سلام الـلـه عليكم
قراءة صباحية خاصة في قصة " عند بئر زمزم " للأديب أحمد الرشيدي
في هذه الساعة الجميلة , من صباحي الجميل , أمارس طقوس اليوم الصباحية , ولصباح يوم الجمعة المباركة , نكهة ولون وروحانية , القهوة على طريقة أهل الشام , وقراءة الصحف المحلية , والاطلاع على الأخبار العربية والعالمية , سواء من الصحف , او من خلال شاشة التلفاز , وموسيقا هادئة تنبعث من بعيد , وأدخل الواحة المباركة , أمتع عيني ونفسي , بجميل نتاجات الأخوة والأخوات , من شعراء وأدباء الواحة المباركة , إنها متعة غامرة , ويتخلل كل هذا الاتصال بالأهل في دمشق , للأطمئنان عن الجميع , وقضاء بعض الوقت معهم , عبر الهاتف الجوال , وهذا تقليد اعتدت عليه , مذ أتيت دولة الكويت , يتنتظرني الجميع , صباح يوم الجمعة , وفي هذا الصباح الجميل , اكتملت سعادتي , عندما قرأت قصة " عند بئر زمزم " , فالأديب أحمد الرشيدي , عرفته منذ فترة وجيزة , التقيت به في أمسية جميلة , على شاطئ الخليج العربي , وبهرني بشخصيته الآسرة , أدبا وأخلاقا ودماثة , ولمست فيه نعم الأديب المتذوق لصنوف الأدب , ولمحت في عينيه التفوق الذكائي , أما العمل القصي " عند بئر زمزم " فوجدت فيه استكمالا للصورة , التي رسخت في ذهني عن الأديب الراقي أحمد الرشيدي , المفردات الرصينة , والجمل المتماسكة , بين القوة والرقة , وعذوبة البناء , كما هي عذوبة الحديث , لتقديم سرد لطيف راق , يشد القارئ من خلال ملامسة الجوانب الخيّرة , في النفس والعقل , عبر اعتماد حواريات واقعية الحدوث , وقوية الاقناع , في ترابط موفق , بين الابعاد المكانية والزمانية , مما يجعل القارئ , وكأنه في قلب الحدث , يرى ويسمع ويتابع بشوق , ينتشي نفسا وفكرا , بتلقي الجرعات الطيبة الخيّرة , التي وظفها الكاتب براعة , ثم ينتهي العمل , ليكمل الصورة , ويكرس الرسالة الفكرية السامية التي أراد , كم أنا فرح مستمتع بهذه القصة الرائعة , لقد أكملت سعادة صباحي .
د. محمد حسن السمان