أيها الأحبة الكرام ، يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم في هذا اللقاء المبارك حاملاً إليكم تحية إخوانكم في الكويت ، أنقلها إليكم بكل الحب والتقدير لكل صاحب فكر ، وكل صاحب قلم حريصٍ على هذا القلم ومقدرٍ قيمة الكلمة التي يخطها أو يطلقها لأنها بعض منه .
كما أتوجه بالشكر الجزيل للشاعر الكبير : شاهين أبو الفتوح ، هذا الرجل الذي يقدر المسؤولية حق تقديرها ، ويبذل الجهد ما استطاع من أجل فكر وكلمة ورسالة نتمنى أن يعينه الله عليها .
إن الواحة ليست مجرد ملتقى ، وليست مجرد تجمع للأقلام ، وإنما هي عالم مثال ، حقيقة قامت على حلم ، وحلم أشمل من الحقائق الجزئية ، وفي هذا المقام لابد أن نستشعر وجود الأستاذ الدكتور سمير العمري مؤسس الواحة والقائم عليها ، ونثني على كل ما يبذل من جهد من أجل تبليغ الرسالة التي يحملها بصدق وأمانة إن دلا على شيء فإنما يدلان على أن هذه الأمة ولادة ، وأن الأمانة لها رجالها الذين اجتمعوا لهذا الرجل من أجل خير أدب سيدة اللغات ، هذا الأدب الذي هو نتاج الفكر الذي يتشكل بين المبدعين ليتحول إلى قاعدة واعتقاد .
والواحة دار عامرة بكم ، وبكل مخلص لنفسه وذاته في شتى بقاع الأرض ، وقد حملنا على عاتقنا مبدأ إعادة صياغة الذات كمرحلة جديدة من البناء الفكري والأدبي ، منطلقين في ذلك من قناعات راسخة بأن المجتمعين على الخير لن ينالوا إلا الخير بإذن الله .
ولا يمكن لأحد أن ينكر ما للواحة من أفضال على المنتمين إليها بما لها من عبق ناتج عن روح من يكتبون لها ، ومن يسعون من أجلها ، كما لا يمكن أن ننكر دورها في الانتشار ،والتقويم والدعم ، والتجديد علاوة على الحرص الشديد من القائمين عليها على أصالة الأدب العربي وتأصيله خصوصًا في هذه الفترة التي يمكن أن أعتبرها مرحلة حاسمة في تاريخ الأدب العربي الذي يواجه الكثير من المشكلات على مستويي الإبداع ، والنشر ، وإذا كانت الواحة موقعًا إلكترونيًا على الشابكة ؛ بالجهود الطيبة والنفوس السمحة ها هي تتحول إلى واقع ملموس ولقاءات أدبية نتوقع أن تثمر ثمارها بينكم ، ليس لأجل هذا الجيل فحسب ، وإنما من أجل الأجيال القادمة ، منتشلين إياهم من هذا الترهل الفكري والأدبي ، ومبرزين أصحاب المواهب الحقيقية ، وداعمين لأصحاب الفكر المستنير دون إفراط ولا تفريط .
لقد اتفقنا ضمنًا أن نسعى سعيًا حثيثًا حاملين الأصالة المحتضنة للتجديد غير رافضين للحديث أو الحداثة ، وإنما داعمين لذلك كله على ألا نقبل ما يكتبه أو يطرحه المتطفلون على الحداثة الذين يعتقدون أن مجرد التحرر من الأصول والقواعد يعني الحداثة ، هؤلاء لا يمكن لهم أن ينبتوا بيننا ، ولا يمكن للواحة أن تقبل ما يكتبون ، فليس الإغراق في الإيهام حداثة ، ولا مجرد الرمز حداثة ، وليس الاختزال والاختصار تكثيفًأ ، أعود فأكرر : إننا نسعى مع الأصالة والجدة المبنيتان على الأسس السليمة المبررة والواضحة المعالم فليست الكتابة على الأنساق القديمة جمودًا وتخلفًا ، وليس التمييع والبتر تحديثًأ .
ويجدر بي ان أذكر هنا أن الواحة تحتوي كل من ينتمي إليها بكل الحب ، فمنهم المعلم الذي نتعلم منه ، ومنهم المتعلم الذي نحتفل به ، ومنهم المبدع في أي ميدان إبداعي ممن يضيفون ، ويمتعون ، ومنهم النقاد الذين يوجهون ويحللون ويدققون ، ونحن نحاول أن ننهج منهجًا نقديًا تذوقيًا ، توجيهيًأ غير قائم على التعقيد والتشتيت ، وإنما يقوم على إبراز جماليات النص الأدبي قبل بيان ما يؤخذ عليه ساعين في ذلك إلى تشكيل أنفسنا بشكل يليق والمرحلة القادمة ، وأذكر هنا التعبير الجميل لشاعرنا : شاهين أبو الفتوح : نحن في حاجة لهبوط اضطراري ، هبوط موجه للانتشال والغرس ، والتوجيه ، لن نهبط بالأدب والذوق ، وإنما نلتقي بأهل الفن والفكر والأدب نتحاور بعقلانية ومنطقية دون جدال من أجل تنقية الروح المبدعة ، والروح المتلقية لنبدأ مرحلة الصعود . وتحقيق أحلامنا بغد يشرق فيه الأدب العربي من مكمنه ، فالأدب لا يموت ، وإنما يهجع نتيجة للمتغيرات التي تعترضه ، إنه أصيل في الذات المبدعة ، المثقفة ، المانحة الحب للآخر؛ فمدعي الإبداع لا يؤثر إلا في طائفة هي قشرة زائلة ، أما المبدع الحقيقي يُوَرث فكرًا وأدبًا هو روحة التي تبقى بعد رحيله .
هنا يأتي دورنا كجماعة فكرية أدبية :
لقد اتفقنا ضمنًا على حمل المسؤولية غير مكلفين أو مأجورين ، وإنما ساعين من أجل جيل مثقف واعٍ ندله على الطريق ، ننزل من الفضاء الشابكي إلى الوجود الأرضي لنلتقي ونتشاور ونتدارس الفكر والأدب مرتكزين على قاعدة صلبة مؤداها أن كل صاحب فكر لن يتخلى عن دوره ولن تهزه المشكلات العابرة لأنه لا يعمل من أجل أحد وإنما يعمل من أجل الحلم ، ومن أجل أن يصل فكره المستنير إلى القاعدة الشعبيىة العريضة ، أما فكرنا ، فهو فكر شمولي نرفض التمذهب ، ونرفض الطائفية ، ولا نسعى بالمرة لأي حوار هدام لأننا ندعم النقد البناء ، ونرفض الانتقاد الداعم للبلبلة ، لأننا في حقيقة الأمر بعض من الكل العام ، هذا الكل العام الباحث عن الاستقرار وتشكيل الهوية ، هذه الهوية التي تواجه مرحلة هي الأخطر في تاريخنا ، وإعادة تشكيلها يتطلب إعادة صياغة الذات ، لأن المناهج المستوردة ، والاستعانة بالمدارس الأجنبية ، والبحث عن الحلول الجاهزة كان من أهم أسباب ما وصلنا إليه من انحدار فكري وأدبي ، لا أقول على مستوى الخاصة ؛ فالخاصة يحددون مسارهم ، ولديهم الأدوات التي يقيمون بها ما يأتيهم ، أو ما يذهبون إليه من فكر ، وبناءً على ذلك يعتنقون مذهبًا بعينه ، منتهجين فيه ما يوصلهم إلى أهدافهم ، سواء كانت هذه الأهداف في الصالح العام أو ضده ، لكنهم يستطيعون التمييز ، إنما أركز هنا على القاعدة الشعبية العامة التي هي الفريسة لهذا التشتيت والتمييع لأنها لا تملك من الأدوات ما يؤهلها للمواجهات الفكرية والعقلية ، بل تتشكل خبراتهم وفق ما يبث إليهم بالوسائل المتعددة للإقناع والتوجيه ، فهم يعتمدون على الرمز ، والرمز بدوره لا يمكن أن أعتبره فردًا وإنما هو انعكاس لثقافات متأصلة اتخذت شكلها شبه النهائي وحددت وسائلها ودفاعاتها ، لذلك كله نواجه عدة نتائج منبثقة عن عدم الوعي من جهة ، والوعي الكامل من جهات البث بأهدافها ومنها ظهور المطبوعة الرخيصة ثمنًا وفكرًا القائمة على الهدم في مقابل الكتاب غالي الثمن قياسًا بغيره من المطبوعات والمواقع الشابكية القائمة على تشويه صورتنا أمام أبنائنا ، والمروجة للفتن والتمذهب ، والفت في عضد الأمة . إن المطبوعة الرخيصة لم تدع مجالاً إلا وطرقته ، فوجدنا المطبوعة الدينية ، والمطبوعة الفكرية ، والمطبوعة الجنسية ، والمطبوعة الأخلاقية ، وكلها ترفع كلمة حق أريد بها باطل ، ولا أتحدث هنا عن المطبوعة الورقية فحسب ، وإنما المطبوعة المسموعة والمرئية ، وهاتان الأخيرتان تشكلان خطرًا كبيرًا بل الخطر الأشد لأنها الأوسع انتشارًا بفعل العادة .
هنا أتمنى أن نتوقف وقفة تأمل ، لأني أرفض ضمير الغائب في التعامل مع قضايا الهدم ، فضمير الغائب دائمًا له مرجع ، لكني أرفضه هنا على الإطلاق حتى وإن أثبت المرجع ، لأن أحدًا لا ينهزم بقوة الآخر ، وإنما الأصل في الهزيمة ضعف المهزوم ، ولسنا بالأمة الضعيفة أبدًا ، ولكننا نصبنا الفخ لأنفسنا فصادتنا به الهوة ولسنا حديثي عهد بهذا الفخ فلو استقرأنا التاريخ لوجدنا أن معدل هزائمنا بسببنا أضعاف أضعاف هزائمنا بقوة الآخر ، فالتاريخ يثبت أن الضعف كان يسبق الهزيمة ، بل وتبدأ الدسائس من الداخل ، ثم سيادة الأطماع ، ثم انتباه من يريد الانقضاض ، ولم يكن الأدب بمعزل عن كل هذا ، وإنما هو الشريك المؤثر والمتأثر بالظرف السياسي ، والاجتماعي ، والاقتصادي ، والغريب أننا مازلنا نعلم أبناءنا التباهي بالأمجاد . لابد لنا أن نتخلص من عقدة التباهي بالتاريخ لنجعله ركيزة لا مادة للتباهي ، فقد أرهقنا من كنا وكنا وكنا ، لقد كان الأولون يعملون من أجل أنفسهم لذلك خلدهم التاريخ لنرث موروثهم كما ورثه الآخر الذي تسيد به ، أما نحن فقد جعلناه كالأحجبة والتمائم نتبرك به ونندب حظنا من بعدهم ، منكرين على أنفسنا ما نمتلكه من طاقات وملكات استعذبنا بكاءها معتمدين على الفقر ، والتخلف وقوة الآخر . هذا الآخر الذي أمن جانبنا وراح يبدع في شتى المجالات ففي مجال الأدب تأتيني التجارب بعد أن تكون قد أخذت حظها من الشهرة في بيئاتها فإذا اعتنقناها سبقنا الآخر بالأحدث لنبقى في لهاث مستمر وصراع مستمر لا يثمر ، إننا نبحث عن اللقاء الأدبي المثمر الموجه المبني على أسس أصيلة تقوم على ثقتنا في إمكاناتنا وملكاتنا وطاقاتنا الإبداعية فلدينا الطاقات الفكرية واللغة المطواعة التي تحتاج منا الرعاية والحرص ، لأنها وعاء الفكر والأدب ، فلا نهضة لأمة خذلت لغتها ، فالإناء المشروخ لا يحفظ ما فيه ، فما بالكم بإناء مكسور ، علينا أن نعيد صياغة لغتنا بأصالتها وجدتها لتتناسب وروح العصر والفترة التي نعيشها ، فقد تعايشت اللغة مع كافة اللهجات المحلية مبدعة أدبًا عالميًا إلى أن غلبنا اللهجة على اللغة فاندحرت وبتنا مختلفين بين العامية والفصحى في حين نحتاجهما معًا فالفصحى البسيطة السهلة داعمة للعامية ومقوية لها ، والعامية المفرطة هادمة للفصحى ، وقد واجهت اللغة العربية صراعات قاسية على مر التاريخ إلا أنها بقيت ليس بقوتها الذاتية وإنما بحرص من حرصوا عليها والمروجين لها الكاتبين بها والمتحدثين بها ، لكن هذا العصر أصيب بأخطر آفة نتعرض لها قوميًا وهي الترويج للعامية على الإطلاق معتمدين على يسرها وأنها لغة الشارع ، ونحن لا ننكر ذلك على أهل العامية ، لكن يبقى الانتشار قائمًا على الفصحى لأننا لن نستطيع تعميم لهجة قوم أو طائفة أو قبيلة ، بينما اللغة الأصل هي التي تسود ، ومن سمات هذا العصر أيضًا ما يمكن أن أطلق عليه السندوتشات الأدبية أو لفافات الأدب ( على نسق لفافات التبغ ) ، هذه الأشكال التي يبرر لها أصحابها بأنها تتناسب مع السرعة والانشغال وضيق الوقت هي من أشد الألوان الأدبية خطرًا علينا لغة وفكرًا ، لكن الداعين إليها على استعداد لشن حروب من أجلها ولا أعرف لذلك سببًأ مقنعًا معتمدين في رأيهم على أنه لون ينتشر في العالم ولابد أن نسايره ، وأين كانت هذه المسايرة وهذه الفنون ضاربة في تاريخ العربية ولو راجعنا الأدب العربي بعين موضوعية لوجدنا فيه كل الألوان الأدبية البكر التي نتطاحن اليوم حول أحقيتها من عدمها ولكن المسايرة لا تعني تغليبه على الأصل ، كما أنني أعتقد أن المريض مرضًا شديدًا في حاجة لدواء يعينه على الشفاء وليس المسكن بدواء وإنما هو إيهام بالراحة .
إن الوهم الذي نعانيه أيها الأحبة ليس آتيًأ من غيرنا وإنما هو ظلنا نحن ؛ فنحن مصابون بالخوف من ظلنا ، ولابد أن نعترف بذلك بدلاً من التشدق بالموروث ، وصب فشلنا على الحكومات ، والجماعات ، وما إلى ذلك ، إن الفكر والأدب لا يعرفان الحدود ما داما مرتكزين على أسس وأصول ، وليس الفكر الثوري أو المناهض هو الفكر ، وإنما هناك الفكر البناء ، الداعم للذات المبدعة ، والباعث للحركة النهوضية إلى جانب الحركة النهضوية ، هناك الفكر الموجِّه في مقابل الفكر الموجَّه ، علينا أن نبدأ من هنا ، نبدأ من الرقي بأذواقنا لنتمكن من الارتقاء بالذوق العام .
علينا أن نواجه المعول الذهبي الذي يهدمنا ونحن نبتسم :
علينا أن ندرك أن الأدب يواجه محنة المعول الذهبي المتمثل في رأس المال ، وهذا منسحب على الفنون كافة فنحن في عصر سيادة المافيا ، مافيا الفكر ، ومافيا الفن ومافيا الأدب ، هذه الجماعات التي تمول الفنون بأنواعها ، والطباعة بأنواعها ، والمعارض بأنواعها ، إنما يعتمدون على حالات الفقر المركبة التي تعانيها منطقتنا ، وأولها الفقر الفكري ، والخواء العاطفي الذي سيطر علينا ، وهذه الجماعات ليست وليدة اليوم وإنما تعمل منذ عقود طويلة وقد أثمر غرسها في زماننا ، لقد كانت موجودة منذ القدم لكن كانت مضاداتها فاعلة ، أما اليوم فنحن في حاجة لبناء مضادات تتناسب وما نواجهه وتتناسب وظروفنا ، لقد كان شوقي في القصر وكان حافظ في الشارع ، وكان جبران في أمريكا والرافعي في القاهرة . ومن قبل ذلك تلاقح الفكر والأدب في الموسوعات التي يعتبرها التاريخ من علامات الضعف والفقر الإبداعي ، في حين نمجد أصحابها اليوم لأنهم حفظوا لنا هذا التراث الذي كان يمكن أن يذوب لنكون بلا مرجعية ، إننا نملك من الطاقات المجمدة ما يجعلنا إذا بعثناها نعرف بداية الطريق للإصلاح الفكري والأدبي وهذه الأمسيات خير مثال على صدق توقعي ، يمكننا أن نعمل من أجل بلورة منهجنا وتحديد مسعانا ، ورصد عيوبنا أولاً والاعتراف بها وتعرية الحقيقة أمام أنفسنا ، لنصل إلى قناعة بحجمنا الحالي في مقابل طاقاتنا ، وعليه يمكن تشخيص العلاجات بدعم ألوان أدبية ، ولا مانع من رفض الألوان التي لا تتناسب والتحريك البنائي للفكر والأدب العربي فالفطرة البشرية مؤهلة لأن ترفض الصالح من أجل الأصلح .
لذلك كله علينا أن نعيد النظر في وسائل الانتشار الفكري والنشر الأدبي ، وذلك من خلال الوصول إلى المتلقي ، والتعامل مع المادة المكتوبة بما يجعلها قابلة للانتشار ، وبث الفكر في أطر سهلة لا تحتاج إلى تفسيرات تزيد التعقيد .
علينا أن نستثمر كل ما يتوافر لبعضنا لخدمة الكل ، كما يجب علينا أن نفعل مشروعات الواحة ، وأن نعيد صياغة بعض الأهداف لنجعلها قابلة للتحقق في ظل المعطيات المادية والفكرية والاقتصادية .
علينا أن نقدم أدبًا يدعمه فكر بنائي ، لا أرى أن نطيل الانتقاد ونفني أعمارنا فيه ، وإنما نقدم أدبًا بنائيًا حتى لو فسر على أنه مجرد أحلام ، فالقاعدة تبدأ بالخيال ، والثورة تبدأ بالأحلام ، والثورة التي أعنيها لابد أن تبدأ بثورة فردية نعدل بها أنفسنا وفكرنا ، نعم نحتاج ثورة فكرية وأدبية وانتفاضة ضد الركيك المستهجن ، وتأصيل القوي الدائم ، لا أعني نسف أي لون أدبي ، وإنما تأصيل مقومات كل لون ليكون قادرًا على المنافسة والبقاء ، ويجب أن نضع نصب أعيننا حقيقة مهمة مؤداها أن الأدب لا يحقن في الوريد ولا نتعاطاه في برشامة ، ولن يغيرنا أحد وإنما علينا أن نعدل من أنفسنا .
الانتشار ، والنقل أيها السادة يمكن أن يبدأ بأغنية في الشارع ، أو قصيدة في مدرسة أو كلية ، أو مقالة في صحيفة ، أو ندوة أو أمسية ، لابد أن نواجه سيطرة رأس المال الساعي للربح والتكسب بالكتابات المستفزة ، والمثيرة ، بكتابات باعثة لروح الأدب القوي المعالج ، الذي يعالج الذوق ، والفكر ، لنعيد صياغة الذات الفرد ، والذوق الفرد ، والفكر الفرد ، لنصل إلى كلية كل عنصر منها .
وفي الختام ، أكرر الشكر لكم ، التقدير لكل من حضر هذه الأمسية الرائعة ، وأدعوا الله أن يجعلها لبنة في البناء العملاق ، وأن يعيد إلى صفنا كل فاضل يحمل فكرًا ، وقلمًا ، ووسيلة تبليغ . كما أدعوكم جميعًا لأن تدعوا للواحة كل قلم ، وكل صاحب فكر ، لندع أنفسنا من أجل الرسالة التي نحملها .
والله ولي التوفيق
مأمون المغازي
الخميس : 5 / 7 / 2007