أحلام بلّورية
ذات أمسية عيد... لمحته يقترب من خدري... كابتسامة فجر بيضاء انبثقت من مهد ٍ محفوف ٍ بالياسمين... فرشتُ له وجه الرمل سندسا ً و حريرا...و رصفتُ موطئ قدميه بالياقوت و الزمرّد... و أوقدتُ له بخور المسك شموعاً... و علّقتُ نجوم العيد و أهلّته تمائما ً في جيده... دنا سيّدي منّي... أحسست بهمس جنونه يعانق حدّة وجدي... آنستي... أنت الرذاذ الؤلؤي الهاطل من سماء فرحتي... و الأميرة الهاربة من أسطورة عشقي... أنت آية سوسنية النفحات... أنقشها على أديم أسفاري... و أرتّلها كلما عانيت حرقة الضيق...
هامدة ً وقفتُ أمام بوحه الفيروزيّ... تمنّيت لو أنني زهرة نرجس غُرست على ضفاف صدقه و وفائه...وهج النور الساطع من جبينه... و بشاشة وجهه... أنسياني صخب ضحك الأطفال حولي... و أشغلاني عن العيون التي طفقت تحدجني من كل صوب... و حين التفتّ إليهم... عادني الحرج... أمسكتُ بخصلة ٍ من الليل الطويل المسدول على كتفيّ... و ضربت على الورد الأحمر النابت على وجنتيّ...في محاولةٍ فاشلة ٍ لإجهاض خجلي...
عبثا ً حاولتُ أن أوصد الابواب المشرعة على مصراعيها إجلالا ً له... و شعرتُ بكائن ٍ عجيبٍ داخلي –لا أدري كنهه- يجيب عني و عنه... أتدري من أنت؟؟... أنت الضياع الذي وجدت فيه روحي... و السرّ الذي بأمره تتدفّق البهجة في عروقي... و بغتة ً... عمّ السكون أركاني... فحاشا لحرفي أن يمنح البدر ضياء ً... و الشمس شعاعا ً...
.................................................. .................................................. ..................................
آه يا قمري... كم أصبو إلى جنونك المترف... أتوق إلى اللهفة المتوضئة بطهرك... إبتسامتك المشمشية... أحن إلى همساتك القرمزية... أنتظر إيابك في جنّة باركتنا حواريها... و قدّست حكاية هوانا كلّ كائناتها... بلابلها... فراشاتها... أزهارها... .....
و أنت... أنت...
لا و الله ما حاولتَ غدرا ً=و كلّ الناس يغدر ما خلاكا
سيّدي... باقية ٌ على هواك... أعيد رسم ملامحك الوديعة على صفحات عمري... أبثّ الشوق إليك نسيما ً طيبا ً على وثير موج ٍ كتلال الزبرجد... و أرسل القبلات ودقا ً مع السحاب المزجى فوق مملكتك...باقية ٌ على هواك...
فأنت من علّمني التلذذ بحدّة الغياب...و تفاهة التفاصيل...