احبتي أقدم بين يديكم في هذا الموضوع من تصميمي على الفوتوشوب عمل من وحي رائعة الشاعر عبدالملك الخديدي " شيء من الخوف" أرجو أن أكون قد وفقت في تجسيد صورة بصريه عن بعض هذه الرائعة ... ولكم محبتي
شيء من الخوف .. !!
تطْفُو علـيَّ مَشَاعِـرِي فَأَرُدّهَـا
خَوْفاً عَليها مِنْ لهيـبِ الشَّاعِـرِ
وأَخافُ حَرْفِي أنْ يضيقَ بصمتـهِ
فالْحَرفُ يعرفُ مَا يَجولُ بِخاطِرِي
غادرتهُ زَمناً فَأفْلَـتَ مِـنْ يَـدِي
قَلَـمٌ تكسّـرَ فـوقَ لـوحٍ ثائـرِ
وَتجمّدتْ لُغةُ القَرِيضِ فَلـمْ يَعُـدْ
لِي رَغبَةٌ فِي مَـدِّ بَحـرِ الوافِـرِ
حتى وإنْ جادت علـيّ قريحتـي
أنهيتُ كلُّ مراسمـي ودفاتـري
قد كنت أكتب في الظلام حكايتي
والفجرُ يمسحُ تمتمـات السّاهـرِ
قَبلَ الشُّروقِ رَأَيتهُ قَطـرَ النَّـدَى
وبَرِيقُ عَيـنٍ كالشُّعَـاعِ الكاسِـرِ
هَلْ أَرتوي مِنْ دفء رائعةِ الهوى
والبردُ يَذهبُ عَن جَبِينِ السَّامِـرِ
أَمْ أَنَّهُ خوفُ اللّقَـاء يُحِيـطُ بِـي
وَغمامةٌ تُضفِـي عَلـيَّ بَسَاتِـرِ
فُتحِيطُنِي حـذرَاً وَلمَّـا تختفِـي
شيئاً فشيئـاَ كالسّـرابِ السَّائِـرِ
لحِقَ الفـؤادُ خيالهـا فاستنفـرتْ
منّي الخطى واستعجلتْ بالصّابـرِ
هلْ تُدْرِكُونَ بَني أَبـي وأحِبَّتِـي
شَوْقي إلى ذاكَ الزَّمـانِ الغَابـرِ
هـلْ تَذْكـرُونَ مَقِيلنـا ومَبِيتنَـا
ومَراحل العُمرِ السِّريـع الطَّائـرِ
وأَرى كأنِّي الآن ألعبُ بالحصَـى
والطيرُ تسْرحُ في الفضاء النَّاشرِ
ولَنَا على بعـض التِّـلالِ تَكِيَّـةٌ
وجِدارُ طينٍ مـن بنـاءِ العَابـرِ
وشَرِيـطُ أَحـلامٍ يُبَيِّـنُ للـرؤى
صُوَراً تُبثُّ بكـلِّ طَيـفٍ باهـرِِ
غطّى الظـلامُ جمالَهـا بعبـاءةٍ
فارتدَّ عنها كـلّ طـرفٍ ماكـرِ
فتعـذّرَ البـدرُ البهـيُّ بليلـهـا
والحسنُ يُحجبُ عن مرادِ الناظرِ
وملامـحٌ فـي مقلتـيّ توقفـتْ
ومَسامِعٌ تُصْغِي لِوبْـلِ الماطـرِ
فزجرتُ نفسي إذ رأيتُ جموحَها
تنـوي معانقـةَ الخيـال الزائـرِ
آهٍ وهذا الوقتُ يَسـرِقُ فرحتـي
ويُطارِدُ الذِّكرى بِقلـبِ الذَّاكِـرِ
يَا مَنْ قرأتَ حِكايَتِـي وَفهِمتَهـا
هلْ أنتَ منْ بعدِ القراءَةِ عاذِري ؟