهج الابتدائية القديمة لطلاب الاردن و سوريا و فلسطين..انشودة عم منصور النجار..و علاقته الحميمة بالمنشار التي لعبت هنا على تفتيتها ضمن واقعنا الذي نعيش..و بنفس الوقت للقاريء الذي لم يعرف عمي منصور مثلك اخي الكريم ..يكون هو مثال لاي مهني ..له معاناته الخاصة مع ادواته ربما اخذتني بساطة الاسلوب الى ترهل لم يقصد..لكن كل نص ..يحتمل التعديل ..بستثناء النص القراني..اشكرك مرة اخرى ..و اخرى غير السوسن كانت تعشق لون الغاب..

سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب أحمد القزلي
القصة " اشياء برسم الأكل .. "
تشيح عن ملامح ابداعية في القص , ابتداء من استخدام المفردات الثقافية والتعليمية في البيئة المحلية , ثم الممازجة بين الصورة المدرسية النمطية للعم منصور النجار , كما جاءت في المراحل التعليمية للاطفال , مع الاخلاق المجتمعية الجديدة غير الاصيلة , مرورا بتحليلات خاطفة , القصة استخدمت لغة سهلة قوية , على الرغم من وجود بعض الهنات التي أحدثها الاستخدام المتسرع للوحة المفاتيح , وقد استخدمت القصة بعض ملامح التعبير في القص القرآني , والأفكار ناجحة مشوّقة , وطبعا , لابد من الاشارة الى ما تفضل به الأديب القاص محمد سامي البوهي , من وجود ترهل في السرد , ثم التكرار لتعبير " العم منصور " ويبدو أن هذه التكرارية جاءت من تأثير الموروث التعليمي , وأعتقد وفق ذوقي الشخصي كقارئ , لو جرى تكثيف النص والخلاص من التكرار والهنات البسيطة , فإن القصة ترقى جدا الى عمل ابداعي رائع , ومهما يكن من أمر فإن القصة ناجحة وموفقة , وكما أسلفت القول , إنها تشيح عن ملامح ابداعية في القص .
أخوكم
د. محمد حسن السمان

...كم هي كريمة زيارتك ..اخي د. محمد السمان ..و كم كنت مصيبا في كثير من طرحك في بنائية النص و الية ..و ضعه ..و اعتذر عن سرعتي في الكتابة التي لا اعرف كيف الخروج عليها و على تمكنها مني..و كما قلت للاخ محمد البوهي ..كانت فكرة البساطة طاغية علي ..لذا كان التكرار ..الذي فعلا اشعر بمدى سلبيته هنا ..كقاريء ..ربما لاني حاولت ان اكون بالاسلوب المحكي العادي عن العم او الجار..او صديق طفولتنا منصور النجار..او تكسير ..و تهشيم الصورة الجميلة التي كتبها ببرائة الشاعر سليمان العيسى ..لعمي منصور و علاقته العفوية و الحميمة ..مع ادواته في مناهج ( زمان ) ضمن مقاييس زمن العولمة ..شهادة تغدق بها علي ..اتمنى ان استحقها اكثر ..و انميها..اعتذر مجددا على سرعتي ..و هكذا كانت السرعة في الحب..تعرف تماما كيف تسوس السوسن..نحو الغاب..

القزلي..
نصوصك تدل على عمق الوعي الذي تكتب به، وكذلك على ادراكك لمفاتن الكلمة، ورؤيتك الواضحة المعالم لِمَ تريد ان توصله الى القارئ وبدون تعقيد، انما ربما برمزية واضحة المعالم وسهلة الفك، فقط بجهد عقلي بسيط، وهكذا ما يجعل النصوص التي تاتي على هذه الشاكلة ممتعة.
العم منصور..ربما بقي طوال هذه السنوات خاضعا لعنتريات القوم، اقصد متأثرا بما سمعه من السابقون من القوم، الذين كانوا يحولون كل بتر لاصبع، او كسر ، او جرح، او حتى موت، الى انتصار على الاخر المقابل سواء أكان خشبا أم شجرة قوية عالية ضخمة، وكأني بالعم منصور هنا دائما ينظر الى الامور بمنظوره التاريخي تحت تأثير الابائية التي اصبحت داء مميتا لامثاله.
فالعم منصور عندما يواجه شجرة ضخمة لايفكر بدراسة قوة الشجرة ومصادر قوتها ونقاط ضعفها انما فقط يسترجع بطولاته وصولاته وجولاته القديمة مع بعض اغصان الشجر، او مع اعمدة قبيلة فلان وفلان..لذا يدخل المواجهة وهو محمل بالاحلام تلك وما قيل عنها من قصائد ولغة متينة وبلاغة فائقة،لذا نجده يخسر اصبعا، ومن ثم يخسر اخرا، ويجد الالم ينتشر في اخرى، وفي الحافة الاخرى من الجسد يجد وجعا يهلك ووو...حتى يصير في وقت قصير اسير اوهامه، اسير غباءه..اسير البلاغة، اسير لاعقلانيته..وعندما يستفيق..يكون الداء قد اورثه عقدة الخضوع الابدية فيعيش عبدا لشهوته ومجونه، او عبدا لسيده الجديد.
وهكذا المنشار وكأنه قدر مهمته القطع بغض النظر ماذا يقطع ومن يقطع ولمن يقطع.
ايها العزيز...
نصك عمق جدا...
محبتي لك
جوتيار

القزلي..
نصوصك تدل على عمق الوعي الذي تكتب به، وكذلك على ادراكك لمفاتن الكلمة، ورؤيتك الواضحة المعالم لِمَ تريد ان توصله الى القارئ وبدون تعقيد، انما ربما برمزية واضحة المعالم وسهلة الفك، فقط بجهد عقلي بسيط، وهكذا ما يجعل النصوص التي تاتي على هذه الشاكلة ممتعة.
العم منصور..ربما بقي طوال هذه السنوات خاضعا لعنتريات القوم، اقصد متأثرا بما سمعه من السابقون من القوم، الذين كانوا يحولون كل بتر لاصبع، او كسر ، او جرح، او حتى موت، الى انتصار على الاخر المقابل سواء أكان خشبا أم شجرة قوية عالية ضخمة، وكأني بالعم منصور هنا دائما ينظر الى الامور بمنظوره التاريخي تحت تأثير الابائية التي اصبحت داء مميتا لامثاله.
فالعم منصور عندما يواجه شجرة ضخمة لايفكر بدراسة قوة الشجرة ومصادر قوتها ونقاط ضعفها انما فقط يسترجع بطولاته وصولاته وجولاته القديمة مع بعض اغصان الشجر، او مع اعمدة قبيلة فلان وفلان..لذا يدخل المواجهة وهو محمل بالاحلام تلك وما قيل عنها من قصائد ولغة متينة وبلاغة فائقة،لذا نجده يخسر اصبعا، ومن ثم يخسر اخرا، ويجد الالم ينتشر في اخرى، وفي الحافة الاخرى من الجسد يجد وجعا يهلك ووو...حتى يصير في وقت قصير اسير اوهامه، اسير غباءه..اسير البلاغة، اسير لاعقلانيته..وعندما يستفيق..يكون الداء قد اورثه عقدة الخضوع الابدية فيعيش عبدا لشهوته ومجونه، او عبدا لسيده الجديد.
وهكذا المنشار وكأنه قدر مهمته القطع بغض النظر ماذا يقطع ومن يقطع ولمن يقطع.
ايها العزيز...
نصك عمق جدا...
محبتي لك
جوتيار

.جو ..هل كنت انا هنا ..اعمق منك في تحليلك للعم منصور..لا اريد ان اكون مملا و لكن دائما ما يستحضرني و تبهرني قراءتك للنص..سعيد بك دوما ..و بلقائي بك اينما اتفق..كل الفتنة كانت دليل ادانة للون الغاب..

القزلي وسطور ثورية ... وسرد ماتع .... وقصة ممتعة


لاتحرمنا من فضل ابداعك

القزلي وسطور ثورية ... وسرد ماتع .... وقصة ممتعة
لاتحرمنا من فضل ابداعك

...اخي الجميل.خليل..و انت لا تحرمني من رؤية وجهك الذي حقك ..يسدل ستار الهدوء و المحبة على نفسي..كل الطلة..حلاوجي..